تقريرٌ هولندي يزعم تقديم حكومة روته دعماً لجهاديين في سوريا

رئيس الحكومة الهولندية مارك روته
رئيس الحكومة الهولندية مارك روته Copyright أ ب
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يوضح تقرير أعدّه المستشرق والأكاديمي الهولندي يان ياب دي رويتر، ومواطنته الباحثة رينا نيتجيس، ونشرته صحيفة "تلخراف" الهولندية، أن هذه القضية تعود إلى ما قبل عامين، حين بثت إحدى القنوات التلفزيونية المحلية تقريراً يقول إن الحكومة قدّمت تجهيزات وشاحنات ومبالغ مالية لـ"الجبهة الشامية" في العام 2017.

اعلان

تشغل موافقة الحكومة الهولندية، قبل أسبوعين، على توصية برلمانية بالتحقيق في قضية قيام رئيس الوزراء، مارك روته، بتقديم دعم لفصيل سوري معارض مسلح، اهتمام الرأي العام الهولندي الذي يريد التأكد من أن الدعم لم يصل إلى مجموعات جهادية إرهابية.

التحقيق الذي تجريه لجنة لها كامل الحق في الوصول إلى معلومات سرية للدولة، سيتناول الدعم الذي قدمته الحكومة لمسلحين من فصائل "الجبهة الشامية" خلال المدّة ما بين أيار/مايو 2015 ونيسان/أبريل 2018، هذا الدعم الذي يتضمّن مبالغ مالية تتجاوز الـ25 مليون يورو وتجهيزات ومواد غير قتالية.

البداية

ويوضح تقرير أعدّه المستشرق والأكاديمي يان ياب دي رويتر، والباحثة رينا نيتجيس، ونشرته صحيفة "تلخراف" الهولندية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن هذه القضية تعود إلى ما قبل عامين، حين بثت إحدى القنوات التلفزيونية الهولندية تقريراً يقول إن الحكومة قدّمت تجهيزات وشاحنات لـ"الجبهة الشامية" في العام 2017.

ويشير الباحثان إلى أنه في تلك الأثناء كانت السلطات القضائية في البلاد تحقق مع شخصٍ بشبهة الانتماء للجبهة المذكورة التي ورد وصفها في وثائق المحكمة حينها بأنها "تنظيم إرهابي" و"حركة جهادية تسعى لإقامة خلافة".

اتصالٌ بالنيابة العامة

ويضيف الباحثان الهولنديان أن التقرير التلفزيوني حينها أثار ضجة في الأوساط السياسية والإعلامية، وتبنى النائبان "فان هيلفيرت" و"أومتزيخت" عن الحزب الديمقراطي المسيحي، وكذلك النائب عن الحزب الاشتراكي "كارابولت" مزاعم أن الحكومة قدمت دعماً لجهاديين في سوريا، وذلك بدعوى الاستناد إلى وثائق المحكمة.

الباحثان دي رويتر، ونيتجيس، اتصلا بالنيابة العامة لتحري الأمر، فأبغلتهما بأن توصيف الجبهة الشامية، كـ"تنظيم إرهابي" و"حركة جهادية تسعى لإقامة خلافة"، اعتدّ به للمدة ما بين منتصف العام 2014 ومنتصف العام 2015، وأن الأمرَ يتعلق فقط بالقضية الجنائية للمشتبه به إدريس.م الذي ذهب إلى سوريا كمقاتل وبرأته المحكمة في وقت لاحق.

التحالف الدولي ضد داعش

ويوضح الباحثان دي رويتر، ونيتجيس أن هولندا في العام 2017 قدمت إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وأطراف دولية أخرى مواد غير قتالية للجبهة الشامية للقتال ضد تنظيم داعش، ويشدد الباحثان أنه في التاريخ المذكور لم يكن ثمّة تصنيف للجبهة بأنها جهادية أو أنّها إرهابية.

وكانت هولندا عضواً في التحالف الدولي ضد داعش، منذ تأسيسه في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2014، ونفذت الكثير من الغارات على مقار التنظيم وتشكيلاته العسكرية.

والجبهة الشامية المعارضة لنظام بشار الأسد في سوريا كانت تشكّلت في العام 2014، من فصائل المعارضة المسلحة الناشطة حينها في الشمال الغربي من سوريا، وهي: حركة نور الدين الزنكي، تجمع فاستقم كما أُمرت، جيش المجاهدين، جبهة الأصالة إضافة إلى الجبهة الإسلامية التي تضم أحرار الشام ولواء التوحيد.

"سخرية" و"هراء"

ووفقاً لتقرير "التلخراف" فإن مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، أعرب عن استغرابه من أن البعض في هولندا يحاول الإيحاء بأن الجبهة الشامية تنظيم يتماهى مع تنظيمي القاعدة وداعش، وقال معلقاً: "هذا مثير للسخرية تماماً، ذلك أن الجبهة قادت المعارك ضد داعش في مناطق المعارضة، كما أنها قاتلت تنظيم القاعدة".

وفي السياق ذاته، يقول الصحافي الألماني، كريستوف رويتر: إن توصيف الجبهة الشامية بأنها حركة إرهابية "هراء، فأنا قد سافرت برفقة آخرين مع الجبهة إلى شرق حلب في عامي 2014 و2015، لم يكونوا جماعة جهادية على الإطلاق، لقد قاتلوا بقوة ضد داعش".

"القنابل اليدوية والمآذن"

أما الخبير في الجماعات المتشددة أيمن التميمي، وفي مدونة كان نشرها تعليقاً على تقارير هولندية، دحض فيها باسهاب المزاعم التي تتحدث عن أن الجبهة الشامية تعدّ حركة جهادية، كما جاء في تقرير "التلخراف".

ويقول المبعوث الهولندي السابق إلى سوريا، نيكولاوس فان دام، في كتابه "القنابل اليدوية والمآذن": "أثناء الحرب، من المتوقع أن ترتكب الجماعات المقاتلة جرائم"، مضيفاً: "لا أحد يستطيع أن يضمن أن جماعات المعارضة السورية المسلحة لن ترتكب انتهاكات ضد حقوق الإنسان أو تنفيذ جرائم حرب، وإذا كانت هولندا قد أرادت استبعاد هذا لما كان عليها أن تشارك أصلاً في القتال في سوريا".

viber

ويؤكد المستشرق والأكاديمي يان ياب دي رويتر، والباحثة رينا نيتجيس أن ما ذهب إليه المبعوث الهولندي السابق في كتابه، ينسجم مع ما ذكره التميمي في مدونته المشار إليها، ليخلصا في نهاية تقريرهما إلى أن الحكومة الهولندية قدّمت دعماً لفصائل معارضة سورية مسلحة، ولكن هذا الدعم كان في السياق العملياتي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

كورونا يوقف محادثات تشكيل ائتلاف حاكم في هولندا

هل تقام المباريات النهائية للمسابقات الكروية الأوروبية في إسرائيل؟

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في أمستردام احتجاجا على حضور الرئيس الإسرائيلي افتتاح متحف عن المحرقة