بين أنقاض بيوتهم التي دمرتها إسرائيل.. أهالي قرية إقرث يعودون لإحياء عيد الفصح

أهالي قرية إقرث يضعون الزهور على قبور موتاهم
أهالي قرية إقرث يضعون الزهور على قبور موتاهم Copyright AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أحيا أهالي إقرث يوم الجمعة العظيمة وسط أنقاض بيوتهم في القرية القريبة من الحدود اللبنانية بعد عقود على إقدام الجيش الإسرائيلي على تدميرها.

اعلان

أحيا أهالي قرية إقرث يوم الجمعة العظيمة، بين أنقاض بيوتهم في القرية القريبة من الحدود اللبنانية، وذلك بعد عقود على إقدام الجيش الإسرائيلي على تدميرها. أشعل الأهالي البخور ووضعوا الزهور على قبور ذويهم، وقال الأب سهيل خوري: "أتينا في يوم الجمعة العظيمة لنصلي إيماناً برجاء القيامة. نحن نريد العودة إلى بلدتنا إقرث، لكن الطريقة الوحيدة المسموح لنا بأن نرجع فيها هي ونحن أموات".

الكنيسة والمقبرة هي كل ما تبقى من القرية المسيحية الواقعة في الجليل الغربي التي دمرتها القوات الاسرائيلية في 1951، لم يهرب أهالي إقرث من قريتهم خلال الحرب، بعد الإعلان عن قيام دولة اسرائيل في 15 ايار/مايو 1948.

 وفي تشرين الثاني/نوفمبر من تلك السنة، طلب منهم الجيش الاسرائيلي مغادرة القرية، ونقلهم في شاحنات إلى قرية الرامة على أن يعودوا إلى قريتهم بعد أسبوعين.

وعندما لم يف الجيش الإسرائيلي بوعده، قدّم سكان إقرث التماساً إلى المحكمة العليا وحصلوا على قرار في 31 تموز/يوليو 1951 يخول لهم العودة الى بيوتهم، لكن حكومة إسرائيل لم تنفذ قرار المحكمة وقام الجيش عشية عيد الميلاد في 24 كانون الأول/ديسمبر عام 1951، بهدم القرية التي ما زالت حجارة منازلها متناثرة وسط العشب والزهور الصفراء عبر المساحات الطبيعية.

قال الأب سهيل خوري: "نحن موجودون هنا، مواطنون في هذه البلاد لكننا لاجئون في وطننا. نأمل ان تعود العدالة للانسان في إقرث وأن يرجع سكانها إلى أرضهم وبلدتهم وبيوتهم". 

وترأس  صلاة شارك فيها عشرات من الصغار والكبار بين قبور عائلاتهم، وكانت مخاوف وشكوك قد سرَت بين الأهالي، من احتمال عدم إقامة الصلاة بسبب التوتر على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل.

وقال زياد حنا المتخصص في علوم الكومبيوتر: "وضعنا خوفنا من القصف جانباً وحرصنا على الحضور لأداء الصلاة ولكي نلتقي ونواصل هذا التقليد". وأضاف: "نشعر بالفخر لكوننا جزءًا من قريتنا وتراثنا".

"نعود إلى بيوتنا"

AFP
القس سهيل خوري يترأس صلاة شارك فيها الصغار كما الكبار بين قبور عائلاتهمAFP

دُمرت مئات القرى الفلسطينية خلال النكبة التي طُرد خلالها أكثر من 760 ألف فلسطيني من منازلهم في عام 1948. ووثق الباحث الأكاديمي الفلسطيني وليد الخالدي أكثر من 400 قرية مدمرة أو مهجرة، بينما سجلت منظمة زوخروت (ذاكرات) الإسرائيلية أكثر من 600 بلدة واجهت هذا المصير.

لكن الاعتراف بذلك ما زال "مرفوضاً بشدة حتى الآن" في إسرائيل، كما قالت راشيل بيتاري مديرة المنظمة التي تعمل على زيادة مستوى الوعي بأحداث النكبة. وقالت بيتاري عن القرى المدمّرة: "لا يمكننا أن نتجاهل ما حدث، آثار الدمار لا تزال ظاهرة في المكان".

وبعد أن فشلوا مراراً في الحصول على قرار قضائي من المحاكم الإسرائيلية يمكّنهم من العودة إلى قريتهم، يتوجه أحفاد مَن هُجّروا من إقرث إليها للاحتفال بالأعياد المسيحية وإقامة حفلات الزفاف وتشييع الموتى ودفنهم.

رنين عطا الله (45 سنة) تعمل في مجال التربية وتكتب قصائد عن إقرث، وهي من بين أولئك الذين عادوا إلى قريتهم في يوم الجمعة العظيمة وخيّموا بجانب الكنيسة، تقول: "آتي دائماً إلى هنا مع أهالي القرية، نحضر الطعام وننام هنا ونتجول ونكتشف أشياء جديدة ونستعيد تاريخنا".

وفي حين أدى أهالي إقرث صلاة الجمعة العظيمة، سار مسيحيون في مسيرة درب الصليب في القدس عبر البلدة القديمة الجمعة على خطى المسيح قبل صلبه، وفق الكتاب المقدس.

وكان رؤساء الكنائس المسيحية حذروا في رسالة الفصح من أن يصبح المسيحيون "أهدافًا لهجمات" عدائية، وقال القس ياسر العياش من طائفة الروم الكاثوليك التي ينتمي إليها أهالي إقرث "إن القادة المسيحيين يحاولون دعم مجتمعاتهم في مواجهة مثل هذه التحديات". وأضاف: "علينا أن نواصل تقاليدنا لأنها تعبر عن إيماننا، وهي وجزء من الحياة التقليدية للكنيسة هنا في القدس في الأرض المقدسة".

ويبقى أهالي إقرث مصممين على الاحتفال بعيد الفصح كل عام. وقال سهيل خوري: "نعمل اليوم على إبقاء الناس على تواصل وعلى أن يلتقوا في أرضهم إلى أن يعودوا يوماً إلى بيوتهم ويُعيدون بناءها. واليوم، الكنيسة هي التي تجمعهم وهي منزل الجميع".

وحصل أهالي القرية في سبعينيات القرن الماضي بعد سنوات طويلة من التقاضي على حق إصلاح الكنيسة ودفن أمواتهم في مقبرتها. ومن ثم باتوا يزورون المقبرة في كل يوم جمعة عظيمة ويضعون الزهور على القبور ويقيمون صلاة عيد الفصح في كنيستها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مقتل فتى فلسطيني في عملية للجيش ووفاة إسرائيلية متأثرة بإصابتها بهجوم الجمعة

اكتشاف ثقب أسود ضخم يتحرّك في الفضاء.. هل يشكّل خطرًا على البشرية؟

هل يعود الإسرائيليون الذين فروا من مستعمرات غلاف غزة إليها؟