اتفاق وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي على تحديد سقف لأسعار الغاز عند 180 يورو للميغاواط ساعة

أوروبا/أسعار الطاقة
أوروبا/أسعار الطاقة Copyright رويترز
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

لم يكن وزراء الطاقة قادرين على عقد اتفاق يشمل سقف سعر معقد، كانوا وعدوا بإقراره في تشرين الأول أكتوبر الماضي، من أجل تخفيض فاتورة الطاقة التي ارتفعت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

اعلان

اتّفق وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي الإثنين على تحديد سقف لأسعار الغاز الطبيعي، وفق مسؤولين، فيما أعلنت وزيرة الطاقة المالطية إن السقف حُدّد عند 180 يورو للميغاواط ساعة.

وقالت الوزيرة المالطية ميريام دالي "نتحدّث عن سقف للأسعار عند 180 يورو"، وذلك بعد أخذ ورد بين الدول الأعضاء استمر أشهرا، واصفة الأمر بأنه إنجاز "لم يكن من السهل تحقيقه".

وفي أول تعليق على القرار، اعتبر الكرملين أن تحديد سقف لسعر الغاز إجراء "غير مقبول"، وذلك بعدما وافق عليه وزراء الطاقة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية "إنه انتهاك لعملية السوق لتحديد الأسعار"، مضيفا أن "أي إشارة إلى تحديد سقف للأسعار هي أمر غير مقبول".

يتيح الاتفاق تطبيق تدابير أخرى ترمي إلى تخفيف وطأة شح في موارد الطاقة تواجهه أوروبا في إطار تداعيات الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا، بما في ذلك اتفاقيات مشتركة لشراء الغاز وتحديد سقف في المستقبل لأسعار الغاز.

وجاء الاتفاق ليضع حدا لأخذ ورد بين الدول الأعضاء حول هذه المسألة استمر أربعة أشهر.

مواقف منقسمة

انقسمت المواقف في الاتحاد الأوروبي بين معسكرين، سعى الأول إلى خفض فوري لأسعار الغاز التي ارتفعت بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عبر تحديد سقف لأسعار الغاز المستخدم في توليد الكهرباء.

في المقابل، تخوّف المعسكر المقابل بقيادة ألمانيا من تحديد سقف متدن لأسعار الغاز من شأنه أن يدفع بإمدادات الغاز الطبيعي نحو أسواق أكثر ربحية في آسيا.

في نهاية المطاف، صوّتت ألمانيا لصالح سقف عند 180 يورو للميغاواط ساعة، وهو سقف أدنى بكثير من ذاك الذي كانت المفوضية الأوروبية قد اقترحته، وفق ما كشف دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي.

والإثنين تم تداول الغاز الطبيعي الذي يتم ضخّه عبر خطوط الأنابيب دون 112 يورو للميغاواط ساعة. وفي الصيف بلغ سعر هذه المادة نحو 340 يورو للميغاواط ساعة.

وقال وزير الطاقة التشيكي يوزيف سيكيلا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "تمكّنا من التوصل إلى اتفاق بالغ الأهمية حول تحديد سقف لأسعار الغاز". وتابع "ستكون لدى أوروبا حزمة من التدابير لمساعدتها على الاستعداد للشتاء المقبل وحماية المواطنين والشركات من التقلّب الحاد للأسعار".

وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت بادئ الأمر تشغيل آلية تحديد السقف تلقائياً بمجرد تجاوز الأسعار 275 يورو للميغاواط ساعة لمدة أسبوعين متتاليين، بشرط أن تكون أعلى بما لا يقل عن 58 يورو من "متوسط السعر المرجعي العالمي" للغاز الطبيعي المسال. لكن شروط المفوضية خفّفت من دون أن تلغى بالكامل.

وجاء في نص قرار الاتحاد الأوروبي أن سقف الأسعار الذي سيدخل حيز التنفيذ في 15 شباط/فبراير يتطلّب تخطي المادة عتبة 180 يورو ثلاثة أيام متتالية، بدلا من أسبوعين.

