تعتبر المنطقة الخضراء في بغداد مقياساً للحرب والسلم في البلاد
كانت المنطقة الخضراء في بغداد مقياسا للتوتر والصراع في العراق منذ ما يقرب من عقدين، وسيتم إعادة فتحها قريبا للجمهور.
ويُعرف الشريط الممتد على مساحة أربعة أميال مربعة (10 كيلومترات مربعة) على ضفاف نهر دجلة باسم "أمريكا الصغيرة" في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
لقد كانت أيضا موطنا لحكومات عراقية متتالية وغير محظورة على معظم العراقيين، وأصبحت رمزا، إلى حد ما، إلى عدم المساواة في البلاد.
تتميز المنطقة المغلقة، بأشجار النخيل والمعالم الأثرية، السفارة الأمريكية العملاقة بما في ذلك "قوس النصر" وهو عبارة عن قوس بطول 40 مترًا (131 قدمًا) من سيفين تحملهما طلقات برونزية من أيدي صدام لإحياء ذكرى الحرب العراقية الإيرانية الممتدة من 1980 إلى 1988.
فشلت المحاولات والوعود المختلفة من قبل الحكومة العراقية لفتح المنطقة أمام حركة المرور على مدار السنوات الماضية، بسبب المخاوف الأمنية المستمرة.
واستولت القوات العسكرية الأمريكية على الحي في أبريل 2003 في واحدة من أعنف المعارك عندما اجتاحت بغداد. وأصبحت موطنا لسلطة التحالف المؤقتة وهي حكومة انتقالية تأسست بعد الغزو.
كان الاسم الرسمي في ظل الحكومة المؤقتة هو المنطقة الدولية، ولكن اسم المنطقة الخضراء كان أكثر استخداما، لأن المنطقة كانت أكثر أمانا من بقية بغداد حيث التفجيرات والخطف والقتل الطائفي وإطلاق النار العشوائي.
أثناء الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق، أشار البعض إلى أجزاء من المنطقة الخضراء باسم "أمريكا الصغيرة" بسبب انتشار القوات الأمريكية من حولها، والعلامات التجارية الأمريكية المتاحة في الداخل.
كان هناك حديث منذ سنوات بأنه سيتم رفع القيود في المنطقة الخضراء، أولاً من قبل رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي في عام 2015.
في شهر مارس، قام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإزالة الآلاف من الجدران الإسمنتية الرمادية، مما أدى إلى تسهيل حركة المرور المزدحمة حول بغداد وتم استعادة الوصول العام إلى "قوس النصر".
صرح مبعوث الامم المتحدة للعراق، جينين هينس بلاشارت، في اجتماع لمجلس الامن الدولي في وقت سابق من هذا الشهر بأنه "قريبا جدا لن تكون المنطقة الخضراء موجودة".
قبل بضعة أيام فقط، تم إطلاق صاروخ على المنطقة الخضراء، وسقط على بعد أقل من ميل من السفارة الأمريكية المترامية الأطراف.
يتوق عبد المهدي لإظهار أن الدولة التي مزقتها الحرب أنها تعود إلى طبيعتها ، ووعد الآن بفتحها للجمهور في اليوم الأول من عيد الفطر، وهو العيد القادم الذي يصادف نهاية شهر رمضان المبارك.
وقال جنرال محمد حامد كاظم السكرتير الشخصي للقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية "بمجرد فتح المنطقة بالكامل، سيكون كل العراق أخضر".