شاهد: جبالُ الألب.. سريالية الهجرة وتجليات الإنسانية

مهاجران من أفغانستان يحاولان الوصول إلى فرنسا عبر جبال الألب، 12 ديسمبر 2021
مهاجران من أفغانستان يحاولان الوصول إلى فرنسا عبر جبال الألب، 12 ديسمبر 2021 Copyright Daniel Cole/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved
Copyright Daniel Cole/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بعد أن شيّدت دولٌ أوروبية حواجز حدودية منيعة تحول دون تمكّن المهاجرين من الوصول إلى الغرب الأوروبي، سارع متطوعون إلى العمل من أجل إنقاذ المهاجرين واللاجئين الذين اتخذوا جبال الألب طريقاً بديلاً للوصول إلى الدول الغربية.

اعلان

ما أن يوطّن فصلُ الشتاء أشياءه المرعبة في جبال الألب، حتى يبدأ المهاجرون واللاجئون رحلتهم إلى حلمٍ مشتهى عبر مسارب الموت الشاهقة التي تفصل إيطاليا عن فرنسا، هناك حيث ينحت البرد تماثيل الهلاك ويزرعها بين الخطوات الراجفة والأنفاس المتجمّدة.

ووسط بياض قاتم تعجز فيه العيون عن قراءة تضاريس المكان، وحيث تتجمد دموع المهاجرين في محاجرهم وهم يحاولون عبثاً إدراك الحد الفاصل بين السماء والأرض.. في هذا المشهد السوريالي، ثمة معطىً آخر تتجلى فيه معاني الإنسانية في أنبل مظاهرها.. والحديث هنا عن أولئك المتطوعين الذين نذروا أنفسهم من أجل إنقاذ المهاجرين واللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في تلك الجبال.

ولعلّ أول ما يقوم به المتطوعون حين يصادفون المهاجرين، هو إعطاؤهم ما يخفف عنهم وطأة البرد القارص، من أغطية و"مدافئ" يدوية، بعدها يساعدونهم على الاختباء في تلك الغابات الثلجية إلى حين تصبح الرؤية ممكنة، بعدها يصحبونهم إلى السيارات التي تكون بانتظارهم لتنقلهم من القمم المتجمدة إلى الملاجئ الدافئة.

فبعد أن شيّدت دولٌ أوروبية حواجز حدودية منيعة تحول دون تمكّن المهاجرين من الوصول إلى الغرب الأوروبي، سارع متطوعون إلى العمل من أجل إنقاذ المهاجرين واللاجئين الذين اتخذوا جبال الألب طريقاً بديلاً للوصول إلى الدول الغربية.

والعقيدة التي تدفع المتطوعين للعمل وسط المخاطر لإنقاذ المهاجرين، هي عقيدة إنسانية خالصة تقوم على أن هؤلاء الذين اضطّرتهم ظروفهم القاهرة إلى مغادرة أوطانهم والبحث عن حياة آمنة وكريمة ومستقرة، إنما هم ضحايا ويجب مساعدتهم للخلاص الظلم.

يقول المتطوع باكوريت فورست، وهو مدرس متقاعد: "لماذا نفعل هذا؟ لأن البحارة لا يتركون شخصاً يموت في البحر أبداً، وكذلك لن يترك متسلق الجبال شخصاً يموت في الجبال"، في إشارة إلى أن المنقذين جميعهم هم هواة أو محترفي تسلق الجبال والتزلج على الجليد.

ويعتقد أولئك المتطوعون أن إنسانيتهم ستشوبها ندوبٌ بشعة في حال تقاعسوا عن إنقاذ النساء الحوامل والأطفال والرجال وكبار السن الذين يسلكون طريق جبال الألب بعد أن سدّ السياسيون الشعبويون الأوروبيون في وجهوهم طرق الهجرة الأقل خطراً، بذريعة أن هؤلاء المهاجرين، ولا سينما المسلمين والأفارقة، يهددون نمط العيش والتقاليد الليبرالية في دول الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي يستنكره المتطوعون جملة وتفصيلاً.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: في جولة فريد من نوعها.. فرنسا تسمح للصحافة بدخول غواصة فرنسية تعمل بالطاقة النووية

شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على الحريق الذي نشب فيها

باريس تستعد للألعاب الأولمبية وسط مخاوف أمنية وماكرون يتحدث عن خطط بديلة