ساهم تفشي فيروس كورونا، بإنقاص أنشطة الناس، القليلون فقط يسافرون من مدينة إلى أخرى، وخلال الجائحة، فإن اهتزاز القشرة الأريضة قلّ عما سبق، وبحسب علماء، فإن البيانات التي تم تسجيلها خلال فترة الهدوء، يمكنها أن تساعد بالتنبؤ بالهزات الأرضية في وقت مبكر.
ساهم تفشي فيروس كورونا، بإنقاص أنشطة الناس، القليلون فقط يسافرون من مدينة إلى أخرى، وخلال الجائحة، فإن اهتزاز القشرة الأريضة قلّ عما سبق، وبحسب علماء، فإن البيانات التي تم تسجيلها خلال فترة الهدوء، يمكنها أن تساعد بالتنبؤ بالهزات الأرضية في وقت مبكر.
عادة، فإن حركة الناس والسيارات والقطارات والحافلات التي تنتقل من مكان إلى آخر، تساهم في اهتزاز الأرض، حتى أن هذه الهزات يمكن رصدها بواسطة مقاييس الزلازل، هذه الأجهزة تستخدم للكشف عن علامات مبكرة قبل حدوث الزلازل، كما تدرس حركة القشرة الأرضية.
إلا أن مجموعة دراسات أجراها باحثون في المرصد الملكي في بلجيكا، أظهرت أن الضجيج تراجع بنسبة وصلت إلى 50% خلال الأشهر القليلة الماضية.
وبالاعتماد على بيانات من 268 محطة أبحاث من 117 بلدا، فقد أظهرت الدراسة بأن فترة الهدوء بدأت في الصين منذ شهر يناير الماضي، وانتشرت بعدها في بقية مناطق العالم، بعد فرض الإغلاق، ما ساهم بخفض عدد الرحلات والحركة، بالتالي تراجعت الاهتزازات التي تتسبب بها الأنشطة البشرة.
وبحسب المشرف على الدراسة، فإن 2020 هي أطول وأبرز فترة تم فيها تراجع الضوضاء "الزلزالية" البشرية في العالم.
ما أهمية ما يجري؟
وتمكن العلماء في فترة الهدوء هذه من إجراء بعض الدراسات التي يستحيل القيام بها خلال فترة النشاط البشري، في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية، والتي تتراجع فيها حساسية أجهزة الكشف المبكر عن الزلازل، حيث تشوش تحركات الناس على أجهزة قياس الترددات التي تستخدم لرصد الكوارث.
وبحسب الدراسة، فإن زيادة عدد السكان في العام، زاد من إمكانية تعرضهم للكوارث الطبيعية، فالضوضاء والاهتزازات الصادرة عنهم، تعيق عملية رصد الزلازل.
وتحدثت الدراسة عن الزلزال الذي ضرب بيتاتلان في المكسيك خلال الإغلاق، حيث تراجع الضجيج بنسبة 40% في المدينة، ما مكن من التنبؤ بالهزة مسبقا، حيث تمكنت أجهزة الرصد التي غالبا ما تعيقها الضوضاء من انجاز مهمتها، تمكنت من تسجيل بيانات حول الزلزال.
ويسعى العلماء إلى استخدام هذه البيانات، لتحديد كل نشاط والاهتزاز الذي يسببه، وكيف ينتشر في المدينة، ويمكنهم استخدام المعلومات التي استقوها خلال فترة الهدوء التي عاشها الكوكب، بالتالي الكشف عن الاهتزازات التي قد تكون خطرة.
في نيسان، أكد الدكتور توماس لوكوك، الباحث الذي أشرف على الدراسة، لصحيفة الإندبندنت أن تراجع الضوضاء الصادرة من البشر قد تساعد على تعلم كيف اتخاذ إجراءات أخرى لصالح البيئة، حتى ولو كانت هذه الإجراءات فردية، كالبقاء في المنزل على سبيل المثال، أو استخدام مواصلات بديلة بدلا من السيارات، فقد تكون لهذه الخطوات تأثير كبير.