عزف النشيد الوطني الأوكراني في خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية الجمعة من المدينة. وكانت خيرسون أول مدينة سقطت في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير الماضي.
أعلن وزير الخارجيّة الأوكراني دميترو كوليبا أنّ "الحرب مستمرّة"، وذلك بعد نجاح بلاده الجمعة في استعادة مدينة خيرسون في الجنوب من الجيش الروسي.
وخلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي على هامش قمّة رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في كمبوديا، أكد كوليبا أن أوكرانيا تواصل الكفاح من أجل تحرير أراضيها.
وعزف النشيد الوطني الأوكراني في خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية الجمعة من المدينة. وكانت خيرسون أول مدينة سقطت خلال بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير الماضي.
وقال كوليبا "نحن ننتصر في معارك لكن الحرب مستمرّة". وأضاف "أدرك أنّ الجميع يريدون أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، ونحن بالتأكيد من يريد ذلك أكثر من أيّ طرف آخر". وتابع "طالما أن الحرب مستمرة ونرى روسيا تحشد مزيدا من المجندين وتجلب مزيدا من الأسلحة إلى أوكرانيا، سنواصل بالتأكيد الاعتماد على دعمكم المستمر".
آخر تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا في يومه الـ 261
${title}
البث المباشر انتهى
زيلينسكي: الروس دمروا البنية التحتية في خيرسون ومعارك دونيتسك "جحيم"
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت، إن القوات الروسية دمرت البنية التحتية الحيوية في مدينة خيرسون الجنوبية قبل الفرار، مضيفا أن السلطات المحلية بدأت في إعادة الاستقرار للمدينة.
وأشار زيلينسكي في خطاب مصور إلى أنه "قبل الفرار من خيرسون، دمر المحتلون كل البنية التحتية الحيوية: الاتصالات والمياه والتدفئة والكهرباء".
وتابع "(الروس) في كل مكان لديهم نفس الهدف: إذلال الناس قدر الإمكان. لكننا سنصلح كل شيء، صدقوني".
الشرطة الأوكرانية تزيل الألغام من خيرسون وتوثق "جرائم" روسيا
انكبت الشرطة الأوكرانية السبت على إزالة الألغام من خيرسون غداة استعادتها وتوثيق "الجرائم" المنسوبة إلى روسيا في المدينة الكبيرة بجنوب البلاد التي تشكل خسارتها انتكاسة كبيرة للكرملين.
واعتبرت كييف أن الغرب يسير نحو تحقيق "انتصار مشترك" بعد استعادة خيرسون حيث تردد النشيد الوطني الأوكراني مجددا بعد انسحاب القوات الروسية منها.
كانت خيرسون أول مدينة كبرى تسقط بعد الغزو الروسي الذي بدأ في نهاية شباط/فبراير، وقد أعلن الرئيس فلاديمير بوتين ضمها إلى أراضي بلاده في نهاية أيلول/سبتمبر.
وأظهرت صور نشرتها قوات كييف أوكرانيين يرقصون في دائرة حول النار على إيقاع أغنية وطنية.
بعد ثمانية أشهر من الاحتلال الروسي، استؤنف بثّ البرامج التلفزيونية الوطنية في خيرسون. وقالت شركة الطاقة في المنطقة إنها تعمل على استعادة إمدادات الكهرباء.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا السبت خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كمبوديا "قلة من الناس آمنوا بأن أوكرانيا ستنجو... فقط بعملنا معًا يمكننا أن ننتصر ونخرج روسيا من أوكرانيا... سيكون انتصارنا المشترك انتصارًا لكل الدول المحبة للسلام في كل أنحاء العالم".
ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تسجيل فيديو على تطبيق تلغرام قال إن مصدره خيرسون ويظهر فيه جنود أوكرانيون يؤكدون انهم من "اللواء 28" وسط حشد يهتف ليلا للجيش الأوكراني.
روسيا: لم نتفق بعد على تمديد مبادرة البحر الأسود للحبوب
قالت روسيا يوم السبت إنه لم يتم الاتفاق بعد على تمديد المبادرة التي سمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مؤكدة إصرارها على وصول صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة دون عوائق إلى الأسواق العالمية.
