"هذه مهمة "ناسا" الأولى لاختبار مركبة فضائية يمكن أن تنقذ الأرض يوماً ما من صخرة فضائية مميتة".
أطلقت "سبيس إكس"، التي يملكها الملياردير إيلون ماسك أول مهمة دفاعية كوكبية من نوعها للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) خلال الساعات الأولى من هذا الأربعاء، مرسلة إلى الفضاء مركبة "درات" بهدف الاصطدام بكويكب وحرف مساره عن الأرض.
وفي هذا الشأن قال مدير خدمات الإطلاق بوكالة ناسا عمر باز خلال مؤتمر صحفي: "سنصطدم بكويكب"، مضيفاً "لا أصدق أننا نقوم بذلك".
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز العريقة في أحد عناوينها: "هذه مهمة "ناسا" الأولى لاختبار مركبة فضائية يمكن أن تنقذ الأرض يوماً ما من صخرة فضائية مميتة".
وأكد توماس زوربوشن، المدير المساعد لناسا في مديرية المهمات العلمية أن وكالة الفضاء المعروفة باسم "مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوجة"، أو ما يطلق عليها "دارت" تحاول معرفة "كيفية صرف التهديد الذي قد يأتي" تجاه الأرض، حيث قال: "كونوا مطمئنين. الصخرة في الوقت الحالي لا تشكل تهديدًا".
وتطلق "سبيس إكس" مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوجة "دارت"على صاروخ فالكون 9 من قاعدة فاندنبرغ للقوة الفضائية في كاليفورنيا، مع نافذة إقلاع تبدأ عند الواحدة وعشرين دقيقة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
"دارت" هي مركبة فضائية يبلغ وزنها 610 كيلوغرامات وستقضي 10 أشهر في السفر إلى زوج من الكويكبات، والتي تسمى ديديموس وديمورفوس. وقام مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية في ماريلاند ببناء "دارت"، بينما ساهمت شركة الفضاء "ريدواير" في ملاحة المركبة الفضائية والمصفوفات الشمسية التي ستعمل عليها. والهدف من هذه المهمة هو إستهداف أصغر الكويكبات، ديمورفوس، بواسطة المركبة الفضائية، التي تبلغ سرعتها حوالي 15 ألف ميل في الساعة ومعرفة كيف يغير التأثير مسار الكويكب.
تكلف مهمة "دارت" وكالة ناسا نحو 330 مليون دولار في المجموع ، مع فوز "سبيس إكس" بعقد بقيمة 69 مليون دولار في عام 2019 للإطلاق. إنها ليست فقط أول مهمة دفاعية كوكبية لناسا، ولكن "دارت" تمثل أيضًا مهمة "سبيس إكس" الأولى لإطلاق مركبة فضائية باتجاه جسم كوكبي آخر.
وقد أكدت جوليانا شيمان، مديرة بعثات الأقمار الصناعية المدنية في "سبيس إكس"، خلال مؤتمر صحفي: "هذه فقط أروع مهمة. شكراً لكم جميعاً على تمكين سبيس إكس لتكون جزءاً من مهمة دفاع كوكبية مهمة حقاً".
يُذكر أن "سبيس إكس" قامت باختبار صاروخ فالكون 9 يوم الجمعة الماضي استعداداً للإطلاق.
ولإعطاء إحساس بالحجم، فإن كويكب ديمورفوس يقارب حجم الهرم الأكبر في الجيزة، في حين أن قطر الكويكب ديديموس أعرض من برج مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك. بعد الوصول إلى الكويكبات، وقبل أن تصطدم بديمورفوس، ستنشر المركبة الفضائية "دارت" قمراً صناعياً صغيراً على شكل مكعب لالتقاط صور لحدث الارتطام.
أثناء اختبار البعثة لطريقة للدفاع الكوكبي، أكد زوربوشن أن ناسا ليست على علم بأي مخاطر على المدى القريب على الأرض. هناك مليارات من الكويكبات والمذنبات التي تدور حول الشمس، لكن القليل منها فقط لديه فرصة للارتطام بالأرض ولفترة طويلة جداً. وقال زوربوشن: "من بين جميع الأجسام القريبة من الأرض التي نعرفها اليوم، لا يشكل أي منها تهديداً في غضون 100 عام أو نحو ذلك".