اللون الأخضر الذي يظهر على شاشة الهاتف الذكي هو "رمز الصحة"، أما إن استحال اللون إلى الأحمر، فإن هذا يعني أن على حامل الهاتف الخضوع للحجر الصحي لمدّة أسبوعين.
ثمّة "رمز أخضر" أخذ يظهر على شاشات الهواتف الذكية للمستخدمين الصينيين، مع تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، هذا الرمز الذي بات يمنح المواطنين إجازة الخروج من المنزل والتنقل ودخول المباني والمنشآت والاختلاط مع الآخرين في مدينة ووهان حيث يعيش ١١ مليون نسمة، تلك المدينة التي انطلق منها الوباء في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي لينتشر بعدها في غالبية بلدان العالم.
اللون الأخضر الذي يظهر على شاشة الهاتف الذكي هو "رمز الصحة"، أما إن استحال اللون إلى الأحمر، فإن هذا يعني أن على حامل الهاتف الخضوع للحجر الصحي لمدّة أسبوعين، كما أن ثمة لون آخر يمكن أن يظهر على الشاشة بدلاً من اللون المذكورين، وهو اللون الأصفر الذي يعني أن على حامل الهاتف الخضوع للعزل المنزلي مدّة أسبوع.
هذا النظام الذي يعمل وفق تطبيق يتم تثبيته في الهواتف المحمولة، من شأنه أيضاً أن يرسل بيانات المستخدم إلى خوادم السلطات المحلية، ويشكّل هذا التطبيق جزءاً من منظومة ذكية اعتمدها الحزب الشيوعي الحاكم لجمع البيانات في سياق لتوسيع رقابته وتعزيز سيطرته على المجتمع الصيني.
السيدة وو شينغهونغ، التي تعمل مديرةً لشركة تصنيع ملابس في مدينة ووهان، تستخدم للوصول إلى عملها مترو الأنفاق، وهي تعلم أن عليها قبل الدخول إلى محطة المترو أن تفعل خدمة "رمز الصحة" في هاتفها المحمول، ليرى عنصر الأمن اللون الذي سيظهر وبعض المعلومات الشخصية لحامل الهاتف.
وتقول السيدة شينغهونغ التي كانت في طريقها لرؤية تجار التجزئة بعد عودتها إلى العمل هذا الأسبوع: إن النظام ساعد في بثّ الطمأنينة في نفسها بعد أن تم إغلاق مدينة ووهان لمدة شهرين.
وتضيف وو، وهي امرأة في بداية عقدها السادس، أن الأشخاص الذين لديهم رموز حمراء أو صفراء "بالتأكيد لا يتجولون في، الخارج. لذا أنا أشعر بالأمان"، على حد تعبيرها.
يعد الاستخدام الواسع لقانون الصحة جزءا من الجهود التي تبذلها السلطات الصينية لإنعاش الاقتصاد الوطني، من خلال مكافحة عوامل العدوى لتمكين العمال من العودة مرّة أخرى إلى أماكن عملهم في المصانع والمكاتب والمحال التجارية.
وكانت السلطات الصينية في إطار خطتها لمكافحة انتشار فيروس كورونا، فرضت حالة الإغلاق التام على أكثر من 56 مليون مواطن صيني، هم سكان مقاطعة هوباي، خصوصاً مدينة ووهان التي تم إغلاقها في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وفرض على غالبية السكان العزل المنزلي، هذا ومن المقرر أن يتم رفع القيود نهائياً على السفر في ووهان بحلول الثامن من شهر نيسان/أبريل الجاري.
وأوصى باحثون من جامعة أكسفورد في تقرير نشر يوم أمس الثلاثاء في مجلة "ساينس" العلمية، الحكومات الأخرى أن تفكر، في تبني "تتبع الاتصال الرقمي" على الطريقة الصينية. وكتب الباحثون أن الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة للغاية في الطرق التقليدية لتتبع العدوى "ولكن يمكن السيطرة عليه إذا كانت هذه العملية أسرع وأكثر كفاءة وحدثت على نطاق واسع".