تريد الإدارة الأمريكية تأمين عودة المفقودين إلى الولايات المتحدة، فيما تريد دمشق لقاء تعاونها في ذلك، تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ 2011، وانسحاب القوات الأمريكية من أراضيها
تسريبات صحفية مفادها أن دمشق وضعت شروطا للتعاون مع الإدارة الأمريكية في ملف اختطاف اثنين من رعاياها في سوريا..
كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية أن مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم حمل معه قائمة من المطالب السورية خلال رحلته إلى واشنطن الأسبوع الماضي. والمقابل هو تعاون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد (المتهم بارتكاب جرائم حرب) مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العثور على الصحافي الأمريكي أوستين تايس، والأمريكي السوري الأصل مجد كمالماز اللذان فقدا في سوريا.
وتسعى واشنطن لتأمين عودة المواطنيْن المفقودين إلى الولايات المتحدة، فيما تريد دمشق لقاء تعاونها في ذلك، تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ 2011، وانسحاب القوات الأمريكية من أراضيها، حيث يتمركز حوالي 500 أمريكي في الشمال الشرقي من البلاد إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، إضافة إلى ما يعرف بمجموعة مغاوير الثورة المعارضة جنوب شرق الصحراء السورية.
وكان تايس المصور الصحفي المستقل قد فُقد في داريا جنوب دمشق سنة 2012، وهو من قدامى مشاة البحرية الأمريكية الذين عملوا في أقغانستان والعراق. وبعد شهر من اختفائه ظهرت صور تايس في شريط مصور على الإنترنت وهو معصوب العينين وسط عناصر مسلحة، ولم تظهر لقطات بعدها عنه، ولم يعرف خاطفوه.
أما كمالماز المعالج النفسي، فيثعتقد أنه اختفى في المزة جنوب غربي دمشق سنة 2017، وقالت عائلته إنها تلقت معلومات من معتقل سابق عن وجود كمالكاز على قيد الحياة في أحد السجون بعد أشهر من اختفائه. والأمريكيان الآن هما محور التفاعل بين دمشق وواشنطن، اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ 2012.
وقالت نيوزويك نقلا عن مسؤول لم يُكشف عن اسمه، إن المسئول اللبناني الذي زار واشنطن يوم الخميس ، والتقى مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين لأربع ساعات، حمل معه معلومات تتعلق بتايس وكمالماز، في وقت تقوم خلية أمريكية مكلفة بملف الرهائن بالعمل إلى جانب عائلتي تايس وكمالكاز اللتين دعتا إلى عودة ابنيهما.
وبحسب مسئول في الخلية، فإنه يتم العمل دائما على تقييم المعلومات الجديدة، ووضع استراتيجيات لكيفية عودة الرهائن المحتجزين في الخارج بأمان، وفق نيوزويك.
وكانت أولى التقارير الخاصة بالرهينتين قد ظهرت أول مرة يوم الجمعة في لبنان وفي وسائل إعلام إقليمية، ثم تحدثت وول ستريت جورنال يوم الأحد عن رحلة المسئول اللبناني عباس إبراهيم إلى واشنطن، مؤكدة فحوى مناقشاته مع المسئولين الأمريكيين بشأن تايس وكمالماز.
كما تحدثت الصحيفة عن سفر كبير مديري جهاز مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي كاش باتل إلى دمشق بداية السنة الحالية، في محاولة لتأمين إطلاق سراح تايس وكمالماز.
ويوم الإثنين أكدت صحيفة الوطن السورية الحكومية رحلة باتل إلى دمشق ولقاءه رئيس جهاز الأمن القومي السوري علي مملوك. وقد سبقت زيارة باتل، ثلاث زيارات أخرى لمسؤولين أمريكيين إلى دمشق خلال أشهر وسنوات مضت بحسب الصحيفة.