العمل بالمادة 42.. الولايات المتحدة تحذّر المهاجرين قبيل رفع القيود على حدودها الجنوبية

باتريسيا فارغاس من فنزويلا تبكي أمام مركز المعالجة في براونزفيل بتكساس بعد أن اكتشفت إعادة ترحيل أحفادها إلى المكسيك.
باتريسيا فارغاس من فنزويلا تبكي أمام مركز المعالجة في براونزفيل بتكساس بعد أن اكتشفت إعادة ترحيل أحفادها إلى المكسيك. Copyright ANDREW CABALLERO-REYNOLDS / AFP
Copyright ANDREW CABALLERO-REYNOLDS / AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

وستوقف الحكومة الأميركية عند الساعة 11,59 ليل الخميس (3,59 فجر الجمعة ت غ) العمل بالإجراء المعروف بـ"المادة 42"، مع إقرار الرئيس جو بايدن بأنّ الوضع سيكون "فوضوياً".

اعلان

حذّرت الولايات المتحدة الخميس المهاجرين الساعين لدخول أراضيها من أن حدودها الجنوبية لن تكون "مفتوحة"، وذلك قبل ساعات من وقف العمل بإجراء معتمد منذ بداية الوباء، في تغيير يتسبّب بارتباك وقلق لآلاف محتشدين عند الحدود مع المكسيك.

وستوقف الحكومة الأميركية عند الساعة 11,59 ليل الخميس (3,59 فجر الجمعة ت غ) العمل بالإجراء المعروف بـ"المادة 42"، مع إقرار الرئيس جو بايدن بأنّ الوضع سيكون "فوضوياً".

وحشدت الحكومة "أكثر من 24 ألف عميل وفرد في قوات إنفاذ القانون" على الحدود وأربعة آلاف جندي، في محاولة للتعامل مع التدفق المتوقع للمهاجرين بعد رفع الإجراء، علما بأن أعداد من يحاولون بلوغ أراضيها آخذة في الازدياد حتى قبل ذلك، وفق ما رأى صحافيو فرانس برس في مدن حدودية.

وقال وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إنّ "حدودنا ليست مفتوحة"، مشددا على أن وقف العمل بـ"المادة 42" سيتبعه فرض عواقب مشددة بحق الأشخاص الذين يعبرون الحدود بشكل غير نظامي، وإن كان ذلك لطلب اللجوء.

وقال "إذا وصل أي شخص إلى حدودنا الجنوبية بعد منتصف الليلة، فسيُفترض بأنه غير مؤهل للحصول على اللجوء وسيخضع لعواقب أشد بسبب الدخول بشكل غير شرعي، بما يشمل حظرا مدته خمس سنوات على الدخول مرة جديدة واحتمال الملاحقة القانونية الجنائية".

وأكد أن واشنطن تدرك "التحديات التي يرجح أن نواجهها في الأيام والأسابيع المقبلة" وهي مستعدة للتعامل معها، مؤكداً أنّ السلطات ترصد "عدداً كبيراً من الوافدين في بعض الأماكن". 

استعداد "للمجهول"

وفي مدينة براونزفيل الحدودية، شاهد صحافيون في فرانس برس عددا من المهاجرين يعبرون الحدود بشكل عشوائي ضمن مجموعات من 20 شخصا.

وكان رئيس بلدية إل باسو أوسكار ليزر توقع الخميس أن يكون تبدّل الإجراءات "صعباً، صعباً للغاية". وأضاف "لا نعرف ما سيحصل في اليوم التالي، لا نعرف ما سيحصل في الأيام العشرة المقبلة".

وأضاف ليزر أنّ مدينته إل باسو، وهي نقطة وصول كبرى، "تستعدّ للمجهول".

على الجهة الأخرى من الحدود، تنتظر مارتا بيريز القادمة من غواتيمالا، مع ابنتيها البالغتين سنتين وأربع سنوات. وتقول وهي تبكي، إنّ زوجها وأحد أبنائها قتلا، وابنها المراهق يعيش بمفرده في الولايات المتحدة.

وقالت لفرانس برس من سيوداد خواريز البلدة المكسيكية المواجهة لإل باسو "اليوم، كلّ ما أريده هو عبور" الحدود الممتدة على مسافة ثلاثة آلاف كلم.

ويقابَل المهاجرون الذين يحتشدون في شمال المكسيك بإجراءات محيّرة مع التغييرات في ترتيبات الهجرة وانتشار الشائعات من قبل المهرّبين والإجراءات المعقّدة عبر الإنترنت.

