تجمع المهنيين السودانيين يدعو لاحتجاجات في عموم البلاد بعد مقتل تلاميذ بالرصاص

طالبت جماعة الاحتجاج الرئيسية في السودان يوم الاثنين المجلس العسكري الحاكم بالموافقة الفورية على اتفاق انتقالي نهائي بعد مقتل خمسة أشخاص على الأقل بينهم أربعة من تلاميذ المدارس في مدينة الأبيض.
ودعا أيضا تجمع المهنيين السودانيين في بيان الشعب السوداني للخروج إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد للتنديد بسقوط قتلى في الأبيض التي تبعد نحو 400 كيلومتر جنوب غربي الخرطوم.
واتهم ائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي يضم جماعات المعارضة والمحتجين الجيش وقوات الأمن بفتح النار على تلاميذ المدارس الثانوية في الاحتجاج.
وقال نشطاء معارضون في السودان في وقت سابق إن أربعة من تلاميذ المدارس على الأقل وشخصا بالغا قتلوا بالرصاص عندما فضت قوات الأمن احتجاجا بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وقال سكان إنهم سمعوا دوي الأعيرة النارية أثناء مظاهرة نظمها تلاميذ المدارس الثانوية في المدينة احتجاجا على نقص الوقود والخبز في وقت تتصاعد فيه التوترات بين المعارضة والمجلس العسكري الحاكم.
ولم يصدر بعد بيان من المجلس العسكري الحاكم بشأن الواقعة.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن اللواء الركن الصادق الطيب عبد الله والي ولاية شمال كردفان المكلف قوله إن خمسة قتلوا في الأحداث التي وقعت اليوم بمدينة الأبيض من بينهم "ثلاثة طلاب مدارس ثانوية واثنين من مواطني مدينة الأبيض".
وأضاف أنهم قتلوا بعد أن انحرفت المسيرة "عن أهدافها بعد أن تدخل بعض المندسين وسط طلاب وطالبات المدارس الثانوية" مشيرا إلى أن "المندسين" هاجموا فرعا لبنك الخرطوم وحاولوا الهجوم على فرع بنك آخر وأنه تم تشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق دون أن يذكر كيف قتلوا.
وقال سكان لرويترز إن النيران اشتعلت في مبنى تابع لبنك الخرطوم خلال الاضطرابات التي شهدتها الأبيض التي تبعد نحو 400 كيلومتر جنوب غربي الخرطوم.
وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي التلاميذ يتظاهرون خارج مستشفى الأبيض الرئيسي احتجاجا على سقوط قتلى وجرحى.
وفي اللقطات المصورة، ردد مئات المراهقين الذين يرتدون الزي المدرسي هتافات منها "الدم قصاد الدم" و "لن نقبل الدية". ولم يتسن لرويترز على الفور التأكد من صحة التسجيلات.
وصور عضو في تجمع الصيادلة المهنيين المرتبط بالمعارضة لقطات وصورا قال إنها تظهر جثة وعددا من الشبان المصابين داخل مستشفى الأبيض التعليمي.
"بلا وازع ولا رادع"
قام نشطاء المعارضة والنقابات والتجمعات المعنية في أنحاء السودان بالخروج في مظاهرات على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وعلى حكم عمر البشير في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي.
وأطاح الجيش بالبشير في أبريل نيسان مع تواصل الاحتجاجات وتردي الأوضاع الاقتصادية. لكن نشطاء المعارضة يواصلون احتجاجاتهم منذ أبريل نيسان للضغط على الجيش لتسريع الانتقال إلى الحكم المدني والمطالبة بتطبيق العدالة في قتل المتظاهرين أثناء فض اعتصام بالخرطوم في يونيو حزيران.
ودعا ائتلاف قوى الحرية والتغيير لمحاسبة المسؤولين عما حدث اليوم الاثنين في الأبيض ولموافقة المجلس العسكري الحاكم على الفور على تفاصيل المجلس الانتقالي الجديد.
وقال الائتلاف في بيان "قامت قوات تابعة للجيش والدعم السريع ظهر اليوم بإطلاق الرصاص بلا وازع أو رادع وبكثافة على مظاهرات سلمية لتلاميذ المدارس الثانوية بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ما أدى إلى ارتقاء خمسة شهداء في الحال وإصابة العشرات إصابات حرجة".
وقال تجمع المهنيين السودانيين المشارك في الائتلاف في بيان "السلطة المدنية هي وحدها القادرة على إجراء التحقيقات المستقلة في كل الجرائم".
وذكرت وكالة السودان للأنباء أن السلطات في شمال كردفان أغلقت كل المدارس في أنحاء الولاية لحين إشعار آخر ووصفت الأحداث بأنها مؤسفة.
وقال سكان الأبيض إن جنازة لمن سقطوا اليوم ستقام غدا الثلاثاء.
وقال شاهد من رويترز إن عشرات المحتجين نزلوا إلى عدد من شوارع
وأحياء الخرطوم بعد أن وصلتهم أنباء العنف الذي شهدته الأبيض.
وفي تطور آخر نقلته وكالة السودان للأنباء، ألغت المحكمة الإدارية العليا اليوم الاثنين قرار المجلس العسكري إنهاء "خدمة مولانا عامر محمد إبراهيم رئيس النيابة العامة وإعادته للخدمة فورا بعد قبول الطعن الذي تقدم به".
وكان إبراهيم من بين عدد من المسؤولين القضائيين الذين أقالهم رئيس المجلس العسكري في أبريل نيسان بعد الإطاحة بالبشير.
للمزيد على يورونيوز:
اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار على الحدود بين السودان وجنوب السودان
شاهد: غضب ومظاهرات في السودان ضد نتائج التحقيق بأحداث فض اعتصام الخرطوم