منظمة حقوقية تطالب بروكسل بالضغط على قبرص للامتناع عن الإعادة القسرية للاجئين

خفر السواحل القبرصية  14 يناير 2020
خفر السواحل القبرصية 14 يناير 2020 Copyright Petros Karadjias/أب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

صدّت قوات خفر السواحل القبرصية أكثر من 200 مهاجر، ولاجئ، وطالبي لجوء قادمين من لبنان، أو تخلّت عنهم، أو طردتهم، أو أعادتهم خلال الأسبوع الأّول من سبتمبر/أيلول 2020، دون منحهم فرصة التقدّم بطلبات اللجوء. ذلك ما كشف عنه تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش"

اعلان

صدّت قوات خفر السواحل القبرصية أكثر من 200 مهاجر، ولاجئ، وطالبي لجوء قادمين من لبنان، أو تخلّت عنهم، أو طردتهم، أو أعادتهم خلال الأسبوع الأّول من سبتمبر/أيلول 2020، دون منحهم فرصة التقدّم بطلبات اللجوء. ذلك ما كشف عنه تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" صدر اليوم الثلاثاء واطلعت يورونيوز على نسخة منه.

تهديدات من عناصر خفر السواحل القبرصية اليونانية والتركية

وبحسب التقرير، أفاد أشخاص أنّهم "تعرّضوا للتهديد من عناصر خفر السواحل القبرصية اليونانية والتركية، وقالوا إنّ سفن خفر السواحل القبرصية اليونانية حوّطتهم بسرعات عالية، وأغرقت قواربهم، وفي حالة واحدة على الأقلّ، تركتهم في البحر دون وقود أو طعام" مضيفين في الوقت نفسه "لقد تم تجاهل طلبات اللجوء التي تقّدموا بها، وفي بعض الحالات، تعرّضوا للضرب على يَد عناصر الشرطة البحرية القبرصية واليونانية".

قال بيل فريليك، مدير قسم حقوق اللاجئين في هيومن رايتس ووتش: "انضمام اللبنانيين حاليا إلى اللاجئين السوريين في الفرار من لبنان على متن قوارب والتماس اللجوء في "الاتحاد الأوروبي" .

hrw.org
بيل فريليك، مدير قسم حقوق اللاجئين في هيومن رايتس ووتشhrw.org

مضيفا: "إنه مؤشر على خطورة الأزمة في البلاد. ينبغي أن تنظر قبرص في طلباتهم للحماية بالكامل وبإنصاف، وأن تتعاطى معهم بما يضمن سلامتهم وكرامتهم بدلا من التغاضي عن التزاماتها في إنقاذ القوارب التي تواجه محنة، كما عليها أن تمتنع عن تنفيذ الطرد الجماعي". ومضى قائلا "الأشخاص الذين يعرّضون حياتهم وحياة أطفالهم للخطر هربا من لبنان على متن قارب هم فعلا يائسون. لديهم الحقّ في أن يتمّ النظر في طلباتهم للحماية الدولية. ينبغي ألّا يتم إسكات توسلاتهم أو تجاهل صرخاتهم طلبا للمساعدة".

مقابلات مع 15 مواطنا لبنانيا وسوريا أبحروا من طرابلس في لبنان

أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 15 مواطنا لبنانيا وسوريا أبحروا من طرابلس في لبنان، ودخلوا أو حاولوا الدخول إلى قبرص أو مياهها الإقليمية على متن واحد من سبعة قوارب بين 29 أغسطس/آب و7 سبتمبر/أيلول، إلى جانب ناجٍ من قارب آخر انطلق من لبنان في 7 سبتمبر/أيلول حيث أنقذتهم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان في 14 سبتمبر/أيلول، بعد أن توفّي 13 شخصا على الأقلّ على متن ذلك القارب أو تاهوا في البحر.

وفي هذا السياق نقل التقرير، خبرا عن "رويترز" مفاده أن "السلطات القبرصية قالت إنّها أعادت 230 شخصا إلى لبنان بين 6 و8 سبتمبر/أيلول. بحسب "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، غادروا لبنان بشكل غير منتظم على متن 18 قاربا بين 29 أغسطس/آب و14 سبتمبر/أيلول، واعترضت "القوات البحرية" اللبنانية خمسة منها بينما كانت في المياه الإقليمية اللبنانية".