ونقلت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرجي فيرشينين القول إن المحادثات مع مسؤولي الأمم المتحدة في جنيف يوم الجمعة كانت مفيدة ومفصلة، لكن مسألة تجديد الاتفاق، الذي ينتهي سريانه في غضون أسبوع واحد، لم تحل بعد.
وأضاف أنه لا يمكن تحقيق تقدم ما لم تتم إعادة ربط بنك حكومي روسي يمول قطاع الزراعة بنظام سويفت العالمي للمدفوعات، وهو ربط قطعته العقوبات الغربية.
وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق الذي أبرم في يوليو تموز أتاح تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب والأغذية الأخرى من أوكرانيا، مما ساعد على تجنب أزمة غذاء عالمية.
إلا أن روسيا شكت مرارا من أن شحناتها من الحبوب والأسمدة، رغم أنها غير مستهدفة بصورة مباشرة بعقوبات غربية، لا تصل فعليا إلى الأسواق العالمية بسبب العقوبات التي تقيد حصول شركات الشحن على التمويل والتأمين ودخول الموانئ.
وأشار بيان لوزارة الخارجية الروسية إلى أن شحنات الحبوب الأوكرانية و"تطبيع" الصادرات الزراعية الروسية كانا جزأين غير قابلين للتجزئة من حزمة تدابير واحدة تهدف لضمان الأمن الغذائي العالمي.
وذكرت الوزارة في بيان بشأن محادثات يوم الجمعة "جرى التأكيد على أن ضمان وصول المواد الغذائية والأسمدة الروسية دون عوائق إلى الأسواق العالمية هو وحده الذي من شأنه تحقيق استقرار في الأسعار".

وقالت الأمم المتحدة في بيان يوم الجمعة إن المشاركين "ما زالوا ملتزمين بتنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود وأجروا مناقشات بناءة بشأن استمرارها".
ونقلت تاس عن فيرشينين قوله إن إعادة ربط (روسلخوز بنك) بنظام سويفت هو نقطة أساسية.
وقال "بدون ذلك، بالطبع، لا يمكننا ببساطة المضي قدما"، مضيفا أن مسؤولي الأمم المتحدة أكدوا لروسيا أنهم "يعتبرون هذه المسألة أساسية أيضا".
وأعلن الاتحاد الأوروبي في الثالث من يونيو حزيران أنه سيستبعد البنك من نظام سويفت في إطار الموجة السادسة من العقوبات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتتهم أوكرانيا روسيا بالضغط على العالم بسلاح الجوع، فيما تنفي روسيا، التي حالت سفنها الحربية دون الوصول إلى الموانئ الأوكرانية حتى دخل الاتفاق المبرم في يوليو تموز حيز التنفيذ، استغلال قضية الحبوب كأداة لكسب نفوذ في الصراع.
وعلقت روسيا لفترة وجيزة مشاركتها في الاتفاق في 29 أكتوبر تشرين الأول بعد هجوم على أسطولها في البحر الأسود، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد بلاده للاتفاق بعد أربعة أيام فقط إثر وساطة قام بها نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وسحبت روسيا قواتها من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا هذا الأسبوع، لتخسر العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها منذ الغزو في 24 فبراير شباط.
بلينكن: أوكرانيا صاحبة القرار بشأن أي مفاوضات مع روسيا
أفادت وثيقة تلخص محتوى اجتماع لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا في فنومبينه يوم السبت بأن أوكرانيا سوف تقرر توقيت ومحتوى أي إطار للتفاوض مع روسيا.
وناقش بلينكن أيضا التزام الولايات المتحدة الثابت بمساعدة أوكرانيا في التخفيف من آثار الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية مع اقتراب الشتاء، بما في ذلك تسريع المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس "أكد الوزير (بلينكن) مجددا أن أوكرانيا صاحبة القرار فيما يتعلق بتوقيت ومحتوى أي إطار عمل للمفاوضات".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن شجعت قادة أوكرانيا سرا على إبداء الاستعداد للتفاوض مع روسيا والتخلي عن رفضهم العلني للمشاركة في محادثات السلام في ظل استمرار فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على المناقشات لم تكشف عن هويتهم القول إن طلب المسؤولين الأمريكيين لا يهدف إلى دفع أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، وإنما محاولة محسوبة لضمان محافظة كييف على دعم دول أخرى يخشى مواطنوها من تأجيج الحرب لسنوات كثيرة قادمة.
