غادر وفد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا [إكواس] الذي سافر إلى النيجر لإيجاد مخرج للأزمة في فيها من دون نتيجة. فهل تتجه البلاد نحو تدخل عسكري؟
توقع رئيس النيجر محمّد بازوم المنتخب ديمقراطيا حصول "عواقب وخيمة على بلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره" في حال نجاح المحاولة الانقلابيّة لإطاحته من السلطة داعيا الأسرة الدولية إلى تقديم المساعدة فيما توعد الانقلابيون كل من يشن "عدوانا" على البلاد "برد فوري".
وفي وقت متاخر من مساء الخميس أعلن الانقلابيون في بيان تُلي عبر التلفزيون إلغاء اتفاقيّات عسكريّة عدّة مبرمة مع فرنسا تتعلّق خصوصا بـ"تمركز" الكتيبة الفرنسيّة وبـ"وضع" الجنود الموجودين في إطار المعركة ضدّ الجهاديّين،
آخر التطورات الميدانية والسياسية والدبلوماسية في النيجر
وزير الدفاع الفرنسي: الانقلاب في النيجر "يضعف مكافحة الإرهاب"
اعتبر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مقابلة خاصة مع وكالة فرانس برس أن الانقلاب في النيجر "خطأ فادح في التقدير... يضعف مكافحة الإرهاب" في منطقة الساحل.
ألغى المجلس العسكري النيجري اتفاقات التعاون العسكري مع باريس. ما هي تداعيات ذلك على القوات الفرنسية في النيجر وعلى الأمن في المنطقة بشكل عام؟
جاء هذا الإعلان بلا تفكير وهو يفتقر الى الشرعية وبالتالي باطل. فرنسا تعترف فقط بالسلطات الشرعية للنيجر، تماما مثل أعضاء الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) والعديد من الدول الحليفة.
النيجر هي واحدة من أفقر البلدان في العالم: 40% من موازنة البلاد تأتي من المساعدات الخارجية وستعاني بشدة غيابها إذا لم تتم إعادة النظام الدستوري. كما أن السياق الأمني صعب للغاية، مع وجود بوكو حرام من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى من جهة أخرى.
وجودنا العسكري في النيجر جاء بطلب من السلطات النيجرية الشرعية للمساعدة في مكافحة الإرهاب. اتخذت هذه المساعدة أشكالا عدة: التدريب، والمساعدة الاستخباراتية، وكذلك الدعم القتالي بقيادة النيجر. لذلك، تختلف طريقة العمل عن طريقة عمل قوة برخان التي كنا ننشرها في مالي.
بدأ التعاون العسكري، القائم منذ عام 2019، بتحقيق نتائج مهمة، لا سيما في ما يسمى منطقة المثلث الحدودي (بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر). عندما زرت المنطقة، رأيت أن آلاف الكيلومترات المربعة قد أعيدت إلى السكان، لا سيما لأغراض الرعي والإنتاج الزراعي. لذلك لم يحتجز الرئيس محمد بازوم فقط رهينة، بل عمليا جميع سكان النيجر أيضا.
يضعف هذا الانقلاب مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل حيث تصعّد الجماعات الإرهابية المسلحة نشاطها. هذا خطأ جسيم في التقدير يتعارض تماما مع مصالح البلد.
نشأت علاقة قوية للغاية على الأرض بين العسكريين الفرنسيين والنيجريين. الجنرالات الانقلابيون، يتقدمهم جنرال في القصر لم يقاتل أبدا، خانوا روح وشجاعة الجنود النيجريين الذين قادوا القتال بالاشتراك مع الجيش الفرنسي.
تصاعد الضغط على انقلابيي النيجر مع اقتراب انتهاء انذار بتدخل عسكري
تصاعد ضغط المجتمع الدولي السبت على الانقلابيين في النيجر عشية انتهاء إنذار من كتلة غرب إفريقيا (إيكواس) التي قالت إنها مستعدة للتدخل عسكريا.
وكانت المنظمة الإقليمية أمهلت الانقلابيين الأحد الماضي سبعة أيام لإعادة الرئيس محمد بازوم الذي أطيح في 26 تموز/يوليو إلى منصبه، تحت طائلة استخدام "القوة". وفرضت عقوبات شديدة على نيامي.
والسبت، أكدت الخارجية الفرنسية دعمها "بحزم وتصميم" لجهود إكواس لدحر محاولة الانقلاب. وقالت في بيان إن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك".
واجتمع القادة العسكريون لدول المجموعة في العاصمة النيجيرية أبوجا لمناقشة سبل التعامل مع أحدث انقلاب في منطقة الساحل الإفريقي.
France reaffirmed its support for ECOWAS military intervention to defeat the putschists and restore the rule of President Bazum.
— Sprinter (@Sprinter99800) August 5, 2023
"France strongly and firmly supports ECOWAS efforts to repel this coup attempt."
We remind you that the seven-day ECOWAS deadline for putschists in… pic.twitter.com/zQKSfITRQC
وقال مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى "تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة".
وأضاف أن "رؤساء الأركان وفريقهم عملوا على مدار الساعة (منذ الأربعاء) لتطوير تصور عملاني من أجل تدخل عسكري محتمل في جمهورية النيجر لإعادة النظام الدستوري وتأمين الإفراج عن الرئيس المحتجز".
وتابع موسى "إكواس لن تبلغ الانقلابيين متى وأين سنضرب"، مضيفا أن ذلك "قرار عملاني سيتخذه رؤساء دول" التكتل.
وصل وفد من إكواس برئاسة رئيس نيجيريا السابق عبد السلام أبوبكر إلى العاصمة نيامي الخميس، لكنه غادر ليلا دون أن يلتقي رئيس المجلس الوطني لحماية البلاد الجنرال عبد الرحمن تياني ولا الرئيس المخلوع بازوم.
تولى الرئيس السابق للحرس الرئاسي في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني السلطة على رأس المجلس العسكري في 26 تموز/يوليو فيما الرئيس المنتخب محمد بازوم ما زال محتجزًا.
باريس: إعادة النظر في نشر قوات مكافحة الإرهاب في الساحل غير مطروحة
قالت وزيرة خارجية فرنسا السبت لإذاعة فرنسا الدولية RFI إن إعادة النظر في نشر قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية في منطقة الساحل "ليست على جدول الأعمال"، مشككًة في قرار انقلابيي النيجر إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا.
قالت كاترين كولونا "هذا ليس على جدول الأعمال، حتى لو تم تعليق هذا التعاون ... بسبب محاولات الانقلاب الجارية منذ أكثر من أسبوع في النيجر".
اكتست النيجر دورًا محوريًا في العمليات الفرنسية لمحاربة التنظيمات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل منذ خروجها من مالي بطلب من المجلس العسكري الحاكم في هذا البلد في صيف 2022.
شكلت النيجر في البداية قاعدة عبور للعمليات في مالي، قبل أن تستقبل القسم الأكبر من القوات الفرنسية في قاعدة جوية في نيامي. وسيكون انسحاب 1500 جندي فرنسي من النيجر بمثابة نكسة جديدة لباريس في حربها ضد الجهاديين.
وقالت كولونا إن المجتمع الدولي أجمع على المطالبة بالعودة إلى النظام الدستوري "على الفور وقبل انتهاء المهلة التي حددتها دول المنطقة، وتصادف غدًا" الأحد.
وأضافت "لذلك أمامهم مهلة حتى يوم غد للتخلي عن هذه المغامرة، عن هذه المغامرات الشخصية وإعادة الديموقراطية إلى النيجر. ... لم تعد الانقلابات ضرورية ولم تعد مناسبة، هذا الانقلاب لا مبرر له، إنه غير مقبول".
تولى الرئيس السابق للحرس الرئاسي في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني السلطة على رأس المجلس العسكري في 26 تموز/يوليو فيما الرئيس المنتخب محمد بازوم ما زال محتجزًا.
