مهرجان برلين للجداريات، الذي يعدُّ مبادرةً لتزيين المدينة وتعزيز مكانة الفنّ في الحياة اليومية، هو في الوقت عينه، منصّة توجّه من خلالها رسائل تنطق بلسان حال قاطني برلين، وخاصة الفقراء منهم.
تشهد العاصمة الألمانية، انطلاق مهرجان برلين للجداريات الذي يتّخذ من جدران المباني نساحة لعرض لوحات فنية عملاقة، تجعل من شوارع المدينة صالات عرض لفن تشكيلي يعيد صياغة الجمال بمفرداتٍ شاعرية وأفكارٍ إنسانية.
مهرجان برلين للجداريات، الذي يعدُّ مبادرةً لتزيين المدينة وتعزيز مكانة الفنّ في الحياة اليومية، هو في الوقت عينه، منصّة توجّه من خلالها رسائل تنطق بلسان حال قاطني برلين، وخاصة الفقراء منهم.
الفنانة التشكيلية الألمانية، آن بينغارد، التي تشارك في التظاهرة تجد أن هذا المهرجان مثيرٌ للجدل، ذلك "لأن شركات العقارات اشترت الكثير من المباني في برلين، وهي، أي الشركات، تستخدم الفن في جميع أنحاء ألمانيا للإرتقاء بمستوى الأحياء وجعلها أكثر جمالاً، وهو بالطبع أمر جيد للقاطنين، للكثير من الناس".
وتتابع قائلة: "لكن القائمين على شركات العقارات، من ناحية أخرى، يلمّعون صورتهم بالفن"، في إشارة منها إلى السمعة السيئة لشركات العقارات في استغلالها للمواطنين من ذوي الدخل المحدود.
ومن ناحيته، يقول الصحفي الألماني كورت توشولسكي: "مع ارتفاع رسوم الإيجارات، غادر عدد كبير من سكّان برلين مدينتهم، إذ لم يعودوا قادرين على البقاء في ظل الغلاء الذي تشهده برلين".
ويتابع كلامه قائلاً: "السياسة لدينا هنا رمادية، والفن يزدهر"، مستطرداً بالسؤال: "إلى أي حد يمكن للفنانين العيش هنا في برلين"، مشيراً بذلك إلى أن غالبية الفنانين في برلين ينتمون للطبقات الفقيرة.
يذكر أن نسخة العام الماضي من مهرجان برلين للجداريات كان طواها الغياب بسبب انتشار وباء كورونا.