تدعم واشنطن وموسكو أطرافا مختلفة في سوريا، إذ يدعم الكرملين الرئيس السوري بشار الأسد بينما قدمت واشنطن الدعم لميليشيا يقودها الأكراد قاتلت ضد تنظيم الدولة الإسلامية وأقامت منطقة حكم ذاتي
قبل عامين، اصطدمت الدوريات الأمريكية والروسية ببعضها البعض في شمال شرق سوريا، وأسفرت المواجهة عن إصابة أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية، ودفع إدارة ترامب للتنديد بالروس ووصفهم بأنهم "غير محترفين".
أما في الأسبوع الماضي، فقد التقى الجيشان في حقل نفطي بالقرب من بلدة القحطانية في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، بالقرب من الحدود مع تركيا، لكن بدلا من التفاعل العدائي بين القوتين النوويتين، كانت النتيجة هذه المرة ابتسامات ومصافحة والتقاط صور جماعية.
ردود الأفعال
أثارت هذه المشاهد ردود أفعال متباينة لدى رواد منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، فهناك من رآها طريفة وغريبة في نفس الوقت، وهناك من انتقد الطرفين مستذكرين تداعيات وجود كل منهما في المنطقة.
وقال المعارض السوري بسام جعارة، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، إن مشهد الجنود الروس والأمريكيين "يعكس تعايشا استثنائيا بين القوتين.. على حساب دماء الشعب السوري!".
ويرى الكاتب والباحث التركي، أيوب صاغجان، أن الجنود "ليسوا معادين لبعضهم البعض" لأن "عداؤهم للمسلمين فقط".
وقال الأكاديمي الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخبير في شؤون سوريا، جوشوا إم لانديس، إنه من الجميل رؤية توافق القوات الأمريكية والروسية في مكان ما، مشيرا إلى أن "سوريا بحاجة بالتأكيد إلى مزيد من التعاون و قتال أقل".
تجدر الإشارة إلى أن الجنود الروس، الذين دعموا أهداف الأسد منذ عام 2015، تمركزوا في شمال شرق سوريا في عام 2019 بناءً على طلب كل من الحكومة السورية وحلفاء أمريكا الأكراد بعد قرار الرئيس السابق دونالد ترامب سحب بعض القوات الأمريكية من المنطقة.
وتدعم واشنطن وموسكو أطرافا مختلفة في سوريا، إذ يدعم الكرملين الرئيس السوري بشار الأسد بينما قدمت واشنطن الدعم لميليشيا يقودها الأكراد قاتلت ضد تنظيم الدولة الإسلامية وأقامت منطقة حكم ذاتي.