وخلال اجتماع السبت، أكد بلينكن وكوليبا أهمية تجديد الاتفاق الذي يتيح لأوكرانيا تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قبل أن ينتهي سريانه يوم السبت المقبل.
وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق الذي أبرم في يوليو تموز أتاح تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب والأغذية الأخرى من أوكرانيا، مما ساعد على تجنب أزمة غذاء عالمية. وقالت روسيا يوم السبت إنه لم يتم الاتفاق بعد على تمديد المبادرة، مؤكدة إصرارها على وصول صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة دون عوائق إلى الأسواق العالمية.
الكرملين: الرئيس الروسي تحدث مع نظيره الإيراني وشددا على تعميق العلاقات
قال الكرملين في بيان يوم السبت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث إلى نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي عبر الهاتف، وأكدا على تعميق التعاون السياسي والتجاري والاقتصادي.
ولم يشر البيان إلى توقيت الاتصال، ولم يشر كذلك إلى إمدادات الأسلحة الإيرانية لموسكو. وكثفت روسيا جهودها لإقامة علاقات مع إيران ودول أخرى غير غربية منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير شباط.
وقال الكرملين "تمت مناقشة عدد من القضايا المطروحة في الأجندة الثنائية، مع التركيز على زيادة تعزيز التعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية، بما في ذلك قطاع النقل والخدمات اللوجستية".
والتقى مسؤول أمني روسي كبير بعدد من المسؤولين الإيرانيين في طهران يوم الأربعاء الماضي، وتعهد البلدان بتعزيز العلاقات.
جاءت الزيارة في أعقاب اتهامات من كييف والغرب لروسيا باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع في هجماتها على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وتقول إيران إنها أرسلت إلى روسيا عددا قليلا من الطائرات المسيرة قبل بداية الحرب. وفي الشهر الماضي، قال مسؤولان كبيران ودبلوماسيان جميعهم إيرانيون لرويترز إن بلادهم وعدت بإمداد روسيا بصواريخ أرض-أرض.

أردوغان: تشغيل حقل الغاز في البحر الأسود العام المقبل
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت إن تشغيل حقل الغاز التركي في البحر الأسود سيبدأ العام المقبل كما تعهد، مضيفا أنه تم تسريع وتيرة العمل لربط الحقل بالبنية التحتية للبلاد.
وخلال افتتاح خط أنابيب للغاز الطبيعي في إقليم قسطموني الشمالي، أشار أردوغان إلى أن الحفر اكتمل في تسع من الآبار العشر في المرحلة الأولى من حقل غاز سكاريا في قاع البحر.
وقال أردوغان عبر دائرة تلفزيونية "نأمل أن نبدأ في استهلاك هذا الغاز العام المقبل".
واكتشفت تركيا الغاز الطبيعي قبالة ساحلها الشمالي في عام 2020، ويقدر حجمه منذ ذلك الحين بنحو 540 مليار متر مكعب.
وصرح أردوغان أن تركيا أنشأت "قاعدة للطاقة" في سكاريا، وستصبح سوقا قياسية للغاز الطبيعي مع إدراج الإمدادات المحلية.
وقال "نستعد لبناء سوق متقدمة للغاز الطبيعي حيث تجتمع المنتجات المتعددة والعقود المتعددة لتشكيل أسعار مرجعية".
ولم يأت أردوغان على ذكر روسيا في كلمته.
بريطانيا تصف الانسحاب من خيرسون بأنه إهانة أخرى لروسيا
وصفت بريطانيا انسحاب روسيا من العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها في أوكرانيا منذ بدء غزوها في فبراير شباط بأنه إهانة أخرى لجيشها، لكنها قالت إن موسكو لا تزال تشكل تهديدا.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان يوم السبت "الانسحاب الذي أعلنته روسيا من خيرسون يمثل فشلا استراتيجيا آخر لها".
وأضاف والاس "في فبراير، فشلت روسيا في الاستيلاء على أي من أهدافها الرئيسية باستثناء خيرسون. الآن مع هذا الاستسلام أيضا، فإن الناس العاديين في روسيا بالتأكيد يتساءلون لماذا كان كل هذا؟".
ويمثل انسحاب روسيا يوم الجمعة ثالث تراجع رئيسي لها في الحرب والأول من حيث التخلي عن مدينة كبيرة مثل هذه.
وقال والاس إن الجيش الروسي مني بخسائر فادحة في الأرواح مقابل العزلة الدولية والإذلال مضيفا أن أوكرانيا ستواصل ضغطها بدعم من بريطانيا والمجتمع الدولي.
وختم بالقول "وبينما نبتهج بالانسحاب، لن يقلل أحد من التهديد المستمر الذي تشكله روسيا الاتحادية"

أردوغان يقول إنه يسعى لمحادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا
ذكرت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال يوم السبت إن أنقرة ملتزمة بالسعي لحوار سلام بين روسيا وأوكرانيا.
ونقلت وسائل الإعلام تصريحات أردوغان للصحفيين على متن رحلة طيران من أوزبكستان قال فيها "نعمل على كيفية خلق ممر سلام هنا مثل ممر الحبوب الذي لدينا".
وأشاد بمقاومة روسيا لضغوط الولايات المتحدة وحلفاءها.

اجتماع مسؤولين من الأمم المتحدة وروسيا لمناقشة اتفاق حبوب البحر الأسود
قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن مسؤولين كبارا في الأمم المتحدة التقوا بوفد روسي في جنيف يوم الجمعة لمناقشة شكاوى موسكو بشأن مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ومعالجة مسألة ضرورة تصدير المواد الغذائية والأسمدة دون عوائق.
وتأتي المفاوضات قبل ثمانية أيام فقط من الموعد المقرر فيه تجديد الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو تموز. وساعد الاتفاق في تفادي أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بتصدير الأغذية والأسمدة من بضعة موانئ أوكرانية على البحر الأسود.
وأشارت موسكو إلى استعدادها للانسحاب من الاتفاق الذي قد ينتهي العمل به في 19 نوفمبر تشرين الثاني ما لم يتحقق تقدم في معالجة مخاوفها.
وعلقت روسيا مشاركتها في الاتفاق في أواخر أكتوبر تشرين الأول لمدة أربعة أيام ردا على هجوم بطائرات مسيرة على أسطول موسكو في القرم والذي أنحت فيه باللوم على أوكرانيا.

ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن ذلك وتنفي استخدام الممر الأمني لبرنامج الحبوب لأغراض عسكرية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان عقب المحادثات إن المسؤولين واصلوا المشاورات بشأن اتفاق يوليو تموز. وأضافت أن المحادثات تضمنت تحديث أخر ما تم التوصل من تقدم في تسهيل تصدير المواد الغذائية والأسمدة من روسيا دون عوائق إلى الأسواق العالمية.
وقالت الأمم المتحدة إن "الأمم المتحدة ما زالت ملتزمة بمعالجة أزمة سوق الأسمدة العالمية حيث يتم يعجز المزارعين، و لاسيما المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من العالم النامي، تحمل تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع تكاليف المدخلات.
"لا يمكن للعالم أن يترك مشاكل إمكانية الوصول إلى الأسمدة العالمية تصبح نقصا عالميا في الغذاء ولذلك تدعو الأمم المتحدة جميع الجهات الفاعلة للإسراع بإزالة أي عوائق متبقية أمام تصدير ونقل الأسمدة إلى البلدان الأكثر احتياجا".
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: تضرر منشأة أبحاث أوكرانية لكن لا يوجد انبعاث إشعاعي
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن فحصا لمنشأة أبحاث في مدينة خاركيف الأوكرانية خلص إلى أنها تعرضت لأضرار بالغة، لكن لا توجد مؤشرات على إنبعاث إشعاعات أو تحول مواد نووية.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي في بيان إن فريقا من الوكالة زار معهد خاركيف للتكنولوجيا في الفترة من الثامن إلى العاشر من نوفمبر تشرين الثاني، بعدما قالت أوكرانيا في يونيو حزيران إن روسيا قصفت المنشأة.