كذلك يتطلب أن يتخطى سعر الغاز في عقود الشهر التالي في أوروبا 35 يورو مقارنة بالأسواق العالمية.

ولدى وصولها إلى الإجتماع في بروكسل  الاثنين، قالت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون ، إن الاتفاق على سقف لأسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي أضحى في متناول اليد، إذ سيحاول الوزراء الموافقة عليه، وأضافت قولها: "أتصور بقوة أن الاتفاق في متناول اليد. يتطلب ذلك بالطبع رغبة قوية جدا في التوافق من الجميع".

وكان الوزراء قد فشلوا سابقا في تجاوز خلافاتهم خلال خمسة اجتماعات طارئة، قبل أن يصبح الاتفاق في متناول اليد هذه المرة. وكانت الدول 27 الأعضاء تمسكت من خلال تسع جولات بالعقوبات ضد روسيا، بسبب الحرب على أوكرانيا وإجراءات توفير الطاقة، لتجنب نقص الوقود المستخدم في توليد الكهرباء وتدفئة المنازل وتوفير الطاقة للمصانع.

ولم يكن الوزراء قادرين على عقد اتفاق يشمل سقف سعر معقد، كانوا وعدوا بإقراره في تشرين الأول أكتوبر الماضي، من أجل تخفيض فاتورة الطاقة التي ارتفعت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال وزير الطاقة التشيكي جوزيف سيكيلا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد، إنه ينبغي اليوم الاتفاق على آلية معروفة جدا، لمنع المنازل والشركات الأوروبية من أن تشهد ارتفاعا لأسعار الغاز مثلما وقع خلال الصيف الماضي.

اعلان

وقال سيكيلا أيضا: "أعتقد أن المنازل والشركات الأوروبية تتوقع منا أن نتحرك، ولا أرى سببا في ألا نتفق اليوم". وكان وضع سقف سعر الغاز موضوع انقسام بسبب المخاوف من أن يتخطى المزودون في العالم أوروبا ببساطة، إذا قدم آخرون عروضا أكثر ربحية.

من جانبه قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هيبك إنه لا أحد يقف ضد الأسعار المنخفضة في سوق الغاز، وعلينا نحن أن نخفض السعر، فنحن نعلم من تدخلات السوق السابقة أنه يتعين علينا أن نكون يقضين، فلا نقوم بشيء جيد ونتسبب في  شيء سيء.

وقال هيبك إن موقف الطرف المقابل مفهومة، بحكم سياسة ألمانيا للطاقة على مدى السنوات الماضية، ولكن ينبغي للاتحاد الأوروبي ألا يخطئ بصفة نصل فيها إلى مواجهة نقص للوقود، قد يؤثر في مناطق واسعة من أوروبا وليس في ألمانيا وحدها. وقال هيبك أيضا إن لبلاده مسؤولية خاصة لحل المشكلة، مشيرا إلى افتتاح ألمانيا أول محطة للغاز الطبيعي المسال قبل يوم أمس السبت.

وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت الشهر الماضي البدء بسقف سعر آمن، إذا تجاوز سعر الغاز الطبيعي 275 يورو للميغاوات الواحد في الساعة لمدة أسبوعين، وإذا كان السعر أعلى بنحو 58 يورو من الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية.

وتأتي الخشية من الأسعار المجحفة مع ارتفاع حرارة الصيف التي فاجأت السياسيين والمستهلكين على حد سواء، وهو ما دفع بالمفوضية إلى البحث عن تحديد سقف للسعر، لاحتواء الأسعار المتقلبة التي تغذي التضخم.

اعلان

المصادر الإضافية • رويترز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

كيسنجر: يجب إحلال السلام في أوكرانيا للحد من خطر نشوب حرب عالمية

مونديال قطر: توقع 40 ألف مشجع أرجنتيني مقابل 6 آلاف مشجع فرنسي فقط بملعب لوسيل لنهائي كأس العالم

المفوضية الأوروبية تحقق بامتثال آبل وميتا وغوغل بقانون الأسواق الرقمية الأوروبية