تتويج برشلونة بالليغا خطوة أولى في مشواره الطويل لاستعادة مجده

احتفال لاعبي برشلونة بحسم لقب الدوري
احتفال لاعبي برشلونة بحسم لقب الدوري Copyright Joan Monfort/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
Copyright Joan Monfort/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بتتويجه بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم للمرة السابعة والعشرين في تاريخه والأولى منذ عام 2019، أكّد برشلونة أنه يسير في الاتجاه الصحيح، لكن طريق العودة نحو المجد الأوروبي لا يزال طويلًا وخادعًا.

اعلان

رهن الرئيس جوان لابورتا جزءًا من مستقبل النادي الصيف الماضي للتعاقد مع المهاجم الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي والمدافع الدولي الفرنسي جول كونديه ونجوم آخرين، مع ديون للنادي الكاتالوني تصل لأكثر من مليار يورو (1.1 مليار دولار).

أتت سياسة لابورتا بثمارها في الليغا حيث توج برشلونة باللقب لأول مرة منذ أربع سنوات، لكن الخروج المذل من مسابقة دوري أبطال أوروبا، أدى إلى تراجع الكاتالونيين إلى مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".

لم يستمر مشوار بلاوغرانا في المسابقة القارية الثانية طويلاً أيضًا، حيث خرج على يد مانشستر يونايتد الإنكليزي في الدور الفاصل المؤهل إلى ثمن النهائي، واكتفى بمشاهدة غريمه التقليدي ريال مدريد وهو يتأهل إلى نصف نهائي المسابقة القارية العريقة.

قد لا تكون النتيجة الكاملة لتلك المقامرة التي شهدت بيع برشلونة 25% من حقوق البث التلفزيوني المحلي المستقبلية على مدى السنوات الـ25 المقبلة، واضحة لفترة طويلة، ولكن على المدى القصير، فإن النجاح أمر حتمي.

تتويج برشلونة بلقبي الدوري المحلي والكأس السوبر المحلية هو الحد الأدنى الذي يمكن توقعه، وهناك حاجة إلى تحسين كبير في المسابقة القارية في الموسم المقبل.

أظهر خروجه من دوري أبطال أوروبا أن الفريق لا يزال بحاجة إلى تعزيز التشكيلة الأساسية بالمزيد من اللاعبين، لأن سلسلة من الإصابات في توقيت سيء تسببت في انهياره الأوروبي.

ومع ذلك، فإن "الرافعات" الاقتصادية التي سحبها برشلونة الصيف الماضي للتعاقدات كانت مظلة يستخدمها النادي لمرة واحدة فقط.

هذا الصيف يحتاج إلى توفير أكثر من 200 مليون يورو (218 مليون دولار) من الإيرادات أو المداخيل الجديدة حتى يتمكن من النشاط دون قيود في سوق الانتقالات.

حتى ذلك الحين، يُسمح لبرشلونة بإنفاق ما يصل إلى 40 بالمائة فقط من أي مداخيل أو ادخار على اللاعبين الجدد أو تجديد العقود، وهناك بعض المجالات الواضحة التي يحتاج إلى تحسينها.

يحتاج برشلونة إلى مهاجم لمساعدة ليفاندوفسكي أو تعويض غيابه في حال تعرضه للإصابة، إلى جناح أيسر ومدافع أيمن.

كما أن إعلان قائده ولاعب وسطه سيرجيو بوسكيتس رحيله في حزيران/يونيو المقبل بنهاية عقده والذي في الوقت ذاته يمنحه دفعة اقتصادية، يجبره على التعاقد مع لاعب بديل.

يُعتقد ان المدرب تشافي هرنانديس يرغب في ضم لاعب وسط ريال سوسييداد مارتن سوبيميندي، لكن الشرط الجزائي لعقده البالغ 60 مليون يورو (66 مليون دولار) يعني أنه قد يتعين عليه البحث عن بديل آخر.

أقوى دفاع في التاريخ؟

باستقبال شباكه 13 هدفًا فقط في 34 مباراة منذ انطلاق الدوري الإسباني لكرة القدم، بات برشلونة، المتوج بلقب الليغا الأحد، في طريقه لأن يصبح أفضل خط دفاع في تاريخ البطولات الخمس الكبرى، على خطى تشلسي الإنجليزي بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في 2004-2005.

اشتهر برشلونة بأسلوب اللعب "تيكي تاكا" الذي يعتمد على التمريرات القصيرة والاستحواذ المفرط الذي سطَّر الأيام الجميلة للنادي الكاتالوني ومنتخب إسبانيا منذ 2010، لكن نسخة النادي في موسم 2022-2023 لم تكن معتادة على تألق خط دفاعها.

ولكن في أول موسم كامل له على رأس الإدارة الفنية للفريق الكاتالوني، أقام المدرّب تشافي جدارًا لا يمكن اختراقه بسهولة من خلال الجمع بين الشابين الصاعدين (الأوروغوياني رونالد أراوخو، أليخاندرو بالدي) والوافدين الجدد الأذكياء (الفرنسي جول كونديه، الدنماركي أندرياس كريستنسن، وماركوس ألونسو) أمام حارس مرمى دولي ألماني اسمه مارك-أندريه تير شتيغن الذي أصبح مرة أخرى مستعصيًا على المهاجمين في عرينه.

بهذا الجدار الدفاعي والضغط الخانق الذي تمارسه أجنحة الفريق مثل غافي، استقبلت شباك الفريق الكاتالوني 13 مرة فقط في 34 مباراة بالدوري هذا الموسم.

في تاريخ البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، سجل تشلسي بقيادة مورينيو الرقم القياسي في قلة عدد الاهداف التي استقبلتها الشباك في موسم واحد. كان ذلك موسم 2004-2005 عندما اهتزت شباك النادي اللندني 15 مرة فقط في 38 مباراة وتوج وقتها بطلاً لانكلترا بفارق 12 نقطة عن جاره أرسنال.

بقيت أربع مباريات لبرشلونة لتحطيم هذا الرقم القياسي. أربع مباريات حيث سيكون عليه فقط استقبال هدف واحد.

اعلان
Joan Mateu Parra/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
احتفالات جماهير برشلونة باللقبJoan Mateu Parra/Copyright 2023 The AP. All rights reserved

رقم قياسي لما يقرب من 100 عام في إسبانيا!

في إسبانيا أيضًا، من المؤكد أن الإنجاز الدفاعي لبرشلونة سيمحي رقماً قياسياً يعود إلى قرابة مائة عام.

الفريق الذي استقبلت شباكه أقل عدد من الأهداف في تاريخ الدوري هو ريال مدريد (لم يكن يحمل اسم ريال وقتها) في موسم 1931-1932، مع 15 هدفًا فقط، ولكن في موسم شمل 18 مباراة.

منذ أن رفع عدد المراحل في البطولة الى 38، اقترب ديبورتيفو لاكورونيا من هذا الرقم القياسي التاريخي باستقباله 18 هدفًا فقط في موسم 1993-1994. لكن دفاعه الحديد لم يكن كافياً لفوزه باللقب حيث حل ثانيا خلف برشلونة.

وبدوره تلقت شباك أتلتيكو مدريد في موسم 2015-2016، 18 هدفًا فقط، واحتل المركز الثالث.

أبرز اللاعبين

اعتمد برشلونة المتوج الأحد بلقب بطل الدوري الإسباني لكرة القدم للمرة السابعة والعشرين في تاريخه، على لاعبين أساسيين طيلة الموسم لاستعادة اللقب الذي استعصى عليه منذ عام 2019.

اعلان

وهنا اللاعبون السبعة المفتاح في عودة النادي الكاتالوني إلى قمة الليغا:

ليفاندوفسكي، الهداف

في تموز/يوليو 2022، وصل المهاجم الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى برشلونة بسمعة نجم فترة الانتقالات الصيفية للنادي الكاتالوني. وبعد ثماني سنوات في بايرن ميونيخ الألماني، استهل صاحب الحذاء الذهبي لعام 2022 موسمه بقوة في برشلونة حيث سجل 11 هدفًا في المراحل العشر الأولى من الدوري. قلت نسبته التهديفية بعد نهائيات كأس العالم في قطر، لكنه ظل "بيتشيتشي"، أفضل هداف في الدوري الاسباني متقدما على مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة، حيث عزز صدارة لائحة الهدافين بثنائيته في مرمى إسبانيول إلى 21 هدفا مقابل 17 للفرنسي.

Joan Monfort/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
روبرت ليفاندوفسكيJoan Monfort/Copyright 2023 The AP. All rights reserved

تير شتيغن، الجدار

بعد موسم رائع 2021-22، تابع حارس المرمى الدولي الألماني مارك أندريه تير شتيغن تألقه وأصبح مرة أخرى حارسًا آمنًا بين نخبة أفضل حراس المرمى في العالم. في 34 مرحلة، استقبلت شباكه 13 هدفًا فقط في الدوري بينها محافظته على نظافتها 25 مرة، وهو رقم قياسي في القرن الحادي والعشرين في إسبانيا بفارق مباراة واحدة خلف الرقم القياسي الأوروبي لتشلسي الانكليزي بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو موسم 2004-2005.

