فيكتور أوربان يفرش السجاد الأحمر لإيريك زمور منافس مارين لوبن

اعلان

تحت شعار "عائلات قوية من أجل أمم قوية"، دافع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وشخصيات محافظة الخميس عن "القيم العائلية" خلال قمة في بودابست حول الديموغرافيا تحولت إلى اجتماع لليمين القومي حضره ممثلون من دول أوروبية بشكل خاص.

ومن المنتظر أن يحضر الجمعة الكاتب الفرنسي المثير للجدل إيريك زمور، المرشح المحتمل للرئاسة في بلاده، ليلقي كلمة ضمن خطابات ذات توجهات "غير ليبرالية" ألقتها شخصيات سياسية غربية، حيث سيلتقي إيريك زمور الذي لم يحسم بعد ترشحه لانتخابات العام 2022، في بودابست الجمعة بفيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري.

وتنعقد قمة الديموغرافيا في بودابست كل عامين منذ 2015، لكن يطغى عليها هذا العام توجه سياسي واضح، شعاره "الدفاع عن القيم العائلية". وتعتبر القمة مجالا للسياسيين والمشاركين للحديث عن مواضيع تتعلق بالأسرة ومناهضة الهجرة.

على خشبة مسرح فاركرت بازار على ضفاف نهر الدانوب، جلس أوربان محاطاً بالعديد من قادة المنطقة، من الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى رئيس الوزراء السلوفيني يانيز جانسا.

ويمتدح القوميون الغربيون منذ أعوام "النموذج المجري"، القائم على رفض حقّ اللجوء ومناهضة الأقليات الجنسية والجندرية وتبنى سياسة قومية ورفض "إملاءات" مؤسسات الاتحاد الأوروبي، من بين أمور أخرى. وبات جزء من اليمين الأميركي متأثرا أيضا بالزعيم المجري.

"أوربان فهم تطور العالم"

قال الكاتب الفرنسي المقرب من اليمين القومي إيريك زمور الثلاثاء في تصريح لتلفزيون "سي نيوز"، "أعتبر أن أوربان فهم تطور العالم ويدافع عن هوية بلده وبالتالي هوية أوروبا". وأضاف "باسم دولة القانون، يريدون أن يفرضوا علينا نظاما إيديولوجيا، أعتبر أن ذلك غير ديموقراطي".

ومن فرنسا، شاركت النائبة السابقة عن "الجبهة الوطنية" ماريون ماريشال التي أعربت في انسجام مع بقية المشاركين عن "قلقها" بشأن الهجرة. وقالت "تشير بعض التوقعات إلى أن الفرنسيين من أصل فرنسي، إذا جاز لي القول، سيكونون أقلية بحلول عام 2060"، محذرة من شبح قيام "جمهورية إسلامية".

و كانت ماريون ماريشال وهي ابنة شقيقة زعيمة "التجمع الوطني" مارين لوبن والتي كثيرا ما تعبر عن دعمها لخالتها صرحت "إيريك زمور أصبح يثير الإزعاج". حسب ما نقلته قناة "إل سيه إي" الفرنسية.

أما زعيمة "التجمع الوطني" مارين لوبن فقد غابت عن القمة، لكنها قالت إنها "ستلتقي فيكتور أوربان في الأسابيع المقبلة، وسيتم اللقاء "في المجر على الأرجح".

أخبار سيئة لمارين لوبن؟

في سياق متصل، قال أحد المطلعين من حزب "التجمع الوطني "إنه أمر مقلق حقا، فلقاء فيكتور أوربان بإيريك زمور، علامة على أنه [أوربان] يؤيد زمور، وهذه أخبار سيئة لها."، حسب ما ذكر موقع بوليتيكو.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن لوبان "حاولت إنشاء كونفدرالية يمينية في أوروبا لكنها لم تتحقق قط". وفشلت محاولات لوبان حتى الآن لإنشاء مجموعة برلمانية كاملة في الاتحاد الأوروبي تشمل حزب "فيدس" المجري وحزب "لقانون والعدالة" البولندي، المناهض للهجرة.

من هو زمور؟

ولد زمور في مدينة مونتروي في عام 1958. هاجرت عائلته من الجزائر، الموطن الأصلي، إلى فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، ثم قررت الاستقرار والاندماج مع الثقافة العلمانية في البلاد بعد الحصول على الجنسية الفرنسية. يعرف زمور المولود في عام 1958، ويعمل ككاتب عمود في صحيفة "لوفيغارو" اليمينية الفرنسية، ومحلل في قناة "سي نيوز" و"فرنسا2" وقنوات أخرى بآرائه المعارضة لليبرالية ومواقفه الأصولية الراديكالية. وتعتبر توجهاته الفكرية مشابهة لليمين المتطرف الفرنسي، وحزبه "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان، إذ يتشاركان الأفكار ذاتها فيما يخص ملف الهجرة والإسلاموفوبيا ومستقبل الاتحاد الأوروبي.

وتحدث الكاتب الفرنسي اليميني، إريك زمو، مؤخراً عن الإجراءات التي سيتخذها في حالة وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية، وكان من أبرزها حظر تسمية أبناء المسلمين باسم "محمد".

بالنسبة لأنصار إيريك زمور، فإن الترحيب بزمور في المجر من قبل رئيس الوزراء فيكتور أوربان، "دليل على أنه سيكون مرشحا قادرا على تمثيل الاتجاه القومي في فرنسا".

الأفضلية لماكرون ولوبن

كشف استطلاع جديد للرأي حول الانتخابات الرئاسة الفرنسية أنجزه مركز "هاريس التفاعلي" ونشر الثلاثاء 21 أيلول/سبتمبر 2021، أن إيمانويل ماكرون ومارين لوبان سيحلّان في المركزين الأول والثاني بينما سيحصل إيريك زمور على 11% من نسبة التصويت.

وحسب الاستطلاع، سيصوت 55٪ من المستطلعين في الجولة الثانية من الانتخابات لصالح إيمانويل ماكرون و45٪ لمارين لوبن. وتوقع الاستطلاع أن يصوّت 39% ممن صوّتوا لكزافييه برتران في الجولة الأولى لصالح إيمانويل ماكرون في الجولة الثانية و28٪ منهم لمارين لوبن و33٪ سيمتنعون عن التصويت.