قضية زكريا بطرس.. جدل في مصر بعد إعادة نشر مقاطع فيديو له مسيئة للرسول والكنيسة تتبرأ منه

الجزء الخارجي من كنيسة القديس جورج للروم الأرثوذكس في القرن العاشر، في حي القاهرة القديمة بالعاصمة المصرية، في 26 أبريل 2019
الجزء الخارجي من كنيسة القديس جورج للروم الأرثوذكس في القرن العاشر، في حي القاهرة القديمة بالعاصمة المصرية، في 26 أبريل 2019 Copyright AFP
بقلم:  Hafsa Alami Rahmouni
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

انتشر وسم "إلا رسول الله" و"عاقبوا زكريا بطرس" على منصات التواصل الاجتماعي في مصر وباقي الدول العربية بعد تداول مقطع فيديو من حلقات برنامج تلفزيوني للكاهن المسيحي السابق زكريا بطرس.

اعلان

انتشر وسم "إلا رسول الله" و"عاقبوا زكريا بطرس" على منصات التواصل الاجتماعي في مصر وباقي الدول العربية بعد تداول مقطع فيديو من حلقات برنامج تلفزيوني للكاهن المسيحي السابق زكريا بطرس.

تضمنت المقاطع المعروضة تصريحات اعتبِرت مسيئة للنبي محمد وأثارت جدلا واسعا وانتقادات لاذعة وصلت إلى حد المطالبة بمحاكمة زكريا بطرس. فيما حاول البعض تهدئة الأوضاع لتجنب الفتنة والمشادات الطائفية.

انتقادات صارخة

وخرج رواد ونشطاء مواقع التواصل في تغريدات معبرين فيها عن سخطهم الشديد على إدعاءات زكريا بطرس الكاذبة عن الرسول محمد.

كتبت لمى خاطر: "صحيح أن النكرات التي تنال من مقام النبي (صلى الله عليه وسلم) تبتغي أن تحوز شهرة أو يشار لها بالبنان، حتى لو كانت شهرة مذمومة ومدانة، إلا أن واجب المسلم أن يتصدى لكل من ينال من مقدساته، وأن يصون مكانة دينه ومقام نبيه، ما استطاع إلى ذلك سبيلا".

وقال تركي الشلهوب: "الدفاع عن رسول الله شرف .. فأحرص على نيله".

وكتب مستخدم آخر: "عمري ما شوفت شيخ سب سيدنا المسيح عليه السلام ديما اي شيخ بيحترم سيدنا المسيح لأن احنا كمسلمين واجب علينا احترام المسيح ومؤمنين بيه كرسول ، لكن يطلع علينا قس قذر يسب الرسول صلى الله عليه وسلم و يعمل فتنه و هو لا يفقه شئ لازم يتحاكم بتهمة الفتنة".

وعلق هاني رمزي، نجم النادي الأهلي والمنتخب الوطني السابق، على تصريحات زكريا بطرس المسيئة للإسلام عبر صحفته الخاصة بموقع إنستغرام: "أنا كمسيحي أرفض أي إهانة أو تطاول على الدين الإسلامي".

وأضاف رمزي: "هذا الكاهن المطرود من كنيستنا لا يمثلنا في أي شيء احذروا الفتن وتحيا مصر بشعبها المسلم والمسيحي".

ومن جهته، قال الإعلامي عمرو أديب خلال تقديمه لبرنامج "الحكاية" على قناة إم بي سي مصر، مساء السبت، إن "مصر تخطت تلك المرحلة.. ليس عندنا أقليات أو فتنة طائفية، هذا الشخص قال كلامًا حقيرا، ويجب أن نحذر من خروجه في هذا التوقيت".

من هو زكريا بطرس؟

ولد زكريا بطرس في مدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحرية بمصر سنة 1934، وهو قمص قبطي أرثوذكسي. وعمل كاهنا في أستراليا في عام 1992 ثم عاد إلى مصر ثم عمل في برايتون بالمملكة المتحدة.

اشتهر بآرائه المتعصبة وهجومه المستمر على الدين الإسلامي وسببت تصريحاته وتدويناته العديد من الفتن والمشاكل الطائفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي فترة ما بعد الألفية، ظهر بطرس في برامج الشات وأشهرها "بال توك"، حيث خصص لنفسه غرفا للدردشة جلب إليها الكثيرين لما احتوته على آراء مثيرة ومتطرفة وجدالات كبيرة مع المسلمين.

وأطلق بطرس في أبريل 2011 قناة خاصة به وأطلق عليها أسم "الفادي" من الولايات المتحدة الأمريكية، وداوم فيها على نشر الادعاءات الكاذبة على النبي محمد ومحاربة الإسلام.

الكنيسة ترد

أكدت الكنيسة الأرثوذوكسية في مصر، يوم السبت، على تصريحات الكاهن السابق زكريا بطرس أن علاقتها به انقطعت منذ أكثر من 18 عاما.

وعبرت عن رفضها لـ"أساليب الإساءة والتجريح لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة". وأضافت "نحن نحفظ محبتنا واحترامنا الكامل لكل إخوتنا المسلمين".

اعلان

وأشارت الكنيسة في بيان رسمي لها إلى أن "زكريا بطرس كان كاهنا في مصر وتم نقله بين كنائس عدة، وقدم تعليما لا يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية لذلك تم وقفه لمدة، ثم اعتذر عنه وتم نقله لأستراليا ثم المملكة المتحدة حيث علم تعليما غير أرثوذكسي أيضا، واجتهدت الكنيسة في كل هذه المراحل لتقويم فكره".

وتابعت: "الكاهن السابق قدم طلبا لتسوية معاشه من العمل في الكهنوت وقبل الطلب المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ 11 يناير 2003 ومنذ وقتها لم يعد تابعا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو يمارس فيها أي عمل من قريب أو بعيد".

وتجدر الإشارة إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعتبر واحدة من أقدم كنائس العالم. وهي أكبر كنيسة في مصر التي تسكنها أغلبية مسلمة. ويوصف أتباعها بالأقباط الأرثوذكس تمييزا لهم عن الأقباط الذين تحولوا إلى الكاثوليكية والأقباط الشرقيين.

ويذكر أن المحامي بالاستئناف العالي ومجلس لدولة، محمد عبد المنعم السحيمي، قدم بلاغا للنائب العام ضد القس زكريا بطرس على خلفية إهانة الرسول محمد والتلفظ بألفاظ غير مناسبة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انقسام في بريطانيا بشأن التوجه لوصف السجائر الإلكترونية كآلية طبية

وزارة الخارجية العراقية تبدأ بتسجيل المهاجرين الراغبين بالعودة الطوعية من بيلاروس

الأزهر: "المستوطنون لا ينطبق عليهم تصنيف المدنيين"