بايدن في بلفاست لإحياء ذكرى اتفاق الجمعة العظيمة ودعوةٌ لحلّ الأزمة السياسية في أيرلندا الشمالية

الرئيس الأريكي جو بايدن يلتقط صورة سيلفي مع الناس في دندالك - أيرلندا. 2023/04/12
الرئيس الأريكي جو بايدن يلتقط صورة سيلفي مع الناس في دندالك - أيرلندا. 2023/04/12 Copyright باتريك سسيمانسكي/أ ب
Copyright باتريك سسيمانسكي/أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

في المقاطعة البريطانية يسود شلل فعلي للمؤسّسات المحلّية التي أُنشئت قبل ربع قرن، والتي يتشارك فيها السلطة الوحدويون الموالون للندن وأغلبيتهم من البروتستانت، والجمهوريون الداعون للانفصال عن بريطانيا والانضمام إلى جمهورية إيرلندا الشمالية وأغلبيتهم من الكاثوليك.

اعلان

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن من أيرلندا الشمالية التي زارها الأربعاء "كصديق"، القوى السياسية المحليّة لتجاوز انقساماتها وإنهاء شلل مؤسّساتي تعاني منه المقاطعة البريطانية، بعد ربع قرن من توقيع اتفاقيات السلام.

وبايدن الذي قلّما يفوّت فرصة إلا ويذكّر فيها بأصوله الأيرلندية من جهة والدته، استهلّ خطاباً ألقاه في جامعة بلفاست بالتذكير بجذوره... البريطانية من ناحية والده، في لفتة نادرة من قبله.

وزار الرئيس الأميركي أيرلندا الشمالية لإحياء ذكرى مرور 25 عاماً على توقيع اتفاقيات السلام في 10 نيسان/أبريل 1998. لكنّ إحياء هذه الذكرى يتزامن مع واقع سياسي مرير تمرّ به المقاطعة البريطانية.

ويسود شلل فعلي المؤسّسات المحلّية التي أُنشئت قبل ربع قرن، والتي يتشارك فيها السلطة الوحدويون الموالون للندن وأغلبيتهم من البروتستانت، والجمهوريون الداعون للانفصال عن بريطانيا، والانضمام إلى جمهورية أيرلندا الشمالية وأغلبيتهم من الكاثوليك.

"عبرة"

وفي خطابه ذكّر بايدن بأنّه قبل ثلاثة عقود لم يكن ممكناً للمرء أن يتخيّل أنّ مبنى جامعة بلفاست، المشيّد بالكامل من الزجاج والصلب، سيكون على هذه الحال في مدينة كانت أوصالها مقطّعة بالأسلاك الشائكة، وتهزّها تفجيرات واشتباكات دامية.

وأُطلق على تلك المرحلة اسم "الاضطرابات" وقد راح ضحيتها 3500 قتيل. وأضاف الرئيس الأميركي في خطابه أنّ "العبرة من اتفاقيّات الجمعة العظيمة هو أنّه عندما تبدو الأمور هشّة للغاية (...) تكون الحاجة ماسّة للأمل والجهد".

ونوّه بايدن بالإمكانيّات الاقتصادية لأيرلندا الشمالية، المقاطعة التي تعاني من صعوبات مالية وتعهّدت واشنطن ضخّ استثمارات فيها، وقال: "آمل أن يعاد قريباً إرساء البرلمان والحكومة (المحلّيين)"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ القرار النهائي بهذا الشأن يعود للقادة السياسيين المحلّيين.

قبل إلقائه خطابه التقى الرئيس الأميركي بقادة الأحزاب الخمسة الرئيسية في المقاطعة البريطانية، بما في ذلك "الحزب الوحدوي الديموقراطي" الذي لا يخفي حذره من بايدن الكاثوليكي.

شلل سياسي

وعلى مدى أكثر من عام، رفض هذا الحزب المشاركة في المؤسسات المشتركة، التي تتمتع بحكم ذاتي في أيرلندا الشمالية وهي من مكتسبات اتفاق السلام. ويرفض الحزب المشاركة في هذه المؤسسات لاعتراضه على وضع الحدود البرية الحساس جدا مع جمهورية أيرلندا، بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. لكنّ الحزب الوحدوي تلقّى دعوة بايدن لحلّ الأزمة السياسية في المقاطعة ببرودة.

ومع أنّ الأمر لم يصل بزعيم الحزب جيفري دونالدسون إلى حدّ وصف الرئيس الأميركي بأنّه "معادٍ لبريطانيا"، كما فعل أحد نوّابه، إلا أنّه اكتفى بالقول إنّ حلّ الأزمة يتطلّب تعديلات قانونية إضافية تعزّز مكانة أيرلندا الشمالية داخل المملكة المتّحدة.

وخلال زيارته القصيرة جداً إلى المقاطعة البريطانية، التقى بايدن لفترة وجيزة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي أكّد أنّ العلاقات بين البلدين "جيّدة جدّاً".

لكنّ زيارة بايدن الخاطفة والاجتماع القصير جداً الذي عقده مع سوناك، أعطيا لندن انطباعاً بأنّ الرئيس الأميركي يؤدّي الحدّ الأدنى المطلوب، لا سيّما بالمقارنة مع زيارته إلى أيرلندا المجاورة حيث سيمضي يومين ونصف اليوم.

وغادر الرئيس الأميركي المقاطعة البريطانية متوجّهاً إلى أيرلندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي. ووصل الرئيس الأميركي إلى دبلن في زيارة يتخلّلها جزء شخصي وعائلي.

هجرة

وبايدن الذي سبق له أن زار أيرلندا عندما كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما، يتغنّى بأصوله الأيرلندية بعدما هاجر أجداده إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر بحثا عن حياة أفضل.

وحرص البيت الأبيض على تفصيل شجرة عائلة الرئيس للصحافيين، وتقديم سلسلة من التفاصيل الطريفة حول أجداده. ويسعى الرئيس الأميركي إلى تحويل الزيارة إلى منصة سياسية إذ ينوي الترشح للانتخابات في العام 2024.

ويريد بايدن أن يبرهن للطبقة المتوسطة المحبطة بأن "الحلم الأميركي" لا يزال ممكنا، مع التشديد على أنه يأتي من عائلة عاملة ومتواضعة الحال. وينوي بايدن زيارة بلدتين أيرلنديتين يقول خبراء في علم الأنساب إنّ أجداده أتوا منهما وهما لوث ومايو.

وفي مدينة بالينا الصغيرة الواقعة في الشمال الغربي، تنتشر الأعلام الأميركية حول لوحة جدارية تزين حانة محلية، منذ فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وبين المحطتين، يقوم الرئيس الأميركي بزيارة إلى دبلن تتخللها لقاءات ثنائية وخطاب أمام البرلمانيين.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ترامب يقاضي محاميه السابق ويطالبه بتعويض قدره 500 مليون دولار

شاهد: تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ولص داخل بنك في لويزفيل

شاهد: داخل حديقة للحيوانات.. نيوزيلندا تستقبل نَمِرتَي ثلوج مهددتين بالانقراض