الاتحاد الأوروبي يتجّه لتبني خطّة لتوحيد القيود المتعلقة بحرية التنقل داخل التكتّل

ضابط شرطة ألماني بفحص تصريح دخول امرأة إلى ألمانيا على الحدود الألمانية الفرنسية في كيل ، ألمانيا.
ضابط شرطة ألماني بفحص تصريح دخول امرأة إلى ألمانيا على الحدود الألمانية الفرنسية في كيل ، ألمانيا. Copyright Jean-Francois Badias/AP
Copyright Jean-Francois Badias/AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تستعد دول الاتحاد الأوروبي لاعتماد توحيد القيود المختلفة المتعلقة بالسفر وحركة تنقل الاشخاص والبضائع داخل التكتل خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الثلاثاء.

اعلان

تستعد دول الاتحاد الأوروبي لاعتماد توحيد القيود المختلفة المتعلقة بالسفر وحركة تنقل الاشخاص والبضائع داخل التكتل خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الثلاثاء. لكن العودة إلى حرية الحركة الكاملة في خضم جائحة فيروس كورونا لا تزال أمرا بعيد المنال حيث تسببت الجائحة في وفاة ما لا يقل عن 151000 من مواطني الاتحاد الأوروبي وإغراق اقتصاد الاتحاد الأوروبي في الركود.

وأدى وصول الوباء إلى أوروبا حيث تسبب بتراجع اقتصادات دولها، في آذار/مارس إلى موجة من إغلاق الحدود داخل الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن، مما قوض حرية التنقل، وهي واحدة من أهم منجزات البناء الأوروبي.

اتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الجمعة على منهجية لتحديد وجهات السفر الآمنة داخل أوروبا، على أمل توحيد القيود المختلفة داخل التكتل المفروضة لاحتواء انتشار كوفيد-19. واتفق ممثلون للدول الـ27 على قائمة توصيات، تشمل تصنيفا عبر الألوان لدرجة المخاطر حسب المناطق (أخضر وبرتقالي وأحمر). لكن يبقى تطبيق التوصيات طوعيا، ولكل بلد حرية تبني جميعها أو بعضها أو عدم تبنيها كليا.

عندما ضرب الفيروس في آذار/مارس ، قررت عدة دول في الاتحاد الأوروبي إغلاق حدودها أمام مواطني دول الاتحاد دون التحدث إلى جيرانها ، مما تسبب في اختناقات مرورية ضخمة وإبطاء تسليم المعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها. وعلى غرار ما جرى منذ بدء انتشار الوباء في الربيع، لا تزال دول الاتحاد الأوروبي تتبنى مقاربات مختلفة حول وضع قيود على السفر.

على سبيل المثال أصدرت ألمانيا في وقت اشتداد الجائحة تحذيرا من السفر إلى بلجيكا، فيما لم تتخذ فرنسا الإجراء نفسه. في المقابل أغلقت المجر حدودها أمام غير المقيمين حتى نهاية أيلول/سبتمبر مع بعض الاستثناءات للسياح القادمين من دول مجموعة فيشيغراد (الجمهورية التشيكية وسلوفاكيا وبولندا)، ما دفع المفوضية إلى توجيه رسالة تحذير لها حينها.

كما تصنِّف بلجيكا التي تضم مقار معظم المؤسسات الأوروبية، العديد من المناطق الفرنسية وكذلك العاصمة باريس، وكل إسبانيا تقريباً على أنها خطيرة. وهذا التصنيف الذي وضعته لجنة من الخبراء العلماء يعني العودة إلى مناطق حمراء لفرض إجراء الفحص والحجر. وفي لسياق ذاته تفرض دول أخرى إجراء فحص أو الخضوع لحجر وفي بعض الأحيان التدبيرين معاً، على القادمين من مناطق تعتبر خطيرة.

بعد رفع هذه الحواجز جزئياً في بداية الصيف، أدى ظهور عدد من البؤر في مناطق محددة إلى إعادة تطبيق الإجراءات. المفوضية الأوروبية تضغط باتجاه اعتماد نهج موحد داخل دول التكتّل حيث طرحت الشهر الماضي مقترحات تمت مناقشتها وتعديلها قبل الموافقة المقررة من قبل دول الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء.

وفي تغريدة لها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "أنا سعيدة لأننا توصلنا إلى هذا الحل معًا".

وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مقطع مصور، إلى أن اختلاف التدابير التي تتخذها دول الاتحاد، بشأن الحجر الصحي، تسببت في إرباك المواطنين، وقالت: "نحن بحاجة لضمان المزيد من الوضوح في هذه الخطوات".

اقترحت المفوضية الأوروبية نظام التصنيف عبر الألوان. وبينما تطبق البلدان الأوروبية معايير مختلفة لفرض قيود السفر هذه على منطقة ما تقترح السلطة التنفيذية الأوروبية أن يستند التصنيف إلى ثلاثة معايير:

عدد الإصابات الجديدة لكل مئة الف نسمة التي تُسجل خلال 14 يوماً

النسبة المئوية للاختبارات الإيجابية ، أي الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بين جميع الاختبارات خلال سبعة أيام

عدد الاختبارات التي تم إجراؤها لكل مئة ألف من السكان على مدى سبعة أيام.

وتنص الخطة على أن تلتزم الدول الأعضاء بتوفير المعطيات الوبائية الضرورية على المستوى الإقليمي وليس الوطني فقط. وتشمل معايير الاتحاد الأوروبي عدد الإصابات لكل 100 ألف ساكن وكذلك معدل الفحوص إذن كما أسلفنا. في حين يعمل المقياس الرئيسي على تصنيف المناطق الأوروبية إلى مناطق خضراء وبرتقالية وحمراء وفقًا لكثافة تفشي فيروس كورونا، مع مراعاة الحالات المؤكدة الجديدة لكل 100000 شخص ونسبة الاختبارات الإيجابية.

وستكون المناطق الحمراء هي تلك التي يكون فيها عدد الحالات الجديدة أكبر من خمسين خلال 14 يوماً والنسبة المئوية للاختبارات الإيجابية تساوي أو تزيد عن 4 بالمئة وحيث يكون العدد الإجمالي للإصابات أكثر من 150 لكل مئة ألف نسمة خلال 14 يوماً.

وتسعى المفوضية إلى رفع مستوى التعاون بين دول التكتل، في اتخاذ قرارات وأن يتم استخدام الألوان كرموز لتحديد المخاطر، وأن يتم إقرار تدابير مشتركة لتطبيقها على المسافرين من المناطق شديدة الخطورة، وأن تقدم معلومات عن هذه التدابير في الوقت المناسب للعموم.

لم يرق التنسيق إلى توفير قواعد مشتركة للمناطق البرتقالية والحمراء في الاتحاد الأوروبي. لن يواجه المسافرون من المناطق الخضراء قيودًا على رحلاتهم لكن الحكومات الوطنية في الاتحاد الأوروبي ستستمر في وضع قيودها الخاصة مثل الحجر الصحي أو الاختبار الإلزامي عند وصول الأشخاص القادمين من مناطق مصنفة باللون البرتقالي أو الحمراء.

أوصت المفوضية بإجراء اختبار إلزامي للمسافرين القادمين من أكثر المناطق المصنفة "خطرة" لكن لا يمكنها فرض مثل هذا الإجراء لأن قضايا الصحة والحدود تظل من اختصاص الحكومات الوطنية.فقد كان الهدف هو إيجاد طريقة لدول الاتحاد الأوروبي تعمل بغية منع غلاق حدودها مع بعضها البعض.

اعلان

وضمن هذه الخطة، سيصدر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها خريطة توضيحية بناء على هذه المعطيات وسيتم تحديثها أسبوعيا، لكن يبقى لكل دولة اختيار طريقة استعمال تلك المعطيات. يحثّ المقترح أيضا "الدول الأعضاء على مواصلة تنسيق جهودها حول مدة الحجر والخيارات البديلة.

لم تتوصل دول الاتحاد الأوروبي بعد إلى مدة موحدة للعزل الذاتي بعد التعرض للإصابة بالفيروس. وفقًا للمفوضية ، سيتم أيضًا وضع قائمة بالمسافرين الأساسيين المسموح لهم بالتنقل بحرية عبر دول التكتّل خلال اجتماع يوم الثلاثاء حيث من من المزمع تبني المقترح رسميا خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

المفوضية الأوروبية تخصص 100 مليون يورو لشراء "اختبارات كورونا السريعة"

شرق المتوسط على صفيح ساخن بسبب سفن التنقيب التركية

كوفيد-19 : معايير مشتركة جديدة للسفر ضمن الاتحاد الأوروبي؟ هذا ما يجب أن تعرفه