وأضاف جروسي "على الرغم من أن مستويات الإشعاع كانت طبيعية، إلا أن مدى الضرر الذي لحق بمنشأة الأبحاث النووية وخيم وصادم، وأسوأ حتى مما كان متوقعا".

وزير الخارجية الأوكراني يحث آسيان على وقف "ألعاب الجوع" الروسية
دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا يوم السبت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع روسيا من ممارسة "ألعاب الجوع" فيما يتعلق باتفاق تصدير شحنات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، والذي قد ينتهي أجله الأسبوع المقبل.
والاتفاق الذي يسمح بتصدير المواد الغذائية والأسمدة من عدة موانئ أوكرانية مطلة على البحر الأسود - والذي أبرم بوساطة الأمم المتحدة وتركيا في 22 يوليو تموز - قد ينتهي في 19 نوفمبر تشرين الثاني الجاري إذا اعترضت روسيا أو أوكرانيا على تمديده.
وخلال مؤتمر صحفي في كمبوديا على هامش قمة آسيان، قال كوليبا إن الجزء المتبقي من الاتفاق على الجانب الروسي غير كاف وإنه ينبغي اتخاذ تدابير لضمان عدم تعمد مفتشيها تأخير الشحنات ودفع الأسعار العالمية إلى الارتفاع.
وأردف "ليس كافيا أن تكون فقط روسيا على متن السفينة. من المهم أيضا التأكد من أن المفتشين الروس الذين يشاركون في هذه المبادرة، يتصرفون بحسن نية ويتفقدون السفن دون أي تأخير مصطنع"، مضيفا أن دولا في أفريقيا وآسيا تعاني.
وقال "أدعو جميع أعضاء آسيان إلى اتخاذ كل الوسائل الممكنة لمنع روسيا من ممارسة ألعاب الجوع مع العالم".

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من عشرة ملايين طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى تم تصديرها من أوكرانيا بموجب الاتفاق. وحذرت من أن الحرب الروسية تزيد من تفاقم أزمة الغذاء العالمية وتدفع عشرات الملايين من الناس إلى الجوع.
وتنضم أوكرانيا لأول مرة إلى قمتي آسيان وشرق آسيا التي تعقد بالتوازي. ومن بين الحضور زعماء الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وكذلك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وقال كوليبا إن لافروف لم يطلب الاجتماع معه خلال القمة، كما تجري العادة في الدبلوماسية الدولية.
وأضاف "إذا فعل سندرس طلبه بدقة"، مضيفا أنه يتعين على روسيا أن تتعامل مع جميع المفاوضات بحسن نية.
وتابع قائلا "لا يوجد مؤشر واحد على أن روسيا تسعى بصدق لإجراء مفاوضات. الجلوس على طاولة لالتقاط صورة جميلة، لقد كنا هناك، لقد فعلنا ذلك، لقد حاولنا".
وأشار كوليبا إلى أنه ناقش خلال اجتماعاته مع زعماء جنوب شرق آسيا السبل التي يمكنهم من خلالها دعم أوكرانيا. وأبلغهم أن الوقوف على الحياد وعدم إدانة روسيا يتعارضان مع مصالحهم.
وقال "أسوأ شيء يمكن أن يرتكبه بلد ما هو عدم فعل شيء".
أظهر أحد المقاطع التي نشرها زيلينسكي وقال إنه صُوّر من خيرسون، جنودًا أوكرانيّين يقولون إنّهم من "اللواء 28" فيما سُمع حشد يهتف "في سي يو"، وهي اختصار للقوّات المسلّحة الأوكرانيّة.
وأشاد البيت الأبيض السبت بما اعتبر أنّه "نصر استثنائي" لأوكرانيا بعد استعادة قوّاتها مدينة خيرسون. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحافة "يبدو أنّ الأوكرانيّين حقّقوا لتوّهم انتصارًا استثنائيًا: العاصمة الإقليميّة الوحيدة، التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العلم الأوكراني وهذا أمر رائع جدا". واعتبر سوليفان أنّ انسحاب القوّات الروسيّة ستكون له "تداعيات استراتيجيّة أوسع".
