أوكرانيا تقر للمرة الأولى بضرب قواعد روسية في شبه جزيرة القرم

دخان يتصاعد من مستودع للذخيرة في قرية ميسكوي القرم التي ضمتها موسكو جراء  عمل "تخريبي" وفق الكرملين. 2022/08/16
دخان يتصاعد من مستودع للذخيرة في قرية ميسكوي القرم التي ضمتها موسكو جراء عمل "تخريبي" وفق الكرملين. 2022/08/16 Copyright أ ف ب
Copyright أ ف ب
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أقال الجيش الأوكراني "إن أوكرانيا تقر للمرة الأولى بضرب قواعد روسية في شبه جزيرة القرم". في المقابل اقترح الحزب الحاكم في روسيا يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر لاستفتاء ضم الأراضي الأوكرانية المحتلة.

اعلان

أكّد الرئيس الروسي فولوديمير زيلينسكي الأربعاء أنّ قواته استعادت بلدات عدة من الروس في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، من دون مزيد من التفاصيل.

وقال زيلينسكي في رسالته المصورة اليومية التي تبثّ مساء عبر شبكات التواصل الاجتماعي: "هذا الأسبوع، لدينا أنباء سارة من منطقة خاركيف"، مشيراً إلى أنّ البلدات التي استعادتها القوات الأوكرانية والتي لم يسمّها "عاد العلم الأوكراني يرفرف فيها".

إلى ذلك اعترف رئيس أركان الجيش الأوكراني فاليري زالوجني الاأربعاء للمرة الأولى بتنفيذ ضربات صاروخية استهدفت في آب/اغسطس قواعد روسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا مهددا بمواصلة هذا النوع من العمليات.

وكتب في مقال نشرته وكالة أنباء "أوكرينفورم" الحكومية، أن أوكرانيا "نفذت بنجاح ضربات صاروخية على قواعد عسكرية للعدو خصوصا على مطار ساكي".

كان سمع دوي انفجارات مطلع آب/أغسطس في هذا المطار الروسي الواقع في شبه جزيرة القرم، وتسببت في مقتل شخص وإصابة آخرين وتدمير ذخيرة يستخدمها سلاح الجو. ولم تعترف كييف رسميا حتى الآن بمسؤوليتها عن هذا الهجوم، ولا عن هجوم آخر أصاب مستودع ذخيرة في شمال شبه جزيرة القرم بعد بضعة أيام.

وأضاف زالوجني قائلا: "إن مهمة القوات المسلحة الأوكرانية لعام 2023" هي الاستمرار في "تحويل القتال" إلى شبه جزيرة القرم حيث لموسكو "تجمعات كبيرة من القوات" تستخدمها في غزوها أوكرانيا.

ودعا زلوجني الذي نادرا ما يتحدث في الإعلام، داعمي أوكرانيا الغربيين إلى إرسال مزيد من الأسلحة بعيدة المدى، وأوضح أن مدى صواريخ كروز الروسية يصل إلى ألفي كيلومتر فيما لا يتجاوز مدى صواريخ القوات الأوكرانية 100 كيلومتر.

في الجانب الروسي، اقترح الحزب الحاكم في روسيا الثلاثاء إجراء استفتاء في المناطق الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية لضمها إلى روسيا، في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال الحزب الذي يتزعمه الرئيس فلاديمير بوتين، إن الأمين العام لمجلس روسيا المتحدة أندريي تورتشاك أكد أن "دونيتسك ولوغانسك والكثير من المدن الروسية الأخرى ستتمكن من العودة إلى بر الأمان. والعالم الروسي الذي تقسمه راهنا حدود رسمية سيستعيد وحدة أراضيه". وتحتفل روسيا في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر بيوم الوحدة الوطنية.

قوة دولية للسلام في زابوريجيا

طالبت أوكرانيا الأربعاء بإرسال جنود لحفظ السلام إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تسيطر عليها روسيا غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية دعا إلى إقامة "منطقة أمنية" لتجنب أي حادث نووي في المحطة.

وقالت الوكالة في تقريرها إن الوضع في المحطة النووية الأكبر في أوروبا: "لا يمكن أن يستمر". وكان فريق خبراء تابع للوكالة قد تفقد الموقع الأسبوع الماضي. ودعا التقرير إلى إقامة منطقة أمنية منزوعة السلاح في المنشأة الواقعة بجنوب أوكرانيا والتي سيطر عليها الروس في آذار/مارس.

تبادل اتهامات

تتبادل أوكرانيا وروسيا الاتهامات بقصف المنشأة الذي تواصل الثلاثاء رغم نشر تقرير الوكالة. وحذر رئيس الوكالة الأوكرانية المسؤولة عن الأمن النووي من أن وقوع حادث نووي في المحطة يمكن أن يؤثر في بلدان مجاورة. وقال أوليغ كوريكوف للصحافيين في حال حدوث أضرار في قلب المفاعل: "ستكون هناك عواقب ليس على أوكرانيا وحدها بل وبوضوح، عواقب خارج الحدود".

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إن روسيا لم تنشر عتادا عسكريا في محطة زابوريجيا، مضيفا قوله إنه "يثق بالتأكيد" في تقرير الوكالة. لكن موسكو كانت قد طلبت في وقت سابق "توضيحات" من الوكالة.

مثل فوكوشيما

زار فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمّ 14 خبيرا محطة زابوريجيا الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن يبقى اثنان منهم على الأقل بشكل دائم لضمان سلامة المنشأة. لكن فُصل المفاعل الأخير الذي كان يعمل عن الشبكة الإثنين، بعد أن تسبب قصف في اشتعال حريق.

وحذرت كارين هيرفيو رئيسة معهد الحماية من الإشعاع والسلامة النووية في فرنسا من خطر "سيناريو مشابه لفوكوشيما"، في إشارة إلى الكارثة النووية اليابانية عام 2011.

وقالت لإذاعة فرانس إنفو الأربعاء "لسنا محصنين ضد عمليات القصف (في المحطة)، التي حتى لو لم تؤثر بشكل مباشر على المفاعلات يمكن أن تؤدي إلى انبعاثات مشعة في البيئة".

غاز وقمح

ومع دخول الحرب شهرها السابع ومقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بدأ ينكشف حجم الكلفة الدولية للأزمة. وتواجه الحكومات ارتفاعا كبيرا في أسعار الطاقة ونقصا خطيرا في الحبوب.

وتستعد أوروبا بشكل خاص لشتاء صعب وخصوصا بعد أن أوقفت روسيا شحنات الغاز الطبيعي عبر خط نورد ستريم الرئيسي إلى القارة. ونفى بوتين الأربعاء أن تكون روسيا تستخدم الطاقة سلاحا فيما تواجه عقوبات فرضتها دول الغرب عليها على خلفية غزوها لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

اعلان

واعتبر بوتين أن تحديد سقف محتمل لأسعار الغاز الروسي من قبل الأوروبيين سيكون "حماقة". وأضاف قائلا: "لن نرسل أي شيء على الإطلاق إذا تعارض مع مصالحنا، مصالحنا (الاقتصادية) في هذه الحالة. لا غاز، لا نفط، لا فحم، لا زيت وقود، لا شيء".

شل الغزو صادرات القمح من أوكرانيا، إحدى أكبر الدول المصدر للحبوب في العالم، التي ارغمت على وقف جميع الشحنات تقريبا عقب الغزو ما تسبب بأزمة غذاء عالمية.

واستؤنفت صادرت الحبوب من موانئ البحر الأسود في تموز/يوليو بعد توقيع كييف وموسكو اتفاقا بضمانة الأمم المتحدة وتركيا. لكن بوتين قال الأربعاء إن غالبية صادرات الحبوب يتم شحنها إلى دول الاتحاد الأوروبي وليس إلى دول نامية.

viber

وفي بروكسل اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء، أن يقدم الاتحاد الأوروبي خمسة مليارات يورو لمساعدة أوكرانيا في التعامل مع تداعيات الحرب، وهي الدفعة الثانية من حزمة قدرها تسعة مليارات لسنة 2022 وافق القادة الأوروبيون عليها في 18 أيار/مايو.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

غواصون روس يتفقدون الأضرار بجسر القرم

أوروبا ستكشف عن خطة للتعامل مع أزمة الطاقة الأسبوع المقبل

شاهد: قصف مبنى سكني قرب مكتب الإدارة العسكرية الإقليمية بخاركيف الأوكرانية