ويقول ميشال وهو فنزويلي التقت به فرانس برس في سيوداد خواريز على بعد حوالى 300 متر من الحدود، "لا ندري ماذا يجري". ويضيف "يجعلون الأشياء أكثر صعوبة"، معربا عن خيبة أمله بعد فشل آخر في أخذ موعد عبر تطبيق "سي بي بي" (CBP) على الهاتف المحمول.

في هذه الأثناء، يسارع البعض لعبور الحدود قبل مساء الخميس من أجل تقديم طلب لجوء، خوفاً من أنّ تغيير القواعد سيمنعهم من فعل ذلك لمدّة خمس سنوات.

ويأتي المهاجرون بشكل رئيسي من أميركا اللاتينية، لكن أيضا من دول بعيدة مثل الصين وروسيا وتركيا.

"كابوس"

أعطت "المادة 42"، التي من المفترض أن تحدّ من انتشار "كوفيد-19"، الفرصة للسلطات الأميركية لإعادة جميع المهاجرين الذين يدخلون البلاد بشكل فوري، بمن فيهم طالبي اللجوء. واستُخدمت هذه المادة 2,8 مليون مرة، خلال ثلاث سنوات.

ومن المقرر أن يتم اعتماد قيود جديدة على حق اللجوء بدءا من ليل الخميس، تم وضعها بالاتفاق بين وزارتي العدل والأمن الداخلي في الولايات المتحدة.

وقبل الحضور عند الحدود، يجب على طالبي اللجوء، باستثناء القصّر غير المصحوبين بذويهم، الحصول على موعد عبر تطبيق هاتفي وضعه حرس الحدود، أو يتم رفض حق اللجوء في إحدى الدول التي يتم عبورها خلال رحلة الهجرة.

اعلان

كما سيًُفترض أنّ طلبهم غير شرعي وقد يخضعون لإجراءات ترحيل معجّلة، تمنعهم من دخول الأراضي الأميركية لمدة خمس سنوات.

ويثير تطبيق "سي بي بي" الهادف الى حصر طلبات اللجوء غضب المهاجرين لاسيما في ظل صعوبات يواجهونها للاتصال بشبكة الهاتف والانترنت.

وقال التاجر خوان بافون الآتي مع عائلته من فنزويلا إن التطبيق الذي يعاني سلسلة مشاكل تقنية هو "كابوس".

وتابع "يستنفذنا هذا التطبيق معنويا ونفسيا"، بينما كانت ابنته آنا باولا (14 عاما) الى جانبه تنهار بالبكاء، اذ أدت عملية تحديث للتطبيق الى محو كل المعلومات التي سبق أن أدخلتها.

سياسة داخلية

وتحرص الإدارة الأميركية الديموقراطية على عرض سياسة هجرة متوازنة، بينما يتّهم الجمهوريون الرئيس جو بايدن، المرشّح مجدّداً لانتخابات العام 2024، بتحويل الحدود إلى "غربال".

اعلان

ومن أجل تشجيع القنوات القانونية للهجرة، خطّطت واشنطن لفتح مئة مركز في الخارج لدراسة الملفّات. ومن المخطّط فتح أول المراكز في هذا المجال في كولومبيا وغوتيمالا.

والخميس، دعا الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الولايات المتحدة الى حلّ خلافاتها مع كوبا وفنزويلا لضبط تدفق المهاجرين.

وقال إن على واشنطن "حلّ الأمور في فنزويلا، في كوبا، في كل الدول. كيف يمكننا الإبقاء على الوئام والسلام والطمأنينة في وجود خلافات، في وجود مواجهات؟"، في إشارة الى الخلافات السياسية الحادة بين واشنطن من جهة، وكل من كراكاس وهافانا من جهة أخرى.

ويشكّل ملف الهجرة نقطة تجاذب سياسية أميركية داخلية.

بالنسبة للرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، سيكون الخميس "يوم العار... سيكون هناك ملايين الأشخاص الذين سيتدفّقون على بلدنا".

اعلان

وأشار في تصريحات لشبكة "سي أن أن" الى أنّه إذا عاد إلى البيت الأبيض، سوف يعيد سياسة الفصل بين العائلات على الحدود لأنّه "عندما تكون لدينا هذه السياسة، فإنّ الناس لا يأتون".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ترودو يستقبل بايدن "الصديق العظيم" والإعلان عن اتفاق للتصدّي للهجرة

الهجرة والتجارة والوضع في هايتي على جدول أعمال لقاء بايدن وترودو في كندا

بايدن يعلن "نيته" التوجه إلى الحدود مع المكسيك في إطار موضوع الهجرة