كيف حلّ برلمان سويسرا مشكلة التحية بين الزملاء بعد أن حرّم عليهم فيروس كورونا المستجدّ المصافحة والقُبل
لم يمنع الفيروس الذي يزرع الهلع في طريق كل من يسمع به نوّابَ البرلمان في سويسرا من عقد جلساتهم، لكن الاحتياط واجب على الأقٌل بالنسبة لبعضهم.
ففيما يستمر فيروس كوفيد-19 في الانتشار دونما استئذان، وفيما تستمر الحكومات في كافة أصقاع الكرة الأرضية في إصدار توصياتها أملاً في الحد من خطر انتشاره في المرافق العامة والهيئات الرسمية، ارتأى البرلمان السويسري أن يلجأ لطرق استثنائية للتحية بين الزملاء بعد أن حرّم عليهم الفيروس المصافحة والقُبل.
فقد ارتأى النواب وامتثالا لتوصيات المكتب الفدرالي للصحة العامة الداعية لتجنب المصافحة، أن يلجؤوا لتحية زملاءهم بالكوع فيما اختار آخرون السلام على الطريق الآسيوية!
ولأن لكل قاعدة استثناء، ولأن أمام الخوف شيئا من القدرية أو الجبريّة أو الشجاعة والتهور أحيانا، قرر بعض النواب أن يصافحوا زميلا هنا أو أن يطبعوا قبلة على وجنة زميلة هناك..
على أية حال هو الفيروس الذي يغيّر السلوكيات حتى لو حاول البعض مقاومته عبر الاستمرار في ممارسة طقوس دأبوا عليها منذ سنين فالعادة طبيعة ثانية تقول الحكمة الشهيرة.
وكان فيروس كوفيد-19 بحسب التسمية التي أطلقتها عليه منظمة الصحة العالمية قد أودى حتى الآن بحياة 3 آلاف شخص في العالم، وأُصيب ما لا يقل عن 89 ألف شخص يتركز جلُّهم في الصين وإيران وكوريا الجنوبية إضافة إلى مئات الحالات في أوروبا فيما عرفت كل من قارتي أمريكا وإفريقيا بعض الإصابات لكنها لا ترقى من حيث العدد لتلك التي تشهدها آسيا وأوروبا، على الأقل في الوقت الراهن.