في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الدول الأوروبية برفع قيود الحظر التي فرضت منذ أسابيع لكبح استشراء فيروس كورونا الجديد، تقف الدول النامية عاجزة عن اتخاذ قرار مشابه.
في الوقت الذي بدأت فيه العديد من الدول الأوروبية برفع قيود الحظر التي فرضت منذ أسابيع لكبح تفشي فيروس كورونا الجديد، تقف الدول النامية عاجزة عن اتخاذ قرار مشابه.
إن دول الشرق الأوسط وإفريقيا خاصة، تلك التي تعيش حالة من الغليان المستمر نتيجة حروب ونزاعات إقليمية، وفسادا أنهك مؤسساتها، واقتصادا على شفير الانهيار هي أكثر من يحتاج إلى الخروج من هذه الأزمة وبأسرع وقت ممكن، إلا أنها لن تستطيع تحمل اية أخطاء في الوقت الحالي، لذا يتوجب عليها التريث قبل أن تحذوا حذو أوروبا.
إن أولوية هذه الدول للخروج من أزمة الفيروس التاجي، هي الحصول على اقتصاد قوي ومستشفيات مجهزة، ومراكز اختبارات واسعة، تمكنها من القضاء على الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها قبل أن يقضي الإغلاق عليها، على كافة الأصعدة.
لبنان
في هذا البلد الصغير الذي بات على مشارف أن يصبح الأكثر مديونية في العالم، ووصل إلى شفير الإفلاس، ويعاني من نظام صحي هش، أدى الإغلاق إلى وقوع عشرات الآلاف من المواطنين في براثن الفقر.
الأمر الذي دفع الحكومة للبدء بتخفيف الإجراءات والقيود المشددة المتبعة منذ حوالي شهر، قرار عارضه الأطباء الذين طالبوا باستمرار تدابير الإغلاق مع نقص الموارد الطبية في البلاد، مما يثير مخاوف من حدوث انفجار اجتماعي نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة.
الأمر عينه في العديد من البلدان النامية. فإن قررت هذه الدول المخاطرة وتخفيف قيود الإغلاق، فمن المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى ارتفاع أعداد المصابين بـ "كوفيد 19" وإرهاق المستشفيات التي تفتقر إلى الموظفين والمعدات الطبية والأدوية الضرورية، وتعاني من نقص في الأسرة وأجهزة التنفس. والعدول عن مثل هذا القرار وتمديد فترة الحظر الكامل لن يقدم لها إلا المزيد من الخسائر الاقتصادية.
وقال رباح أرزقي، كبير الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبنك الدولي، إن نقص الفحوص المختبرية وانعدام الشفافية يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة من قبل هذه الحكومات.
باكستان
أما في باكستان، ذهب عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني إلى أبعد من ذلك. وناشد الدول الأكثر ثراءً والمؤسسات المالية الدولية لشطب ديون الدول الأكثر فقراً. وفي علامة دالة على حالة اليأس التي يعيشها المواطنون، أدى تدفق الآلاف إلى مراكز توزيع المساعدات المالية والغذائية من قبل الحكومة الباكستانية في إقليم البنجاب إلى مقتل امرأة مسنة وإصابة العشرات.
مصر
في مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان اختارت الحكومة تنفيذ الإغلاق الجزئي، خشية أن يؤدي الإغلاق الكامل إلى تدمير اقتصاد البلاد، الهش بالفعل.
اليمن وليبيا وسوريا
في هذه الدول الثلاثة، التي تعاني منذ سنوات من حروب وصراعات أدت إلى وقوع كوارث إنسانية. هناك مخاوف جمة من أن نطاق تفشي الفيروس قد يكون غير واضح بسبب نقص الاختبارات والإمدادات والاختصاصيين والكوادر الطبية.
تداعيات مدمرة
أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس في بيان، إلى أن تفشي فيروس "كوفيد 19" في منطقة الشرق الأوسط يهدد بتدمير حياة ملايين الأشخاص ممن يعانون الفقر، وحذرت من تفجر اضطرابات اجتماعية واقتصادية.
ودعت اللجنة، السلطات في هذه الدول للاستعداد لتداعيات قد تكون "مدمرة" و"زلزال على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي".
إفريقيا
في إفريقيا، انتشر الفيروس في 52 دولة من أصل 54، ومن الواضح أن الاجراءات التي اتخذتها السلطات للحد من انتشار الوباء وقرارات الإغلاق قد تؤدي إلى إعاقة وصول الإمدادات الغذائية الضعيفة أصلا في القارة. وتمنع هذه القيود الكثيرين من توفير سبل العيش لأسرهم.
تمكنت جنوب إفريقيا، من إبطاء عملية انتشار العدوى من خلال تنفيذ إغلاق صارم. ويعاني أكبر اقتصاد صناعي في إفريقيا من حالة ركود منذ ما قبل انتشار الفيروس القاتل.
وقال وزير المالية تيتو مبويني في حوار مع البنك المركزي: "علينا التقدم والتحدث إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للحصول على تسهيلات ومساعدات تمكننا من مكافحة هذا الوباء".
صندوق النقد الدولي
وأعلن صندوق النقد الدولي، أن أكثر من 100 دولة طلبت مساعدة طارئة، مشيرا إلى استعداده لتفعيل القدرة على منح تريليون دولار من الخزينة، لإقراض ومساعدة الدول المحتاجة لمكافحة جائحة فيروس كورونا. واتفقت أغنى دول العالم على تجميد التزامات ديون الدول الفقيرة مؤقتا، خاصة في إفريقيا.