خيرسون تعود إلى السيطرة الأوكرانيّة
كانت وزارة الدفاع الأوكرانيّة كتبت على فيسبوك في وقت سابق "خيرسون تعود إلى السيطرة الأوكرانيّة. وحدات من القوّات الأوكرانيّة تدخل المدينة"، داعيةً الجنود الروس الذين بقوا في المدينة إلى "الاستسلام فورًا".
وهذا الانسحاب هو الثالث من حيث الحجم منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير، إذ اضطرّت روسيا للتراجع في الربيع خلال محاولتها السيطرة على كييف في مواجهة مقاومة أوكرانيّة شرسة، قبل طردها من منطقة خاركيف (شمال شرق) بشكل شبه كامل في أيلول/سبتمبر.
ورحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر بـ"عودة خيرسون إلى أوكرانيا، وهي خطوة مهمّة نحو الاستعادة الكاملة لحقوقها السياديّة".
وكتب وزير الخارجيّة الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر "أوكرانيا تُسطّر نصرًا مهمًّا آخر في الوقت الحالي وتُثبت أنّ مهما تقول روسيا أو تفعل، أوكرانيا ستنتصر".
لاحقًا، أعلن الجيش الروسي انسحاب أكثر من 30 ألف جندي روسي من منطقة خيرسون، تاركين الضفّة اليمنى لنهر دنيبرو للانتشار على ضفّته اليسرى.

وأشارت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان، إلى "سحب أكثر من 30 ألف جندي روسي وحوالى خمسة آلاف وحدة تسليح ومركبة عسكريّة" من الضفة الغربيّة لنهر دنيبرو.
وكانت الوزارة قالت في بيان سابق "اليوم عند الخامسة صباحا بتوقيت موسكو، استُكمل نقل الجنود الروس إلى الضفة اليسار من نهر دنيبرو. لم تُترك قطعة واحدة من المعدّات العسكريّة والأسلحة على الضفة اليمنى".
لكن يبدو أنّ هناك مخطّطًا وراء هذا الانسحاب، إذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية أيلول/سبتمبر، خلال احتفال في الكرملين ثم في احتفال آخر في الساحة الحمراء ضمّ أربع مناطق أوكرانيّة، من بينها خيرسون.
روسيا ستُدافع "بكلّ الوسائل"
كما حذّر الرئيس الروسي من أنّ روسيا ستُدافع "بكلّ الوسائل" عمّا تعتبره جزءًا من أراضيها، في تهديد باللجوء إلى السلاح النووي. لكن في مواجهة هجوم مضادّ أوكراني بدأ نهاية الصيف، أعلن الجيش الروسي الأربعاء أنّه سينسحب من الجزء الشمالي لمنطقة خيرسون، بما فيه عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه والواقعة على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، من أجل تعزيز مواقعه على الجانب الآخر من هذا النهر.

ورغم ذلك، ستبقى منطقة خيرسون "تابعة لروسيا الاتّحاديّة" على ما قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة. وأضاف بيسكوف في أوّل تعليق للرئاسة الروسيّة على انسحاب قوّاتها من خيرسون "لا يُمكن أن يكون هناك تغيير".
وأشار إلى أنّ الرئاسة الروسيّة "غير نادمة" على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله بوتين في أيلول/سبتمبر ضمّ أربع مناطق أوكرانيّة إلى روسيا وبينها خيرسون.
- أوكرانيا تؤكد تعزيز دفاعاتها الجوية بأنظمة غربية وتقول إنها لم ترفض يوماً المفاوضات مع روسيا
- الحرب في أوكرانيا: روسيا تأمر بانسحاب قواتها من مدينة خيرسون
ويكتسي قرار الانسحاب إلى جنوب أوكرانيا أهمّية أكبر، مع إعطاء بوتين في 21 أيلول/سبتمبر أمرًا باستدعاء حوالى 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز خطوط المواجهة الروسيّة.
ونشرت وكالة الأنباء الحكوميّة "ريا نوفوستي" صورًا لمركبات عسكريّة روسيّة تُغادر خيرسون، مشيرة إلى أنّها كانت تعبر جسر أنتونوفسكي الممتدّ فوق نهر دنيبرو.
