تمكنت عالمة الأحياء البحرية ديريا أكيناك من ابتكار طريقة ذكية لاسترجاع الألوان المفقودة من الصور الملتقطة في أعماق البحار والمحيطات.
قد يبدو الأمر مخالفا للمنطق لكن مهندسة الميكانيكة وعالمة الأحياء البحرية ديريا أكيناك استطاعت بعد ثلاث سنوات ونصف من العمل المتواصل ابتكار صيغة برمجية تمكنها من استعادة الألوان المفقودة تحت مياه البحار والمحيطات بدقة عالية جدا و"حقيقية فيزيائيا".
تعمل ديريا في معهد هاربور برانش لعلوم المحيطات في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي بالأساس مهندسة في علوم طيران الفضاء، لكن شغفها بالمحيطات دفعها لتصبح متخصصة بالتصوير الفوتوغرافي تحت الماء، وهو ما أصبح حرفتها في السنوات العشر الأخيرة.
بحر بلا ماء
تقول ديريا إن خوارزميتها والتي أطلقت عليها اسم "سي - ثرو Sea-Thru" (وهو تلاعب لفظي بعبارة شفاف وبحر"، هي مجموعة من المعادلات المتخصصة في تعديل الألوان الموجودة تحت سطح البحر بطريقة تراعي بشكل رئيسي استطارة الضوء: أي الطريقة التي يتناثر فيها خلال عبوره طبقات المياه وانعكاسه على السطح الموجودة في الأسفل، وتأخذ الخوارزمية بعين الاعتبار أيضا المكان والزمان التي تلتقط فيهما الصور.
تستعمل ديريا لوحة خاصة طبع عليها مربعات بألوان أساسية مختلفة، تضعها في المكان الذي تريد تصويره، ثم تقوم الخوارزمية بتتبع التغييرات التي طرأت على هذه الألوان، وتطبيقها عكسيا على الصورة، مما يعطي الصور رونقا جديدا لتبدو وكأنها مصورة خارج الماء.
هناك العديد من البرامج والتقنيات القادرة على استرجاع الألوان المفقودة أو المتغيرة في الصور، كتقنية موازنة اللون الأبيض والتعديل الطيفي، لكن معظم تلك التقنيات الجاهزة مصممة لتعديل الألوان المنتشرة في الهواء وتعطي نتائج غير صحيحة فيزيائيا - كما تقول ديريا - إذا ما تم تطبيقها على الصور الملتقطة تحت الماء.
النتائج المبهرة لخوارزمية ديريا تعطي أملا لعلماء المحيطات ومصوري الأعماق بالحصول على صور واقعية للأحياء البحرية وبيئتها الطبيعية.
كما تأمل داريا بدمج تقنيتها بالذكاء الاصطناعي بطريقة تجعلها تعمل بشكل تلقائي أثناء التصوير أو تحويلها إلى برنامج مساعد (Plug-in) يمكن استخدامه في تطبيقات تعديل الصور مثل فوتوشوب و غيره، أو إضافته إلى نظارات الرؤية تحت الماء ليمكن الغواصين من رؤية قاع البحر بألوانه الحقيقية وبشكل آني دونما الحاجة لتعديل الصور لاحقا.
اقرأ أيضا على يورونيوز: