تحديد التاريخ الفعلي لوصول الفايكينغ أمريكا قبل قرون من رحلة كولومبوس

تمثال لأحد قادة الفايكينغ
تمثال لأحد قادة الفايكينغ Copyright أ ب
Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من المعروف منذ فترة طويلة أن البحارة الإسكندنافيين كانوا أول الأوروبيين الذين أبحروا إلى القارة الأمريكية بحدود العام 1000، قبل وقت طويل من وصول كريستوفر كولومبوس الذي وطأت قدماه في هذه القارة بعد ذلك بنحو خمسة قرون.

اعلان

توصل علماء إلى تحديد دقيق لتاريخ وجود الفايكينغ في أمريكا الشمالية بعد عبورهم المحيط الأطلسي، وهو عام 1021، وتمكن الباحثون من ذلك بفضل إشعاع كوني مؤرخ وجدوا أثره على قطع خشبية في الموقع.

من المعروف منذ فترة طويلة أن البحارة الإسكندنافيين كانوا أول الأوروبيين الذين أبحروا إلى القارة الأمريكية بحدود العام 1000، قبل وقت طويل من وصول كريستوفر كولومبوس الذي وطأت قدماه في هذه القارة بعد ذلك بنحو خمسة قرون.

حتى يومنا هذا، لا يزال الموقع الوحيد المعروف لاحتلال الفايكينغ هو لانس أو ميدوز، الخليج الواقع في أقصى شمال جزيرة نيوفاوندلاند، حيث لا يزال هناك أساسات ثمانية هياكل خشبية.

لكن كما أشارت الدراسة التي نُشرت أخيرا في مجلة "نيتشر"، فإن التأريخ التقليدي بالكربون 14 على مدار القرن الماضي يفتقر للدقة بدرجة كبيرة، إذ يمتد لأكثر من 250 عاما.

ومع ذلك، يؤشر كل شيء إلى احتلال قصير ومتقطع للمكان، بحسب البقايا الأثرية و"القصص الملحمية"، وهي نصوص شبه أسطورية تروي ملاحم الفايكينغ.

وقد التف الفريق بقيادة أستاذ كرونولوجيا النظائر مايكل دي وعالمة الآثار في مركز أبحاث النظائر في جامعة غرونينغن الهولندية مارغوت كويتمس، على العقبة باستخدام طريقة مبتكرة.

وقالت مارغوت كويتمس لوكالة فرانس برس إن الأرض تتعرض باستمرار للاشعاع الكوني "الذي ينتج عنه باستمرار الكربون 14 (شكل أثقل وأندر بكثير من ذرة الكربون) في الغلاف الجوي العلوي". هذا الشكل من الكربون "سيدخل دورة الكربون الذي تمتصه النباتات من خلال عملية التمثيل الضوئي".

وفي بعض الأحيان يكون الإشعاع أقوى بكثير: هذه "الأحداث" من الإشعاع الكوني ترفع فجأة مستوى الكربون 14 في الغلاف الجوي.

عاصفة شمسية

وقد عزلت دراسة يابانية اثنين من هذه "الأحداث"، عامي 775 و993، بقيت آثارهما في أشجار كان عمرها معروفا جيدا. وكان الارتفاع المفاجئ في الكربون 14 يحصل في التواريخ المعنية في حلقات نموها، تلك الدوائر التي نراها على جذع مقطوع وتساعد في تحديد عمر الشجرة.

وسعى فريق مارغوت كويتمس باستخدام مطياف الكتلة، إلى تتبع حدث 993 في ثلاث عينات من قطع الخشب المأخوذة من موقع لانس أو ميدوز. وكان الخبراء الكنديون قد قرروا أن هذه القطع استُخدمت هناك بواسطة أدوات حديدية.

ويقول العالم "عندما قمنا بقياس تركيز الكربون -14 في سلسلة من الدوائر المظلمة، وجدنا ارتفاعا حادا في إحداها، وكنا على يقين من أنه يتوافق مع عام 993".

وكان يكفي بعد ذلك حساب عدد الحلقات بين حلقة "الحدث الكوني" وآخر حلقة موجودة قبل اللحاء، لتحديد تاريخ قطع الشجرة. وكان الجواب: سنة 1021.

وحققت طريقة القياس نجاحا في قطعتين من الخشب، تمكن العلماء حتى من تحديد أن إحداهما تنتمي إلى شجرة مقطوعة في الربيع، والأخرى في الصيف والخريف.

ويحتل مركز الأبحاث النظيرية موقع الصدارة في هذه الطريقة المبتكرة للتأريخ الأثري. وهو وقّع دراسة أولى حول هذا الموضوع عام 2020، إذ حدد بدقة هيكلا أثريا في جنوب سيبيريا، باستخدام الحدث الكوني لعام 775.

وأشارت كويتمس إلى وجود "إجماع" حاليا لشرح المستويات القصوى من الإشعاع الكوني هذه من خلال "حدث شمسي، مثل عاصفة شمسية".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وفاة هاري ريد زعيم الغالبية السابق في مجلس الشيوخ الأمريكي

نافالني يعتبر منحه جائزة ساخاروف "شرفا" ويشكر البرلمان الأوروبي

كوفيد-19: ما الذي نعرفه عن متحورة دلتا بلاس؟ وفي أي بلد سجلت إصابات بها؟