مسلسل "حروب للجزائر" الوثائقي.. بحث تاريخي غير مسبوق في ذاكرة الاستعمار الفرنسي

صورة أرشيفية لجنود فرنسيين في الجزائر عام 1956.
صورة أرشيفية لجنود فرنسيين في الجزائر عام 1956. Copyright AP/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بدعم مقدم من المعهد الوطني للمرئي والمسموع (INA) في فرنسا، صوّر المخرج رافاييل ليفاندوفسكي والمؤرخة رافاييل برانش 66 شاهداً من آفاق مختلفة جداً في فرنسا والجزائر، في مقابلات تبلغ مدة كل منها نحو ساعتين.

اعلان

يقوم المسلسل الوثائقي "حروب للجزائر" الذي يتناول الصراع الاستعماري بين فرنسا والجزائر ويُعرض مطلع آذار/مارس المقبل، على بحث غير مسبوق يتعلق بالذاكرة، إذ يتضمن أكثر من 60 شهادة من جانبَي البحر الأبيض المتوسط.

180 ساعة من المقابلات ستُعرض كاملة على البث التدفقي

بدعم مقدم من المعهد الوطني للمرئي والمسموع (INA) في فرنسا، صوّر المخرج رافاييل ليفاندوفسكي والمؤرخة رافاييل برانش 66 شاهداً من آفاق مختلفة جداً في فرنسا والجزائر، في مقابلات تبلغ مدة كل منها نحو ساعتين.

وبلغت المحصلة بعد ثلاث سنوات من العمل 180 ساعة من المقابلات تُعرض كاملة بحرفيتها عبر الإنترنت اعتباراً من الثلاثاء على موقع INA، ثم على المنصة التعليمية العامة Lumni في 10 آذار/مارس.

وتشكل هذه الشهادات العنصر الرئيسي في المسلسل الوثائقي "حروب للجزائر" الذي أنتج بالاشتراك مع قناة آرتي الفرنسية الألمانية، وتُعرض حلقاته الست التي تبلغ مدتها 52 دقيقة مساء الأول والثاني من آذار/مارس المقبل.

ويضم المسلسل كل وجهات النظر، من المدنيين الجزائريين ، أو فرنسيي الجزائر، أو المجندين والعسكريين المحترفين الفرنسيين الذين خدموا فيها، أو النشطاء من أجل الاستقلال في صفوف جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية، أو مقاتلي جيش التحرير الوطني، أو مثقفين وطلاب، أو موظفي الإدارة الفرنسية في الجزائر وأعضاء منظمة الجيش السري المعارضة للاستقلال، أو الحركيين (المنضوين كمدنيين لمساعدة الجيش الفرنسي) و"حملة الحقائب" الفرنسيين الداعمين لاستقلال الجزائر...

آليات الصراع بين عامي 1954 و 1962

كما يشرح المسلسل الوثائقي آليات الصراع بين عامي 1954 و 1962 ، بواسطة تعليق صوتي للممثلة الجزائرية الفرنسية لينا خضري ، يربط بين هذه الشهادات التي ترافقها صور ومشاهد أرشيفية.

وقالت رافاييل برانش لوكالة فرانس برس "أردنا أن نروي الحرب من وجهات نظر عدة لإظهار التعدد في التجارب".

ولاحظت أن: "الحرب لم تبدأ بالضبط عام 1954 في نظر الناس في ذلك الوقت. فالبعض بدأت الحرب بالنسبة إليهم مع وصول الفرنسيين إلى الجزائر، وبالنسبة للآخرين بدأت عام 1960".

وأضافت أن: "الأشخاص الذين عايشوا هذه الحقبة يجدون أحياناً صعوبة في فهم بعضهم بعضاً لأن تصوراتهم تختلف باختلاف ما إذا كانوا في وهران أو أوزيس أو ستراسبورغ".

من هنا اختير عنوان المسلسل بصيغة الجمع، تعبيراً عن هذا التعدد، ولإظهار اختلاف "الدوافع" التي يراها الناس للصراع و"المفاهيم المختلفة" للجزائر ، على قول المؤرخة.

وعلى النحو نفسه، تبرز داخل المعسكرين الرئيسيين المتعارضين فروق دقيقة في الالتزام، سواء بين المجندين الشباب الذين جاؤوا للدفاع عن فرنسا في الجزائر وأنصار منظمة الجيش السري المستعدين لارتكاب اعتداء أو الشقاق بين الوطنيين الجزائريين حول رؤيتهم للجزائر المستقلة.

وقال المخرج رافاييل ليفاندوفسكي لوكالة فرانس برس إن: "المفارقة في نهاية المطاف في نزاع بهذه الدرجة من العنف تتمثل في أن الجميع أكدوا أنهم يقاتلون من أجل الأرض نفسها". وأضاف "هذا أكثر ما فاجأني مقارنة بالنزاعات الأخرى التي عملت عليها".

وأكد المخرج أنه حرص على توفير "البيئة نفسها" خلال تصوير جميع من أدلوا بشهادات في المسلسل، من خلال اعتماد قواعد تصوير متطابقة، سواء أكانوا "في باريس أو الجزائر العاصمة أو في أعماق الجزائر".

وحفل هذا العمل الضخم الذي عقدته قيود السفر المرتبطة بالجائحة بمشاعر التأثر لدى كثر ممن أدلوا بشهاداتهم، وبينهم عدد كبير من كبار السن.

وقالت برانش "لربما كان في إمكان بعض الشهود أن يتحدثوا من قبل، والبعض الآخر لم يكن ليستطيع، أما البعض الآخر فتحدث لأنها ربما الفرصة الأخيرة التي قد تتاح له لذلك، مما زاد درجة القوة العاطفية لبعض الشهادات".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

البرلمان الفرنسي يصادق على قانون طلب "الصفح" من الجزائريين الذين قاتلوا في الجيش الفرنسي

ماكرون وتبون يناقشان مسألة تهدئة ذاكرة الاستعمار الفرنسي وحرب الجزائر عبر الهاتف

مدينة خنشلة الجزائرية بجبال الأوراس ترتدي حلّة بيضاء بعد تساقط مكثف للثلوج