السلطات اليونانية اعترضت 779 شخصا على قوارب تسعى إلى الدخول إلى قبرص

تشير حصيلة القوارب التي تمّ صدّها وتلك الوافدة التي جمعتها منظمة "كيسا" القبرصية غير الحكومية المعنية بدعم اللاجئين ، استنادا إلى إحصائيات الشرطة القبرصية، إلى أنّه "خلال الأشهر الثمانية والنصف الأولى من العام 2020، اعترضت السلطات اليونانية 779 شخصا على قوارب تسعى إلى الدخول إلى قبرص بشكل غير قانوني، مع قدوم 431 شخصا على متن ستة قوارب خلال الأشهر الستّة الأولى، و348 شخصا على 11 قاربا بين أواخر أغسطس/آب وأوّل أسبوعين من سبتمبر/أيلول".

أفادت كيسا أنّ "375 شخصا نُقلوا مباشرة إلى مخيّم بعد أن رسا المركب أو بعد أن اعترضتهم السلطات القبرصية اليونانية، وأنّ 221 مركبا رسا في جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة ذاتيا قبل العبور إلى قبرص اليونانية، وأنّ 185 قاربا طُردوا بإجراءات موجزة في عرض البحر".

المهاجرون توسّلوا إلى السلطات القبرصية بعدم إعادتهم إلى لبنان

قال كلّ من المهاجرين الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش وتعاملوا مع السلطات القبرصية إنّهم طالبوها بعدم إعادتهم إلى لبنان، حتى أنّ بعضهم طلب اللجوء بوضوح، لكن لم يُسمح لأيّ منهم بالتقدّم بطلبات لجوء على الإطلاق.

قال مهاجرون لـ هيومن رايتس ووتش "إنّ سفن خفر السواحل القبرصية اليونانية حاولت منعهم من الرسو من خلال الصراخ، والتلويح بالأسلحة، والتحويم حولهم بسرعات عالية لإحداث أمواج لغمر القوارب أو قلبها"

في 3 سبتمبر/أيلول، اصطدمت سفينة معدنية لخفر السواحل بقارب خشبي مليء بالناس، فجرحت أطفالا وامرأة. في بعض الحالات، نقل عناصر خفر السواحل القبرصية الأشخاص الذين كانوا لا يزالون في البحر إلى قوارب ركاب مدنية تحت حراسة الشرطة البحرية وأعادوهم مباشرة إلى لبنان.

الشرطة البحرية القبرصية كبّلت وضربت الأفراد الذين قاوموا محاولات إرجاعهم

وحسب التقرير، قال شهود وضحايا كانوا على متن قاربَيْن تمّت إعادتهما إلى لبنان "إنّ الشرطة البحرية القبرصية كبّلت وضربت الأفراد الذين قاوموا محاولات إرجاعهم. قال باسم ، وهو مواطن لبناني، إنّه بدأ يصرخ ليتوقّف القارب عندما رأى رجلا وزوجته يقفزان منه بعد أن أدركا أنّ القارب يعود أدراجه إلى لبنان في 6 سبتمبر/أيلول".

مضيفا " كبّلوني، وانهالوا عليّ بالعصي. لا أزال أشعر بالألم وأواجه صعوبة في تحريك أصابعي. فقدت الوعي وأُصبت بنوبة، كانت معهم طبيبة صرخت على الشرطة كي ينزعوا الأصفاد لتتمكّن من معالجتي".

هيومن رايتس ووتش تطالب السلطات القبرصية بإنقاذ القوارب التي تواجه محنة

وطالبت هيومن رايتس ووتش بضرورة "أن تنقذ السلطات القبرصية القوارب التي تواجه محنة وأن تأمر قواتها الأمنية بالتوقّف عن تعريض الأرواح للخطر ووقف المعاملة الوحشية للأشخاص على القوارب".

كما دعت سلطات قبرص القضائية إلى "إجراءتحقيق دقيق في مزاعم تورّط عناصر خفر السواحل القبرصية في أعمال عرّضت حياة وسلامة المهاجرين وطالبي اللجوء للخطر".

هيومن رايتس ووتش تطالب بروكسل بالضغط على الحكومة القبرصية لاحترام الحقّ في التماس اللجوء

كما دعت هيومن رايتس ووتش المفوضية الأوروبية إلى "الضغط على الحكومة القبرصية لاحترام الحقّ في التماس اللجوء ومبدأ عدم الإعادة القسرية" أي أن تمتنع عن إعادة الناس إلى مكان قد تكون فيه حياتهم وحريتهم معرّضتين للخطر أو حيث قد يواجهون أذية خطيرة، بما يتماشى مع القانون الدولي وقانون الاتحاد الأوروبي.

