ألمانيا: كيف ستواجه بعض المناطق قرار إغلاق المحطات النووية؟

NUCLEAR POWER PLANT MUELHEIM KAERLICH
NUCLEAR POWER PLANT MUELHEIM KAERLICH   -  Copyright  ROLAND WEIHRAUCH/ASSOCIATED PRESS
بقلم:  يورونيوز

تسعى بعض المناطق في ألمانيا إلى وضع حدّ للعمل بالطاقة النووية والطاقة الأحفورية حيث شددت الحكومة الألمانية على ضرورة الاعتماد على الطاقة المتجددة وسدّ الفجوة في السنوات المقبلة.

تقوم محطة بروكدورف للطاقة النووية شمال هامبورغ بإنتاج الكهرباء منذ حوالي 35 عاما، لكن الأمور ستتغير نهاية ديسمبر-كانون الأول المقبل حيث من المقرر أن يتمّ إيقاف تشغيل المحطة كجزء من خطة الحكومة الألمانية الرامية إلى إغلاق جميع محطات الطاقة النووية بحلول نهاية عام 2022.

بروكدورف قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 1000 نسمة، ويعتبر المصنع جهة عمل رئيسية بالنسبة إليهم. رئيسة بلدية بروكدورف، إلكه غوتشه تساءلت: "أين سيجد أبناؤنا أماكن للعمل؟ هذه مشكلة"، في إشارة إلى قرار إغلاق المحطة.

لقد خصصت القرية أموالا لمواصلة إدارة بعض النشاطات التي تعتبر نقاط جذب رئيسية حيث تمّ تخصيص الأموال من حصة الضرائب النووية. إنه تناقض صارخ مع مشروع وضع حدّ للعمل بطاقة الفحم حيث تعهدت الحكومة بتقديم 40 مليار يورو لمناطق تعدين الفحم.

تقول غوتشه: "لقد استثمروا عدة مليارات من أجل وضع حدّ للعمل بطاقة الفحم. يجب أن تنظر الحكومة أيضًا في دعم نهاية العمل بالطاقة النووية".

على بعد ساعة من السير بالسيارة جنوب بروكدورف، نلاحظ استمرار العمل بالفحم. وقد تواصل محطة موربورغ التي تعمل بالفحم نشاطها إلى غاية سنة 2038، وهو التاريخ الذي تمّ تحديده لإغلاق جميع محطات توليد الطاقة بالفحم في البلاد.

أ بKarl-Josef Hildenbrand

يقول بعض منتقدي القرار إنه من المستحيل التخلص من الفحم والطاقة النووية في نفس الوقت، في إشارة إلى صعوبة تطبيق الدولة لهذا القرار. لكن رئيس منظمة "باند" غير الحكومية، وهي عضو في منظمة "أصدقاء الأرض"، التي قامت بحملتها ضد كليهما، يعتبر الأمر ضرورة ويقول مانفريد براش: "لا مستقبل للفحم ولا للطاقة النووية، ولهذا السبب نحتاج إلى تحويل إنتاج الطاقة في ألمانيا وأوروبا".

والخطة هي الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية التي ستملأ الفجوة عندما إغلاق محطات الطاقة النووية ومحطات الفحم.

في عام 2019، ارتفعت حصة صافي توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى 46 في المائة وتجاوزت الوقود الأحفوري للمرة الأولى. لكن القواعد الجديدة المتعلقة بمكان بناء محطات طاقة الرياح قد وضعت المكابح على التوسع، مما يلقي بظلال من الشك على خطة انتقال الطاقة بأكملها.

قررت المستشارة أنغيلا ميركل تحديد موعد نهائي لإنهاء العمل بالطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في اليابان عام 2011. وعلى ما يبدو، فلن يتم الحكم على نجاح هذه السياسة في عام 2022 عندما تغلق آخر محطة للطاقة النووية، وإنما في عام 2038 عندما يتم إغلاق آخر محطة تعمل بالفحم.

وإذاتمكنت الطاقة المتجددة من سدّ الفجوة بحلول ذلك الوقت، يمكن وصف هذه السياسة بـ "السياسة الناجحة".

مواضيع إضافية