تمكن من النجاة من محاولات الاغتيال الإسرائيلية له أكثر من سبع مرات، آخر تلك المحاولات كانت قبل أشهر.
عقب ارتكابها "مجزرة مروعة" باستهداف خيام تؤوي نازحين في خان يونس بقطاع غزة، أعلنت إسرائيل السبت أن الضربات التي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين العزل كانت تستهدف قائد كتائب القسام محمد الضيف وقائد لواء خان يونس رافع سلامة.
ومع ذلك، نفت حركة حماس هذه المزاعم، إذ أكد أحد قادتها، سامي أبو زهري، أن التقارير الإسرائيلية بشأن استهداف الضيف "كلام فارغ".
وأكدت الحركة في بيان أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأن استهداف قيادات في الحركة هي "ادعاءات كاذبة تهدف للتغطية على حجم مجزرة خان يونس".
وأشار مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن "الضيف كان مختبئًا في مكان فوق الأرض ضمن المنطقة الإنسانية غربي خان يونس وأنه أصيب بجروح خطيرة".
وبعد ساعات من الضربات المكثفة على المنظقة المكتظة بالنازحين، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "ليس هناك تأكيد لمقتل القيادي في حماس محمد الضيف في الضربة بجنوب غزة".
وهذه لم تكن المرة الأولى ولا الثانية ولا السادسة التي تحاول فيها إسرائيل قتل الضيف، بل حاولت خلال أكثر من 7 مرات اغتياله، كانت أخر هذه المحاولات التي باءت جميعها بالفشل قبل أشهر.
هل نجحت هذه المرة؟
وكادت إسرائيل خلال حربها المستمرة منذ 10 أشهر، أن تنجح في تصفية الضيف، إلا أنها قتلت بدلاً منه زوجته وابنه الرضيع وابنته البالغة من العمر 3 سنوات.
واعتقدت تل أبيب في البداية أن الضيف قُـتل أيضًا في الغارة، قبل أن يتبين فيما بعد أنه نجا بالفعل.
وظل زعيم الجناح العسكري لحماس محمد الضيف، بعيد المنال ضمن قائمة المطلوبين في إسرائيل لأكثر من 25 عامًا لتورطه في "تخطيط وتنفيذ عدد كبير من الهجمات، بما في ذلك العديد من تفجيرات الحافلات في السنوات الماضية" كما يقول الجيش الإسرائيلي الذي يعتبره قائدًا ميدانيًا ماهرًا.
من هو؟
ولد محمد دياب المصري، المعروف بمحمد الضيف، في مخيم اللاجئين بخان يونس عام 1965. تم اعتقاله من قبل إسرائيل عام 1989، وسجن لمدة 16 شهرًا بتهمة الانتماء لحركة حماس.
يُلقب محمد الضيف بـ "أبو خالد"، وحصل على هذا اللقب بسبب أدائه لدور في مسرحية "المهرج" أثناء دراسته الجامعية، دور "أبو خالد" وهو شخصية تاريخية عاشت في فترة العصرين الأموي والعباسي.
هذا وعرف باسم الضيف نظرا لأسلوب حياته وتنقله الدائم من منطقة لأخرى هربا من الغارات الإسرائيلية.
حصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس الفيزياء والكيمياء والأحياء. كما أبدى اهتماما بالفنون، حيث قاد لجنة الترفيه في الجامعة وقام بتقديم عروض مسرحية كوميدية على خشبة المسرح.
ونادراً ما يتحدث الضيف ولا يظهر أبدًا في الأماكن العامة. لا يوجد سوى ثلاث صور معروفة له: واحدة التقطت عندما كان في عقده العشرين، وأخرى له ملثمًا، وثالثة هي مجرد ظل له.
استُخدمت الصورة الأخيرة للضيف عندما تحدث في شريط صوتي بثته حماس بعد هجومها غير المسبوق، معلنة بداية ما أسمته عملية "طوفان الأقصى".
ذكرت مصادر فلسطينية، أن منزل والد الضيف تعرض للقصف في غارة جوية إسرائيلية، وأن شقيق القائد العسكري واثنين آخرين من أفراد عائلته قتلوا، بحسب رويترز.
وقبل أشهر، قام الجيش الإسرائيلي بتوزيع منشورات في قطاع غزة ووعد بجائزة نقدية كبيرة بقيمة 100 ألف دولار وأكثر لأولئك الذين سيقدمون معلومات موثوقة عن مكان وجود مسؤولي حماس، مثل محمد الضيف.