يرى محللون أن هذه القضية قد تُدخل اعتبارات سياسية حسّاسة على التحقيق المرتبط بترامب، الذي دعا فورًا إلى أن يخضع الرئيس الديمقراطي للتحقيق نفسه.
حضّ رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري كيفن مكارثي الخميس الكونغرس على التحقيق مع الرئيس جو بايدن، بعد العثور على وثائق سرية في منزله في ويلمنغتون في ولاية ديلاوير.
وقال مكارثي: "على الكونغرس التحقيق في هذا الأمر"، مشيرا إلى التحقيق الذي تجريه وزارة العدل بشأن الرئيس السابق دونالد ترامب، لاحتفاظه بأكثر من مئة وثيقة سرية في منزله في بالم بيتش في ولاية فلوريدا.
وكان البيت الأبيض أكد قبيل ذلك الخميس، أنه عثر على رزمة ثانية من الوثائق السرية في مرآب منزل جو بايدن الخاص في ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، يعود تاريخها إلى فترة توليه منصب نائب الرئيس خلال عهد باراك أوباما.
وكان عثر سابقاً على وثائق أخرى في مركز بحوث في واشنطن حيث كان يملك بايدن مكتباً، ما يشكّل إحراجاً للبيت الأبيض في وقت تحقّق السلطات في فضيحة أكبر بكثير ترتبط بإساءة استخدام الرئيس السابق دونالد ترامب وثائق سرية.
وفي أول ردّ من الرئيس الأمريكي، أكد بايدن "تعاونه الكامل" مع القضاء في هذا الملفّ. وقال بايدن لصحافيين "أتعامل مع قضية الملفات السرية بجدية كبيرة. نتعاون بالكامل مع وزارة العدل".
وطُرحت على البيت الأبيض الأربعاء أسئلة ملحّة حول قضية محرجة مرتبطة بالعثور على وثائق سريّة تعود إلى الفترة التي كان يتولّى فيها الرئيس جو بايدن منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما (2009-2017).
وأكّدت إدارة الرئيس الديمقراطي أمس العثور على "عدد صغير من الوثائق المصنّفة سرية" في "خزانة مُقفلة" في مركز بن بايدن، للأبحاث والمرتبط بجامعة بنسلفانيا حيث كان لدى بايدن مكتب سابقاً واليوم قال المحامون الذين أجروا عمليات التفتيش إن رزمة ثانية من الوثائق عثر عليها في مرآب بيته في ويلمنغتون.
ومع التطوّرات الجديدة، يُتوقع أن تستمرّ القضية في إثارة الضجة وقد يتبيّن أنها تعرقل تحقيقاً حول عدد كبير من الوثائق كان دونالد ترامب يحتفظ بها في مقرّ إقامته في ولاية فلوريدا، بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2021.
ويرى محللون أن هذه القضية قد تُدخل اعتبارات سياسية حسّاسة على التحقيق المرتبط بترامب، الذي دعا فوراً إلى أن يخضع الرئيس الديمقراطي للتحقيق نفسه. وسأل ترامب: "متى سيدهم الـ"أف بي آي" مقرات جو بايدن الكثيرة، وحتى البيت الأبيض؟".
بايدن يجهل محتوى الوثائق
ورداً على أسئلة الصحافيين حول المستندات، أكد البيت الأبيض أن أخطاءً ارتُكبت، لكن الإدارة صحّحتها فوراً.
ومنذ العثور على الوثائق الأولى أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، سلّمها محامون إلى هيئة المحفوظات الوطنية المسؤولة عن حفظ هذا النوع من الملفات.
وقالت إدارة بايدن إن محامين ذهبوا أيضاً للبحث عن وثائق يُحتمل أن تكون ضائعة في أماكن أخرى، ما يفسّر الكشف عن مستندات أخرى الأربعاء قد لا تكون بالتالي الأخيرة.
ولدحض الاتهامات بالتدخل السياسي، كلّف وزير العدل ميريك غارلاند القضية إلى مدعٍ في شيكاغو عُيّن في عهد ترامب.
وتطرّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إلى موضوع التحقيق، لتبرير رفضها الردّ على أسئلة الصحافيين في هذا الصدد الأربعاء. لكنّ ذلك لم يكن كافيًا لردعهم عن طرح المزيد.
وقالت جان-بيار: "سنكون محدودين بشأن ما يمكن قوله هنا".
وبعدما طُرحت عليها أسئلة حول المسألة مرات عديدة، استحضرت التصريح الحذر الذي أدلى به بايدن الثلاثاء وأكد فيه أنه يجهل محتوى الوثائق.
وعلى هامش قمّة أمريكية - كندية - مكسيكية عُقدت في مكسيكو، قال بايدن للصحافيين: "لقد أبُلغت بما تمّ العثور عليه وفوجئت عندما علمت أنّ وثائق متعلّقة بالحكومة نُقلت إلى ذاك المكتب. لكنّي لا أعرف ما تحتويه تلك الوثائق".
وأضاف: "الناس يعرفون أنني آخذ المستندات والمعلومات المصنّفة سريّة على محمل الجدّ".