بعد ثلاثة أسابيع من اجتماعهما في طهران، يلتقي رئيس الدولة التركي بنظيره الروسي في سوتشي، متسلحا بنجاحه الدبلوماسي الأخير في التوصل بوساطته إلى الاتفاق الدولي على استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر مضيق البوسفور.
أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان عزمهما على التعاون ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا. جاء ذلك في بيان مشترك عقب اجتماع ثنائي بين الزعيمين.
ووفقا للبيان اتفق الزعيمان، خلال الاجتماع الذي استمر أربع ساعات في منتجع سوتشي على البحر الأسود يوم الجمعة، على اتخاذ خطوات لزيادة حجم التجارة وتلبية توقعات الطرفين بشأن قضايا الاقتصاد والطاقة.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله إن الرئيس الروسي ونظيره التركي اتفقا على تحويل جزء من مدفوعات الغاز الروسي إلى الروبل.
وذكرت وكالة تاس للأنباء أن الزعيمين اتفقا أيضا على تعزيز التعاون في مجالات النقل والزراعة والبناء خلال الاجتماع، الذي استمر أربع ساعات في منتجع سوتشي على البحر الأسود يوم الجمعة.
ونقلت وكالة تاس عن البيان المشترك، الذي أصدره بوتين وأردوغان، أنهما شددا أيضا على ضرورة ضمان تنفيذ الاتفاقات الخاصة بالحبوب، التي تم التوصل إليها في إسطنبول، ومن بينها تصدير الحبوب الروسية بدون عوائق.
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة عن أمله في توقيع اتفاق لتعزيز التعاون الاقتصادي مع تركيا، لدى استقباله نظيره التركي رجب طيب إردوغان في سوتشي بجنوب روسيا. وقال بوتين في بداية اللقاء بين الرئيسين "آمل أن نتمكن اليوم من توقيع مذكرة حول تعزيز روابطنا الاقتصادية والتجارية"، بحسب مشاهد بثها التفزيون الروسي.
وشكر بوتين الرئيس التركي على الجهود التي بذلها وسمحت بالتوصل إلى اتفاق بين موسكو وأوكرانيا لاستئناف تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. وقال "بفضل مشاركتكم المباشرة ووساطة الأمين العام للأمم المتحدة، تمت تسوية المشكلة المرتبطة بإمدادات الحبوب الأوكرانية القادمة من موانئ البحر الأسود" مضيفا "بدأت عمليات التسليم وأود أن أشكركم على ذلك".
كذلك شدد على دور أنقرة في نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب ترك ستريم، وقال "يجب أن يكون الشركاء الأوروبيون ممتنين لتركيا لتأمينها نقل الغاز الروسي بدون توقف".
من جانبه، أبدى إردوغان أمله في أن يتيح لقاؤه مع بوتين "فتح صفحة مختلفة تماما في العلاقات" بين البلدين، مؤكدا أن الوفدين أجريا محادثات "بناءة جدا" ولا سيما حول التجارة والسياحة.
كما ذكر أنه سيبحث مع بوتين مسألة سوريا حيث تهدد أنقرة بشن عملية عسكرية ضد مجموعات كردية يعتبرها "إرهابية"، وهو ما تعارضه موسكو.
وقال إردوغان بهذا الصدد إن "بحث التطورات في سوريا بهذه المناسبة سيسمح بإحلال الهدوء في المنطقة" مضيفا "تضامننا في مكافحة الإرهاب مهم جدا".
من جهة أخرى، أكد الرئيس التركي عزمه على التثبت من أن تشييد مجموعة روساتوم الروسية محطة نووية في أكويو بجنوب تركيا سيسير حسب "الجدول الزمني المحدد" في حين هدد خلاف بتأخير تنفيذ هذا المشروع العملاق.
وبعد ثلاثة أسابيع من اجتماعهما في طهران، يلتقي رئيس الدولة التركي بنظيره الروسي في سوتشي، متسلحا بنجاحه الدبلوماسي الأخير في التوصل بوساطته إلى الاتفاق الدولي على استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر مضيق البوسفور.
وبموجب الاتفاق، غادرت ثلاث سفن جديدة محملة بالذرة موانئ أوكرانيا صباح الجمعة متوجهة إلى إيرلندا والمملكة المتحدة وتركيا.