المواعدة عن طريق الإنترنت في باكستان مسار مليء بالعقبات

صفحة فيسبوك تظهر على الكمبيوتر. سان فرنسيسكو - 2018/03/26
صفحة فيسبوك تظهر على الكمبيوتر. سان فرنسيسكو - 2018/03/26 Copyright جيف شيو/أ ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

العثور على الحب عبر الانترنت في باكستان بات مهمة أصعب، بعدما حظرت السلطات الشهر الماضي تطبيقات المواعدة مثل "تيندر" و"غريندر" لفشلها في "الإشراف" على محتواها.

اعلان

يعتبر العثور على شريك عبر الإنترنت تحديا في باكستان، حيث حظرت أخيرا تطبيقات المواعدة لاعتبار أنها تروج "لمحتوى غير لائق". بعد تصفّح الملفات الشخصية الخالية من الصور على تطبيقات للمواعدة، لم يعثر محمد علي شاه على نصفه الآخر أو أي شخص، لإقامة علاقة جدية معه في باكستان.

في هذه الجمهورية الإسلامية المحافظة للغاية حيث الزيجات المدبرة هي القاعدة، يقول شاه إن نساء كثيرات يخترن عدم الكشف عن هويتهن الحقيقية ما يجعل المواعدة عبر الإنترنت صعبة.

ويضيف شاه وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 36 عاما ويعيش في العاصمة إسلام أباد أن الاختيارات ضئيلة، موضحا أن أصدقاءه وصفوه بـ"اليائس" وأطلقوا عليه لقب "رجل لعوب"، بعدما خرج في عشرات المواعيد العاطفية على مدى السنوات الثلاث الماضية دون جدوى.

مضايقات الأقارب وقمع السلط

وعلى عكس العديد من البلدان حيث تعتبر المواعدة عبر الإنترنت أمرا روتينيا وعاديا، يواجه الباكستانيون الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة بشكل منتظم مضايقات وأحكاما من الأقارب، والآن أصبح يتعين عليهم أيضا مواجهة القمع الحكومي.

وتخشى النساء خصوصا أن يتعرضن لعواقب محتملة، وغالبا ما يكشفن القليل عن أنفسهن باستخدام صور رمزية أو صور للطبيعة، بدلا من صورتهن على ملفهن الشخصي.

ويوضح شاه أن الفتيات لا يشعرن بالراحة، لذلك هن لا يضعن صورهن أو أسماءهن الحقيقية. لذلك، يعتمد شاه الذي يعتبر نفسه محافظا، على الأحاديث الفكاهية لكسر الجليد مع الشريكة المحتملة، ويطلب صورتها فقط إذا كان هناك احتمال للخروج معا.

ويضيف شاه قائلا: "في معظم الأحيان، أتوقف عن التصفح بسبب عدم وجود صور. لا توجد معلومات حقيقية. الأسماء غير موجودة. أنا لا ألوم النساء لكونهن حذرات. أعتقد في الواقع أنه تصرف ذكي جدا".

ثقافة غير مألوفة

لكن تأمين موعد هو اجتياز واحدة فقط من العقبات. ففي هذا البلد حيث يعاقب على العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج والمثلية الجنسية بالسجن، أصبحت ثقافة المواعدة غير مألوفة.

ويشرح شاه الذي بدأ استخدام التطبيقات بعد طلاقه، أن الناس لا يدركون مفهوم المواعدة في باكستان، ويتابع: "تقابلهم مرة أو مرتين وبعد ذلك يقولون نحن نبحث عن علاقة جدية".

وتروي شابة تبلغ من العمر 27 عاما من إسلام أباد، تحلّت بالشجاعة الكافية لنشر صورها الحقيقية واسمها على تطبيق للمواعدة، لوكالة فرانس برس قائلة إنه من المحرمات أن تكون على تطبيق "تيندر"، مضيفة أنها على تواصل مع نساء ورجال، لكنها حذفت التطبيق في النهاية بمجرد أن بدأ أصحاب أعمال تجارية محاولات للتفاعل معها من خلاله.

وتقول إن بعض أصدقائها الذين كانوا على استعداد لتحمل المخاطرة وجدوا مستويات متفاوتة من النجاح، لكن فقط بعد الخروج في مواعيد مخططة بعناية. وتوضح: "ما نفعله عندما يخرج أحد أصدقائنا في موعد مدبر عبر تطبيق تيندر، هو التسكع في مكان اللقاء. نجعل الأمر آمنا نوعا ما".

المهمة الصعبة

لكن العثور على الحب عبر الانترنت في باكستان بات مهمة أصعب، بعدما حظرت السلطات الشهر الماضي تطبيقات المواعدة مثل "تيندر" و"غريندر" لفشلها في "الإشراف" على محتواها.

وقد وجّهت هذه الخطوة ضربة جديدة إلى هذا القطاع، في بلد يبلغ عدد سكانه 220 مليون نسمة حيث يشكّل الأشخاص من الطبقتين الوسطى والعليا المتحدرون من المناطق الحضرية، معظم مستخدمي الإنترنت في باكستان.

ورغم أن هذا الحظر لم يشمل تطبيقات أخرى مثل "مايندر" و"بامبل"، فقد لجأ مستخدمون من أمثال شاه إلى شبكات خاصة افتراضية (في بي أن) لتجاوز الحظر المفروض على التطبيقات الشهيرة مثل "تيندر".

أما لدى الأشخاص الذين يميلون إلى الأساليب التقليدية، فإن حجب تطبيقات المواعدة يشكّل ما يشبه العودة إلى الحياة الطبيعية. 

viber

ويشرح وسيط زواج مقيم في كراتشي يبلغ 50 عاما ويعمل منذ أكثر من عقد، على تدبير زيجات "المواعدة ليست جزءا من ثقافتنا أو ديننا. يجب القيام بالأمور بطريقة حلال، خصوصا إذا كان أمرا مهما مثل العثور على شريك الحياة"، ويضيف "حظر تطبيقات المواعدة هو وسيلة للحفاظ على تقاليدنا"، لكن رغم الصعوبات المحتملة، يقول البعض إن العثور على الحب عبر الإنترنت أمر ممكن، وطريقة لتجنب الزيجات المدبرة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

غرامة بأكثر من 6 ملايين يورو بحق تطبيق غريندر للمواعدة بسبب انتهاكات الخصوصية

النرويج: غرامة قياسية بحق تطبيق "غريندر" للمواعدة

شاهد: الزواج من وراء زجاج في زمن كورونا