شاهد: مسجد في إسطنبول يتحول إلى "بنك غذاء" مجاني للمحتاجين

من داخل المسجد في إسطنبول
من داخل المسجد في إسطنبول Copyright Bulent Kilic / AFP
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

قام مسجد بمدينة إسطنبول بتقديم مساعدات غذائية مجانية لمساعدة المحتاجين خلال أزمة فيروس كورونا المستجد. وقد وضعت لافتة على نافذة المسجد تقول إنه يمكن للمحتاجين أن يأخذوا أي شيء كما يمكن للقادرين أن يتبرعوا بأي شي.

اعلان

تحول مسجد في مدينة إسطنبول التركية إلى مصدر مجاني للغذاء بعد وضع المواد الغذائية الأساسية على مدخله لمساعدة المحتاجين خلال أزمة فيروس كورونا. وقد وضعت لافتة على نافذة المسجد تقول إنه يمكن للمحتاجين أن يأخذوا أي شيء كما يمكن للقادرين أن يتبرعوا بأي شي.

وتوصل عبد الصمد شاكر الذي يبلغ من العمر 33 عاما، وهو إمام مسجد ديديمان في منطقة ساريير، إلى فكرة الوصول إلى الفقراء عبر مكان العبادة بعدما علّقت تركيا الصلاة الجماعية في المساجد حتى زوال خطر تفشي المرض.

ويبلغ عدد الوفيات الرسمي في تركيا بفيروس كورونا 2259 وسيتم إغلاق المدن الكبرى بما في ذلك إسطنبول لمدة أربعة أيام اعتبارا من يوم الخميس.

وقال شاكر لوكالة الأنباء الفرنسية من داخل المسجد حيث تم تكديس أكياس الطعام ومواد التنظيف على الأرض "بعد تعليق الصلوات الجماعية أتتني فكرة لإحياء مسجدنا تجمع الاثرياء مع المحتاجين".

وأوضح الإمام الشاب الذي ينقل المنتجات من الأرض ويضعها على الرفوف عند مدخل المسجد، أنه استوحى فكرته من ثقافة التبرع في العصر العثماني التي كانت تسمى "الحجر الخيري"، حجر عمودي صغير كان يوضع في مواقع معينة من المدينة لربط الأغنياء بالفقراء.

وفي ظل هذا النظام العثماني الذي يهدف إلى إعطاء الصدقة بطريقة كريمة دون إحراج المحتاجين أو جعلهم يشعرون بالإساءة، فإن الأشخاص الميسورين يتركون المبالغ التي يريدونها في تجويف على قمة الحجر الخيري. ثم يأخذ الأشخاص المعوزون المبالغ التي يحتاجون إليها ويتركون البقية للآخرين.

وقال شاكر الذي كان يساعد الفقراء الساكنين في جوار المسجد حتى قبل تفشي المرض "بعد جائحة كورونا، فكرنا في ما يمكننا القيام به لمساعدة إخواننا المحتاجين". وأضاف "بإلهام من ثقافة الحجر الخيري التي كانت سائدة أيام العثمانيين، قررنا ملئ الرفوف في مسجدنا بمساعدة إخواننا بالمؤن والمواد الغذائية".

ويعلق الإمام قائمة على جدار المسجد حيث يمكن للمواطنين الذين يحتاجون إلى المساعدة كتابة أسمائهم وأرقام هواتفهم. ويرسل الإمام لاحقا القائمة إلى السلطات المحلية التي تتحقق مما إذا كانت الأسماء في حاجة فعلية للمساعدة، ثم يبعث فريقه برسالة إليهم مفادها بأنه يمكنهم زيارة المسجد والحصول على ما يحتاجون إليه... مع ثماني مواد كحد أقصى.

وقالت غوليسير اوشاك التي تبلغ من العمر 50 عاما: "أنا في حاجة ماسة للمساعدة. زوجي عاطل عن العمل. كنت أعمل في تنظيف المنازل لكن منذ انتشار الفيروس لم يعد احد يتصل بي"، وتابعت "لقد دونت اسمي على القائمة من قبل. تلقيت رسالة اليوم لاستلام المساعدة. نحن في وضع صعب".

يقدم المسجد خدمات منذ أسبوعين وهي تصل إلى 120 محتاجا في اليوم، علما أن القائمة تضم أكثر من 900 شخص.

يدخل شخصان كحد أقصى يضعان أقنعة وقفازات إلى المسجد ويأخذان ما يحتاجان إليه فيما ينتظر الآخرون في الخارج ويقفون على مسافة خطوات قليلة من بعضهم بعضا.

وقال الإمام: "نحن نقوم بهذه الخدمة على مدار اليوم. نتصل بـ 15 شخصا كل نصف ساعة حتى نحترم قواعد التباعد الاجتماعي ولا نتسبب في احتشاد طوابير كبيرة"، مضيفا: "نحن نبذل قصارى جهدنا لمساعدة أخواتنا وإخواننا بأفضل طريقة ممكنة دون إحراجهم أو جعلهم يشعرون بالإساءة". ولا يقبل المسجد التبرعات النقدية وبدلا من ذلك يتلقى حزما من المساعدات. وأوضح شاكر "المنتجون يتبرعون أيضا. الطحان يجلب الدقيق والخباز يحضر الخبز وموزع المياه يجلب الماء". وتابع: "كل شخص يقوم ما بوسعه لمساعدة المحتاجين. على سبيل المثال، قام أحد الإخوة وهو يعيش في فرنسا بالتسوق عبر الإنترنت ووجه المساعدة إلى مسجدنا".

ورفوف المسجد مليئة بالمنتجات المرسلة من كل أنحاء تركيا وحتى من خارجها.

وقالت دويغو قاسم أوغلو ذات الـ 29 ربيعا: "ما يفعله المسجد هو جيد حقا بالنسبة إلينا. سيحل رمضان قريبا". وأضافت: "أنا مع الأسف عاطلة عن العمل، فهم لا يوظفوننا بسبب فيروس كورونا. لا عمل ولا مال. هذه المساعدة جيدة جدا".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"برّادات محبة" تنتشر في لوس أنجلوس لتوفير أطعمة مجانية للمحتاجين

تعرف على استراتيجية تركيا في مواجهة كورونا ومنع موجة ثانية من الوباء

انعزلا في المحيط شهراً ولمّا عادا.. كانت الصدمة العنيفة