وقال عدد من المراسلين الروس إنّه تمّ تدمير الجسر بعد ذلك من دون توضيح ما إذا كان الجيش الروسي فجّره بالديناميت أم أنّه دُمّر نتيجة الضربات الأوكرانيّة. وتُظهر صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الجسر مدمّرًا.
قصفت أوكرانيا هذا الجسر لأسابيع، وهو الوحيد في مدينة خيرسون، من دون تدميره، لتُصعّب على القوات الروسيّة عبوره، وبالتالي قطع خطوط الإمداد الروسية وإجبار موسكو على الانسحاب.
استعادة 12 قرية في منطقة خيرسون
واستعاد الجيش الأوكراني الأربعاء 12 قرية في منطقة خيرسون الأوكرانية، على ما أعلن الخميس قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني. واكتفت هيئة الأركان العامة الأوكرانيّة بالقول صباح الجمعة إنّ هجومها خلال اليوم "مستمرّ" وإنّ نتائجه ستُعلن "لاحقًا".
وكانت أوكرانيا حذرة خلال اليومين الماضيين بشأن الانسحاب الروسي من خيرسون خشية أن يكون في الأمر خدعة أو أن يُلغّم الجيش الروسي المنطقة ليُصعّب عودة القوّات الأوكرانيّة.
من جانبها، واصلت القوّات الروسيّة شنّ ضربات في أنحاء أوكرانيا حيث دُمِّر جزء من منشآت الطاقة في الأسابيع الأخيرة، ما تسبّب في انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء كبيرة من البلاد، بما فيها العاصمة كييف.
كما استهدفت ضربة أخرى ليل الخميس الجمعة، مدينة ميكولايف في جنوب أوكرانيا، على مسافة مئة كيلومتر من خيرسون. ودُمِّر مبنى سكني من خمس طبقات تمامًا، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقلّ، وفق ما أفاد رئيس الإدارة الإقليمية فيتالي كيم على تلغرام. وشاهدت صحفيّة في وكالة فرانس برس في الموقع مبنى مدمّرًا وعمّال إنقاذ يتقدّمون عبر الأنقاض. وكانت جرّافة تعمل على إزالة الحطام.
- مسؤول روسي: لم يكن أمام بوتين سوى خيار الحرب على أوكرانيا.. تعرّف على "الأسباب"
- فيديو: دمار قرية بتروبافلوفكا شاهد على ضراوة الحرب الروسية على أوكرانيا
ويستمرّ القتال أيضًا على الجبهة الشرقية، خصوصًا في باخموت، المدينة التي تحاول موسكو احتلالها منذ الصيف وساحة المعركة الرئيسيّة حيث ما زال الجيش الروسي، مدعومًا بعناصر مجموعة فاغنر شبه العسكرية، في موقع هجوميّ.
ومع اقتراب موعد قمّة مجموعة العشرين المقرّرة الأسبوع المقبل في إندونيسيا والتي أعلن الكرملين أنّ بوتين لن يُشارك فيها، أرادت الرئاسة الفرنسيّة أن ترى إمكان إجراء حوار.
وقال أحد مستشاري الرئيس إيمانويل ماكرون "هناك مساحة واضحة جدًا في مجموعة العشرين لحمل رسالة سلام ومطالبة روسيا بالدخول في منطق وقف التصعيد. الغالبيّة العظمى داخل مجموعة العشرين تعتبر أنّ هذه الحرب ضخمة ولا يمكن تحمّلها بالنسبة إلى بقيّة العالم".
وتحدّث ماكرون الجمعة خلال منتدى باريس للسلام مع زعماء دول من جنوب العالم دعوا إلى "مفاوضات" لإنهاء الحرب في أوكرانيا التي يعاني العالم بأسره تداعياتها.
وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز خلال نقاش استضافه ماكرون إن "هذه الحرب تتسبّب بمجاعة" في "نصف الكرة الأرضيّة الجنوبي" وبالتالي فهي "ليست حرب دول الشمال" بل هي "أيضًا حرب دول الجنوب".