لماذا يحتجّ الفلسطينيون ضدّ محمود عباس؟

ضباط أمن فلسطينيون يرتدون ملابس مدنية يعتقلون متظاهرا خلال اشتباكات اندلعت في أعقاب مسيرة احتجاجية على مقتل الناقد الصريح للسلطة الفلسطينية نزار بنات، في رام الله.
ضباط أمن فلسطينيون يرتدون ملابس مدنية يعتقلون متظاهرا خلال اشتباكات اندلعت في أعقاب مسيرة احتجاجية على مقتل الناقد الصريح للسلطة الفلسطينية نزار بنات، في رام الله. Copyright أ ب
Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

لماذا يحتجّ الفلسطينيون ضدّ محمود عباس؟

اعلان

نزل آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في الأيام الأخيرة للاحتجاج على الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية، التي قامت قواتها الأمنية وعناصر الشرطة بتفريقهم بعنف.

اندلعت المظاهرات بعد وفاة أحد منتقدي السلطة الفلسطينية لدى اعتقاله من قِبل قوات الأمن الأسبوع الماضي، لكنّ المظالم تبدو أعمق بكثير لدى الشعب الفلسطيني. فقد تراجعت شعبية عباس بعد أن ألغى أول انتخابات منذ 15 عاما في أبريل نيسان وزعزعته حرب غزة في مايو- أيار الماضي. لطالما كان يُنظر إلى السلطة الفلسطينية على أنها فاسدة وعدم تسامحها مع المعارضة.

السلطة الفلسطينية هي واحدة من آخر مظاهر عملية السلام، التي ظلت تراوح مكانها لأكثر من عقد، هذه السلطة تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شريكًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار.

دولة تنتظر "التأسيس"

تأسست السلطة الفلسطينية في التسعينيات من خلال اتفاقيات السلام المؤقتة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي لا تزال تمثل القضية على المستوى الدولي. كان ينظر إليها على أنها دولة تنتظر وتم منحها حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة.

عقدت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عدة جولات من محادثات السلام خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. سعى الفلسطينيون طوال هذه المدة، من موقف ضعف، إلى إقامة دولة مستقلة في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. لم يتمكنوا أبدًا من التوصل إلى اتفاق، ولم تكن هناك محادثات معمقة منذ عام 2009.

وسيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على السلطة في غزة عام 2007 بعد عام من فوزها الساحق في الانتخابات الفلسطينية. وحصر ذلك الفوز سلطة عباس في أجزاء من الضفة الغربية. كما فشلت على مدار سنوات محاولات عديدة من أجل المصالحة الفلسطينية.

وفي حين تمتلك السلطة الفلسطينية وزارات وقوات أمنية ومظاهر الدولة، فإن سلطتها تقتصر على المراكز السكانية الرئيسية التي تبلغ حوالي 40 بالمئة من الضفة الغربية. بينما تتمتع إسرائيل بسلطة شاملة وتراقب معابر الدخول إلى الأراضي التي تديرها السلطة الفلسطينية، والتي لطالما يشبهها الفلسطينيون بمناطق البانتوستان التي أسسها نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والتي تفصل السود عن البيض.

تزايد النزعة السلطوية

ويهيمن حزب "فتح" العلماني الذي يتزعمه عباس على السلطة الفلسطينية بشكل متزايد، وتقوده دائرة صغيرة من الرجال في الستينيات والسبعينيات من العمر. عباس البالغ من العمر 85 عامًا، والذي انتهت ولايته الرئاسية التي استمرت أربع سنوات في عام 2009، يقود السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وفتح.

ينظر الفلسطينيون على نطاق واسع إلى قيادة السلطة الفلسطينية، التي تتمتع بامتيازات تعاون خاصة مع إسرائيل، على أنها فاسدة وتخدم مصالحها الذاتية. كما أنّ سياستها في التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل لملاحقة عناصر من حماس وأعداء مشتركين آخرين لا تحظى بشعبية على الإطلاق. اتهم المتظاهرون في المسجد الأقصى يوم الجمعة السلطة الفلسطينية بالتواطؤ، وهي تهمة تصل إلى حد الخيانة.

في الأسبوع الماضي، داهمت قوات الأمن منزلاً في الضفة الغربية المحتلة لاعتقال نزار بنات، الذي انتقد السلطة الفلسطينية مرارًا وتكرارًا في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. تقول عائلته إنهم ضربوه بالهراوات قبل أن يجروه بعيدًا. وتقول السلطة الفلسطينية إنها فتحت تحقيقا في وفاته، مما أشعل فتيل الاحتجاجات الأخيرة.

كان بنات مرشحا في الانتخابات البرلمانية التي ألغاها عباس في أبريل نيسان، عندما بدا أن فتح المنقسمة التي يتزعمها قد تلحقها هزيمة محرجة أمام حماس. خلال حرب غزة التي اندلعت بعد ذلك بوقت قصير، كان يُنظر إلى حماس على نطاق واسع على أنها تقاتل من أجل حقوق الفلسطينيين وتدافع عن القدس بينما لم تفعل السلطة الفلسطينية شيئًا.

أظهر استطلاع للرأي تم إجراؤه بعد الحرب زيادة كبيرة في دعم حركة حماس، حيث قال أكثر من نصف المستطلَعين إنها يجب أن تقود النضال الفلسطيني.

قوة "ثابتة"

على الرغم من عدم شعبيته، يمكن لعباس الاعتماد على دعم الأصدقاء الأقوياء، حيث استثمرت إسرائيل والولايات المتحدة والمانحون الغربيون بعمق في بقاء السلطة الفلسطينية. كما تدفع السلطة الفلسطينية رواتب عشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية الفلسطينيين الذين قد لا يجدون أيّ فرصة عمل خلاف ذلك.

من خلال إدارة المراكز السكانية الرئيسية، تخفف السلطة الفلسطينية العبء المالي والأمني ​​عن الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية لمدة 54 عامًا. ما يسمح بالحفاظ على فكرة حل الدولتين في نهاية المطاف، حتى مع قيام إسرائيل بتوسيع المستوطنات اليهودية وتعزيز سيطرتها على الضفة الغربية والقدس الشرقية.

استثمر الاتحاد الأوروبي مئات الملايين من الدولارات في السلطة الفلسطينية على مر السنين، وقامت الولايات المتحدة ودول أخرى بتدريب وتجهيز القوات الأمنية للسلطة الفلسطينة. من جانبها قالت إدارة بايدن إنها تأمل في تقوية السلطة الفلسطينية والعمل معها لإعادة بناء غزة، رغم أنها لا تملك السلطة فيها.

اعلان

تفضل إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي السلطة الفلسطينية غير المنتخبة على حماس (التي يعتبرونها جماعة إرهابية)، أو على الفوضى التي قد تنجم عن انهيار السلطة الفلسطينية. إنهم ملتزمون بالعمل مع السلطة الفلسطينية لإدارة الصراع وتخفيف التوترات إلى أن تحين مستقبلا إمكانية إحياء عملية السلام.

viber

لكن بعد أسابيع من الاضطرابات في القدس، والحرب في غزة وتزايد الاحتجاجات والعنف في الضفة الغربية، يبدو أن ذلك المسار بعيدَ المنال في الوقت الراهن.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الفصائل الفلسطينية تتفق في مصر على تشكيل لجنة من قادتها لإنهاء الانقسام

العاهل الأردني عبد الله الثاني يصل رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس

للمرة الأولى من أربع سنوات: اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني ومطالبة برحيل عباس ونظامه الشائخ