Newsletterرسالة إخباريةEventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

أب سوري يعلم ابنته الضحك عند سماع دويّ القنابل

الأب السوري عبد الله محمد مع ابنته سلوى ذات الثلاث سنوات 23/02/2020
الأب السوري عبد الله محمد مع ابنته سلوى ذات الثلاث سنوات 23/02/2020 Copyright أ بGhaith.ALsayed
Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يقوم عبد الله محمد بأي شيء من أجل ابنته، حتى وإن يُجبر نفسه على الضحك معها عند سماع دوي القنابل، وذلك لمساعدتها على التغلب على خوفها.

اعلان

وصلت سلوى الفتاة السورية الصغيرة، التي اشتهرت بالضحك مع والدها كلما سمعا صوت قصف مدفعيات أو صوت دوي قنابل، في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، إلى تركيا يوم الثلاثاء لإعطائها "طفولة آمنة". ووصلت سلوى ووالدتها ووالدها عبد الله محمد إلى مقاطعة هاتاي جنوب شرق تركيا لبدء حياة جديدة، حيث ستتمكن من اللعب بألعاب حقيقية.

وفي حديثه إلى وكالة الأناضول التركية، أعرب عبد الله عن سعادته لانتقاله إلى تركيا، قائلاً إنه وابنته حاولا إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي من خلال الفيديو الشهير، الذي أظهرهما يتحديان القصف بالضحك.

"ستكون ابنتي قادرة على الذهاب إلى المدرسة، أتمنى أن ينتهي النزاع في سوريا قريبًا، وأن أتمكن من العودة ". بهذه الكلمات يبدأ عبد الله حياته الجديدة هو وعائلته في تركيا.

عبد الله محمد، الذي لقي تعاطفا عالميا كبيرا، يقوم بأي شيء من أجل ابنته، حتى وإن أجبر نفسه على الضحك معها عند كل سماع دوي القنابل، وذلك لمساعدتها على التغلب على خوفها.

هذا الأب السوري، فرّ مع عائلته من منزلهم في سراقب إلى محافظة إدلب، هرباً من الحرب، إلا أنه ما لبثت أن انفجرت الأوضاع في إدلب، وسيطر صوت قصف المدافع وصوت دوي القنابل، على حياتهم اليومية فما كان منه إلا أن يحاول أن يتعايش مع الواقع، ومن ثمة تعويد إبنته سلوى، ذات الثلاث سنوات، على أصوات القنابل.

فعند سقوط كل قذيفة يخبرها أبوها أن هذه أصوات ألعاب، فيقومان بالضحك معاً، فهو ليس على استعداد لترك ابنته تعاني أمراضاً نفسية بسبب أصوات القنابل وقصف المدافع، وأن هذا هو الحل الوحيد لحمايتها.

إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا، هي آخر معقل كان يسيطر عليه المقاتلون السوريون، في بلد مزقته الحرب. هذه المحافظة دارت فوقها حرب شرسة وقصف متواصل من قبل القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا منذ بداية ديسمبر. وأكثر من 900.000 مواطن سوري تركوا منازلهم وأصبحوا نازحين، يعيشون في خيام ومباني مهجورة وملاجئ مؤقتة وفي حقول مفتوحة بالقرب من الحدود التركية.

بين ليلة وضحاها، أصبح عبد الله وابنته سلوى، البالغة من العمر ثلاث سنوات، من المشاهير، بعد نشره مقطع فيديو، صوّره مع ابنته التي ترتدي ثوبًا ورديًا على أريكة بجانبه وهما يضحكان كلّما سمعا أصوات القنابل، وأشعل الفيديو مواقع التواصل الاجتماعي، وتداولته العديد من الحسابات فيما أبدى رواد مواقع التواصل، حزنهم وتعاطفهم مع الأب ووصفوه ببطل إبنته وحاميها، متمنيين إنتهاء الحرب في أقرب وقت.

وهذا الفيديو، الذي نشره الأب، والذي اعتبره البعض تذكير بالمآسي التي يواجهها أطفال سوريا، نرى فيه محمدا يسأل ابنته الصغيرة "هل هذه طائرة أم قذيفة؟"، تجيبه سلوى "قذيفة، وعندما تسقط سنضحك!".

وعند سماع دويّ الانفجار من بعيد، تقفز الطفلة من دون أن تشعر، ثم تنفجر في ضحك هستيري، فتصيب عدوى الضحك والدها ويقول "إنه أمر مضحك، أليس كذلك؟". عبدالله المحمد يرى أنه لم يجد سبيلاً لحماية ابنته ومواجهة خوفها من أصوات القصف والقنابل، سوى تحويل الأمر ببساطة إلى لعبة.

منذ ولادتها، كانت سلوى تسمع القنابل، وكرضيعة ليس هناك خوف، لكن الأمر تغير بعد عامها الأول. ففي أحد الأيام، كانوا في منزلهم في سراقب خلال عيد الفطر، كان الأطفال في الخارج يحتفلون بالشماريخ، وقع انفجار كبير بالقرب منهم.

يتذكر عبدالله "لقد كانت خائفة، لكني أخرجتها وأظهرت لها أن الأطفال كانوا يلعبون ويضحكون .. واقتنعت بما قلته لها"، وهكذا حصل الأب على فكرة ربط صوت القنابل بالضحك بينما كان الأطفال يلعبون، وتصوير نفسه يضحك معها في كل مرة تقصف فيها الطائرات العسكرية.

وقال "في كل مرة نسمع فيها صوت طائرات أو القذائف المدفعية، تجري سلوى نحوي، وتنظر إلي في انتظار ردة فعلي"، حينها يسحب هاتفه المحمول ويقوم بتصوير فيديو أوسيلفي ثم ينفجران ضحكا.

وفي أحد الأيام الأخيرة، كان عبد الله جالسا يراقب سلوى، وهي ترتدي ثوباً أزرق وتلعب بمكعبات اللوغو، عندها فكّر بأن الحرب قضت على آمال وأحلام جيله وآمال أطفالهم.

وقال "أكثر ما أتمناه هو أن أبقى على قيد الحياة ، مع ابنتي وأهلي، لقد نسينا الآمال، لم تعد موجودة في حياتنا".

يقول محمد بأسف، إنه يدرك أن القنابل التي يضحكون عليها، يمكن أن تنهي حياة شخص ما في نفس اللحظة، مضيفا "ربما ضربت في ذلك الوقت خيمة أو طفلًا، وهذا ليس أمرًا مضحكًا بالطبع، هذا أمر محزن جدا، لكنني أضحك حتى لا تتأثر ابنتي بهذا الدوي، وقد تسقط علينا قذيفة، فمن الأفضل أن نموت ونحن نضحك من أن نموت ونحن خائفين".

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فيروس كورونا القاتل ينتشر في أوروبا وآسيا وتسجيل أول إصابة في البرازيل

تشييع ضحايا الغارة الإسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق قبل نقل جثامينهم إلى إيران

قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة في سوق شعبي في مدينة أعزاز السورية بريف حلب الشمالي