دخل غزو أوكرانيا الذي سمح لروسيا بالسيطرة على عشرين بالمئة من أراضيها، يومه المئة الجمعة ويتركز حاليا على منطقة دونباس (شرق) ومدينتها الاستراتيجية سيفيرودونيتسك.
تقدمت القوات الروسية إلى عمق مدينة سيفيرودونتسك الصناعية المدمرة في شرق البلاد، لكن القوات الأوكرانية ما زالت صامدة هناك يوم الجمعة مع مرور 100 يوم على بدء هجوم روسيا على جارتها.
قال وزير الدفاع الأوكراني إن قواته تتدرب بالفعل في أوروبا على تشغيل أنظمة صاروخية جديدة ومتطورة تعهدت بإرسالها الولايات المتحدة وبريطانيا هذا الأسبوع، والتي تأمل كييف أن تساعد في تغيير دفة المعركة لصالحها في الأسابيع المقبلة.
واستمرت الحرب التي تعتقد الدول الغربية أن روسيا خططت للفوز بها في غضون ساعات، لأكثر من ثلاثة أشهر، مع تراجع القوات الروسية من العاصمة لكنها شنت هجوما جديدا كبيرا في الشرق.
بوتين معزول
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين ارتكب "خطأ استراتيجيا وأساسيا" بمهاجمته أوكرانيا وهو اليوم "معزول".
وقال ماكرون في مقابلة مع الصحافة الفرنسية الإقليمية "أعتقد، وقد قلت له ذلك، أنه ارتكب خطأ تاريخيا وأساسيا بحق شعبه وبحق نفسه وبحق التاريخ".
وأضاف في اليوم المئة للنزاع "أعتقد أنه عزل نفسه... معرفة كيفية الخروج منها طريق صعب".
وكرر الرئيس الفرنسي أنه يجب "عدم إذلال روسيا حتى نتمكن في اليوم الذي يتوقف فيه القتال من إيجاد مخرج عبر القنوات الدبلوماسية".
ماريوبول جديدة؟
اتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بالسعي إلى جعل سيفيرودونتسك "ماريوبول جديدة".
فهذا الميناء الاستراتيجي الواقع على بحر آزوف واحتلته القوات الروسية منذ منتصف أيار/مايو بعد استسلام أكثر من ألفي مقاتل أوكراني كانوا قد تحصنوا في مجمع صناعة الصلب في آزوفستال، دُمر جزء كبير منه في القصف الروسي إلى حد كبير.
وما زال الضغط الروسي كبيرا أيضا على دونيتسك وسلوفيانسك المنطقة الأخرى في دونباس التي تبعد حوالى 80 كلم غرب سيفيرودونيتسك. ويعاني سكان المنطقة نقصا الغاز والمياه والكهرباء خصوصا.
وتنتظر أوكرانيا تسلم أنظمة إطلاق صواريخ أقوى وعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن على أمل أن يغير ذلك ميزان القوى على الأرض.
وأكدت روسيا الخميس أنها أوقفت تدفق "المرتزقة" الأجانب الراغبين في القتال إلى جانب جيش كييف بعدما ألحقت خسائر فادحة به في الأسابيع الأخيرة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن عدد المقاتلين الأجانب "انخفض إلى النصف تقريبا" من 6600 إلى 3500، موضحة أن "عددا كبيرا" منهم يفضل مغادرة "البلاد" في أسرع وقت ممكن.
وقُصفت خطوط السكك الحديدية في منطقة لفيف (غرب) حيث تصل الأسلحة التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا من قبل الدول الغربية، وهي مساعدات دانتها موسكو.
في الجنوب يشعر الأوكرانيون بالقلق من احتمال ضم المناطق التي احتلتها القوات الروسية بينما تحدثت موسكو عن تنظيم استفتاءات اعتبارا من تموز/يوليو.
وقالت القيادة الأوكرانية للمنطقة الجنوبية مساء الخميس إن القصف الروسي في ميكولايف بالقرب من أوديسا، أدى إلى سقوط قتيل واحد على الأقل وجرح عدد من المدنيين.
على الصعيد الدبلوماسي، وافقت دول الاتحاد الأوروبي الخميس على حزمة سادسة من العقوبات ضد موسكو، بما في ذلك فرض حظر، مع استثناءات، على مشتريات النفط. لكنها تراجعت عن إدراج رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل على لائحتها السوداء بضغط من المجر.
اتفاق الدول ال27
يفترض أن يحصل نص الاتفاق على موافقة مكتوبة من كل من الدول الأعضاء لنشره الجمعة في الجريدة الرسمية للإتحاد من أجل دخول الإجراءات حيز التنفيذ، حسبما ذكرت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وقال نائب رئيس الوزراء للطاقة الكسندر نوفاك إن "المستهلكين الأوروبيين سيكونون أول من يعاني من هذا القرار". وأضح أنه "لن ترتفع أسعار النفط فحسب، بل سترتفع أيضا أسعار المنتجات النفطية"، مؤكدا "لا أستبعد حدوث عجز كبير في المنتجات البترولية في الاتحاد الأوروبي".
في الولايات المتحدة، أعلنت إدارة بايدن عقوبات جديدة تستهدف مجموعة من الأثرياء القريبين من السلطة أو أفراد من "النخبة" في موسكو، بمن فيهم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
وقال زيلينسكي مساء الخميس "إنني ممتن للرئيس بايدن ولجميع أصدقائنا الأميركيين ولشعب الولايات المتحدة لدعمهم".
من جهته، صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الخميس أن الدول الغربية يجب ان تستعد "لحرب استنزاف" على "أمد طويل".
وكان ستولتنبرغ صرح الأربعاء في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن أن الحرب في اوكرانيا "يمكن أن تنتهي غدا اذا أوقفت روسيا عدوانها".
وأضاف "لكننا لا نرى أي بوادر في هذا الاتجاه في هذه المرحلة".
ورأى بلينكن من جهته أن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا ستستمر "عدة أشهر" أخرى.