مواطنون لبنانيون يشكون الوضع الاقتصادي المتردّي في طرابلس وشمال لبنان

قال مواطنون لبنانيون لـ هيومن رايتس ووتش "إنّ الوضع الاقتصادي المتردّي في طرابلس وشمال لبنان دفعهم إلى مغادرة البلاد. أشار أغلبهم إلى أنّهم لا يملكون دخلا ولم يعُد أمامهم وسائل لإطعام أطفالهم وتأمين حاجاتهم الأساسية. تحدّث البعض عن تدهور عام للنظام وزيادة الفوضى" كما قالت امرأة عمرها 27 عاما من منطقة المينا في طرابلس، لديها ثلاثة أطفال،"إنّها غادرت لأنّ "وجود الأطفال في الشوارع لم يعُد آمنا".

لاجئون سوريون حاولوا مغادرة لبنان يعبّرون عن يأس مشابه بسبب مشاكلهم الاقتصادية

عبّر اللاجئون السوريون الذين حاولوا مغادرة لبنان أخيرا عن يأس مشابه بسبب مشاكلهم الاقتصادية، لكنّهم غالبا ما تحدّثوا أيضا عن مشاكل متجذّرة في التمييز الاجتماعي والانقسامات السياسية. قال مصطفى، وهو لاجئ سوري لديه إعاقة جسدية تعرّض للضرب خلال رحلة العودة إلى لبنان: " في البداية، كانت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تعطينا مساعدات غذائية، لكن في العامين الماضيين، لم نحصل على أيّ شيء منها. ليس لدي عمل، ولا يمكنني إطعام أطفالي الذين يبيعون الزهور في الشوارع. أُتلفت أوراقي ولم تجدّدها الحكومة. لديّ مشاكل كثيرة مع السلطات هنا؛ فالأحزاب السياسية تعرّضني لمشاكل وتضربني حتى، لأنّني لا أؤيّدها. هربت من سوريا بسبب الأحزاب السياسية، ولم أكُن أريد أن أتعامل معها هنا.

اعلان

جهود قبرصية لإبعاد القوارب

وتقول هيومن رايتس ووتش " لقد "تطابقت أقوال الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم حول كون القوارب القبرصية اليونانية حذّرتهم من الدخول، متذرّعة أحيانا بفيروس كورونا، ثمّ حوّمت حول قواربهم لإحداث أمواج لغمر القوارب أو قلبها. في بعض الحالات، وجّهت تلك القوارب المهاجرين نحو قبرص الشمالية الخاضعة للسيطرة التركية"

الأوضاع في معسكر بورنارا

وبحسب التقرير "أخذت السلطات القبرصية الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى البر، وكذلك بعض الأشخاص الذين اعترضتهم في البحر إلى معسكر بورنارا، وهو معسكر كبير في الهواء الطلق مقسم إلى أربعة أقسام. قال شهود عدة إن عائلات لديها أطفال، بما فيها تلك التي تعيلها نساء، ونساء يسافرن بمفردهن، وأطفال غير مصحوبين بذويهم، وُضعوا مع رجال بالغين بمفردهم" كما أضافوا "إن المياه شحيحة، والغذاء غير كاف، وظروف الصرف الصحي سيئة، والحشرات والقمامة موجودة في كل مكان" أقام جميع الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش في خيام بلا أرضية ولا كهرباء، رغم أنهم قالوا إن هناك حاويات مصنّعة في أجزاء أخرى من المخيم.

مركز استقبال بورنارا مزدحم، بوجود حوالي 600 شخص

وتقول مفوضية الأمم المتحدة للاجئين "إن مركز استقبال بورنارا مزدحم، بوجود حوالي 600 شخص، 300 منهم في أربع مناطق حجر صحي و300 في المخيم المركزي"

الحرمان من الحق في طلب اللجوء والإجراءات القانونية الواجب اتخاذها

ويورد التقرير الآنف الذكر شهادات لأشخاص يقولون إنه" لم يُسمح لأي من الأشخاص بتقديم طلب لجوء إلى السلطات القبرصية" قال رجل لبناني من طرابلس عمره 24 عاما "إن مساعيه لتقديم طلب لجوء عند وصوله قوبلت بالرفض تماما وإنه أُعيد دون أن يُمنح أي فرصة للطعن في إبعاده".وتقول هيومن رايتس ووتش إنها لم تتلقّ ردّا على استفساراتها الموجّهة إلى حكومتَيْ قبرص ولبنان حول النتائج التي توصّلت إليها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

نصر الله يرد على ماكرون: لسنا جزءا من الطبقة الفاسدة وذهبنا إلى سوريا لنحمي بلدنا ونحن لا نخيف أحدا

المفوضية الأوروبية تكشف عن "ميثاق الهجرة الجديد" تعرف على أهم مضامينه

بروكسل تعرض مشروعها لإصلاح سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي