في كل يومي إثنين وخميس توزع كمية 2,5 طن من الغذاء غير المباع على الطلبة الذين يتدفقون من مختلف أنحاء باريس لجمع طرود الغذاء..
بعد ساعة من الغروب، في العاصمة الفرنسية باريس، يصطف أكثر من 400 طالب أمام مدخل محل يوزع المواد الغذائية، التي لم تنفد منه منذ بداية العام الدراسي في أيلول/سبتمبر.
ففي كل يومي إثنين وخميس توزع كمية 2,5 طن من الغذاء غير المباع على الطلبة، الذين يتدفقون من مختلف أنحاء باريس لجمع الطرود.
وجمعية "لينكي" المختصة في مكافحة تبذير الطعام، تضع على ذمة الطلبة القدر من المواد التي تمكنهم من مجابهة الاحتياج، الذي مسهم منذ بداية انتشار وباء كوفيدـ19.
وتقول الطالبة ريم وهي تونسية الجنسية، إنها أتت إلى محل توزيع الطعام في البداية من باب الفضول، وبعد ذلك أصبح تسلم سلتها من الغذاء عادة بالنسبة إليها.
وتضيف ريم القول إن الأطباق متنوعة، كما أنها تساعد كثيراً في الحد من الإنفاق المالي الذي لم يتوقف منذ دخولها الجامعة، دون أن يكون هناك مورد للدخل، وذلك ما اضطرها إلى "حرمان نفسها من شيء ما" كما تقول.
الطلبة متطوعون ومستفيدون
وفيما ينتظر مئات المستفيدين تحت رذاذ المطر، ينشغل حوالي عشرين متطوعاً في إضفاء صبغة المصنع على المحل الذي يعملون فيه.
ويقول رئيس الجمعية جوليان ميمون، إن الشعور بالفرح يجمع بين المتطوعين ومن يستلمون الغذاء فهم يتواصلون ويتناقشون، وإن المتطوعين هم أيضاً من الطلبة الذين يعودون إلى غرفهم بسلال الغذاء.
ويتحدث الطالب الفنزويلي سيمون روجانو الذي يعيش في فرنسا منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة، عن دور اجتماعي للمتطوعين، فالتواصل مع زملائهم المستفيدين من الغذاء يتيح التحاور فيما بينهم، ويقول إن المهم هو أن يملأ الدفئ الأجواء، وألا تكون عملية التوزيع على طريقة العمل المتسلسل.
وجبات ومدخرات
ويقول طالب الهندسة المعمارية ميكائيل غالفيس الذي يتردد مرات عدة في الأسبوع على محل توزيع الأغذية لتعويض نقص الدخل الذي يعاني منه، إنه لم يعمل خلال الصيف بسبب تفشي كوفيدـ19، والمساعدة الغذائية اايح له إعداد وجبات عدة وتوفير قدر من المصاريف.
وكانت جمعية "لينكي" تقدم 200 طرد غذاء في شهر أيلول/سبتمبر، وسرعان ما تضاعف العدد بسبب الطلب المستمر على الغذاء.
ويستهجن جوليان ميمون أن تكون مسألة الغذاء موضوعا يطرح في فرنسا، وهو يعتزم الترويج لنموذج استهلاك بمنتوجات غير مباعة، متأتية من الزراعة العضوية أو الصالحة للاستهلاك.
ويقول جوليان إنه يتم استعادة هذه الأغذية من تجار الجملة والمطاعم التي لا تريد رميها، بينما يأتي غذاء آخر من سوق بلدة رونجي جنوب باريس.
ويضيف رئيس الجمعية القول، إنه في كل عملية توزيع لا تتجاوز التسجيلات 450، حتى لا تعرقل العملية اللوجستية، ويؤكد جوليان الذي تحظى جمعيته بدعم بلدية باريس، إنه إذا كانت الدولة مستعدة لمساعدة "لينكي"، فإن الجمعية ترغب في الانتشار في مختلف أنحاء فرنسا.