اعلان

أراوخو، صمام الأمان

يؤكد لقب برشلونة على مكانة المدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو كواحد من أكثر المدافعين رعباً في القارة العجوز. في موسمين فقط، أصبح قائد دفاع بلاوغرانا الذي أعيد تشكيله إلى حد كبير بعد رحيل الفرنسيين كليمان لانغليه وصامويل أومتيتي وجيرار بيكيه، من بين آخرين. في أيلول/سبتمبر الماضي، تزامنت إصابته في العضلة المقرّبة التي حرمته من المشاركة في كأس العالم في قطر مع منتخب بلاده، مع خروج برشلونة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا.

كونديه، الضمانة

إلى جانب أراوخو، كان المدافع الدولي الفرنسي جول كونديه هو الضمانة الدفاعية الكبيرة الأخرى للكاتالونيين هذا الموسم. في قلب الدفاع أو كظهير أيمن، اندمج لاعب بوردو السابق والبالغ من العمر 24 عامًا والذي وصل الصيف الماضي من إشبيلية، بشكل مثالي مع مخطط تشافي التكتيكي، بفضل تفوقه في المبارزات الثنائية والانطلاقات الهجومية. كما عززت روحه الفكاهية وملابسه الرائعة من شعبيته بين أنصاره.

Joan Mateu/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
تير شتيغنJoan Mateu/Copyright 2023 The AP. All rights reserved

بوسكيتس، الدماغ

اعلان

في 10 أيار/مايو، أعلن قائد بلاوغرانا سيرجيو بوسكيتس أنه لن يواصل المغامرة في برشلونة بنهاية عقده في حزيران/يونيو المقبل. لكن في موسمه الأخير مع الفريق الكاتالوني، كان "بوسي" لا غنى عنه مرة أخرى في دور فريقه في الهجوم والدفاع. أسطورة النادي الحية، لم يعلن بوسكيتس بعد عن وجهته المستقبلية. في سن الخامسة والثلاثين هذا الصيف، هل يفكر في الاعتزال؟

بيدري، المايسترو

تألق المايسترو بيدري بشكل لافت منذ بداية الموسم حتى أبعدته الإصابة عن الملاعب لمدة شهرين في الربيع (غاب عن 11 مباراة من منتصف شباط/فبراير إلى منتصف نيسان/أبريل). واصل عقب عودته قيادة خط هجوم النادي الكاتالوني بتمريراته الرائعة والحاسمة ومجهوداته الفردية ذات الجودة الفنية النادرة. بالإضافة إلى مؤهلاته الفنية، ضاعف لاعب خط الوسط الشاب البالغ من العمر 20 عامًا أيضًا إحصائيات أهدافه في الدوري: بعدما سجل ثلاثة أهداف في موسمي 2020-21 ومثلها في موسم 2021-22، هز الشباك ست مرات هذا الموسم.

غافي، الانفجار

جنبًا إلى جنب مع بيدري، شهد شاب آخر ارتفاعًا في تقييمه هذا الموسم: بفضل قتاليته وكثافته في الضغط ومؤهلاته الفنية مع الكرة في قدميه، فرض غافي، الفتى الذهبي البالغ من العمر 18 عامًا، نفسه أساسيا في تشكيلة المدرب تشافي سواء كلاعب وسط أو على الجناح الأيسر لهجوم البلاوغرانا. حتى لو أنه يلعب برخصة الفريق الاحتياطي للنادي بسبب الصعوبات الاقتصادية لبرشلونة، فإن غافي يلعب في مسرح الكبار: هو وبيدري هما "حاضر ومستقبل برشلونة"، كما يحب أن يقول مدربهما تشافي.

اعلان

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

يمينيون يمنعون حفلة بكنيسة ومظاهرة احتجاجاً على حفل آخر لليمين المتطرف في فرنسا

بعد هدنة بين إسرائيل وغزة بوساطة مصرية.. حياة الفلسطينيين والإسرائيليين تعود لطبيعتها

اعتذار وإقالة.. قناة إسبانية تقيل معلقًا أطلق نكتة "عنصرية" على الهواء عن جناح برشلونة لامين جمال