أصبح عبور القناة من قبل مهاجرين يحلمون بالسفر إلى إنكلترا معضلة سياسية لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الداخلية بريتي باتيل، لا سيّما وأنّ زعيم حزب المحافظين وعد مواطنيه بتشديد الخناق على الهجرة في أعقاب خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي.
اعلانيواصل العديد من المهاجرين غير الشرعيين محاولاتهم للوصول إلى المملكة المتحدة بشتى الوسائل. البعض منهم يحاول التسلل على متن شاحنات التي تغادر فرنسا باتجاه المملكة المتحدة. هذه الممارسة خطيرة للغاية حيث لقي مراهق حتفه مؤخرا بعد سقوطه تحت عجلات شاحنة.
ويمكن تغريم سائقي الشاحنات بمبلغ يصل إلى 2000 جنيه إسترليني في حالة العثور على أشخاص يحاولون دخول بريطانيا بشكل غير شرعي، حتى لو كان ذلك دون دراية منهم. وتؤكد الشرطة الفرنسية أن عدد الأشخاص الذين يحاولون ركوب الشاحنات التي تمر عبر كاليه آخذ في الازدياد.
أفادت أرقام جديدة أنّ ما لا يقلّ عن 28395 مهاجرا غير شرعي عبروا العام الماضي من فرنسا إلى إنكلترا على متن قوارب صغيرة أقلّتهم عبر بحر المانش في رحلة محفوفة بالمخاطر، في عدد قياسي يناهز خمسة أضعاف ذلك المسجّل في 2020. وفي 2020 بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين عبروا القناة حوالي 8400 شخص. وعلى ما يبدو فإن محاولات العبور عبر الشاحنات تشهد زيادة ملحوظة.
كما بلغت إجمالي عدد المحاولات لعبور بحر المانش العام الماضي 52 ألف محاولة كما تم تسجيل 36 حالة وفاة لمهاجرين أثناء محاولتهم الوصول إلى بريطانيا.
قضية المهاجرين من فرنسا إلى المملكة المتحدة عبر المانش أدت إلى توتر العلاقات بين فرنسا والمملكة المتحدة حيث تتهم لندن باريس باستغلال هذا النزاع للضغط على المملكة المتحدة بشأن قضايا أخرى مثل الصيد أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتعتبر لندن أن قضية الهجرة لن تحل قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في الربيع المقبل.