باريس تدعم جهود إيكواس لإحباط محاولة الانقلاب في النيجر
قالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم السبت إن باريس ستدعم بقوة جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لإحباط الانقلاب العسكري في النيجر.
وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا كانت التقت رئيس وزراء النيجر وسفير النيجر في باريس يوم السبت.
#Niger | La Ministre @MinColonna a reçu le Premier Ministre du Niger Ouhoumoudou Mahamadou pour l’assurer du soutien déterminé de la France aux autorités constitutionnelles légitimes du pays. La CEDEAO, l’UA, l’ONU et l’UE demandent à l’unanimité le retour immédiat à l’ordre… pic.twitter.com/sD6IdvkWZY
— France Diplomatie🇫🇷🇪🇺 (@francediplo) August 5, 2023
النيجر على صفيح ساخن مع اقتراب انتهاء المهلة الزمنية لإعادة الرئيس المخلوع بازوم
قال مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى "تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة". وتابع موسى "إكواس لن تبلغ الانقلابيين متى وأين سنضرب"، مضيفاً أن ذلك "قرار عملاتي سيتخذه رؤساء دول" التكتل.

الولايات المتحدة تعلّق بعض برامج المساعدات لحكومة النيجر
تأتي الخطوة الأمريكية تزامناً مع إعلان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا [إكواس] الجمعة في ختام اجتماع لقادة جيوش دولها التوافق على خطة "لتدخل عسكري محتمل" ضد الانقلابيين.

رؤساء أركان جيوش دول "إكواس" وضعوا خطة "تدخل عسكري محتمل" في النيجر (المنظمة)
أعلنت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) الجمعة في ختام اجتماع لرؤساء أركان جيوش دولها الأعضاء في أبوجا أنه تم "تحديد" الخطوط العريضة "لتدخل عسكري محتمل" ضد الانقلابيين في النيجر.
وقال مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى "تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل العسكري المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة".
باريس تتجاهل رفض الانقلابيين لاتفاقاتها العسكرية مع النيجر
علقت فرنسا الجمعة على إلغاء الانقلابيين في النيجر اتفاقات للتعاون العسكري مع باريس، مشدّدة على أنّ "وحدها سلطات النيجر الشرعية" مخوّلة فسخها.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "تذكّر فرنسا بأن الإطار القانوني لتعاونها مع النيجر في مجال الدفاع يستند إلى اتفاقات أبرمت مع السلطات النيجرية الشرعية".
وأكدت أنّ فرنسا "تعترف شأنها في ذلك شأن كامل الأسرة الدولية، فقط" بهذه السلطات، مشيرةً إلى أنّها "أحيطت علماً" ببيان المجموعة العسكرية الانقلابية.
بالنسبة لباريس، تبقى الاتفاقات سارية، لكن غير مطبقة حاليًا لأن أفق التعاون مع الانقلابيين مسدود.
وقال مصدر دبلوماسي "تعاوننا العسكري توقف تماماً منذ الانقلاب".
النيجر هي المحور الأخير لقوة مكافحة الإرهاب الفرنسية في الساحل
تمثل النيجر المحور الأخير لمحاربة الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل بالنسبة لفرنسا التي تنشر فيها 1500 جندي بعد اضطرارها للخروج من مالي في صيف عام 2022، لكن الانقلابيين أعلنوا مساء الخميس في نيامي التخلي عن اتفاقات عسكرية عدة معها.
بعض هذه الاتفاقيات تنص بشكل خاص على شروط تمركز الكتيبة الفرنسية و"مكانة" الجنود المتواجدين في إطار مكافحة الجماعات الجهادية، وفق بيان صحفي تُلي على التلفزيون الوطني في النيجر.
وقال الكولونيل أمادو عبد الرحمن عضو المجلس العسكري الخميس "أمام موقف فرنسا اللامبالي" وردّ فعلها تجاه الوضع في النيجر "قرّر المجلس الوطني لحماية البلاد إبطال اتفاقيّات التعاون مع هذه الدولة في مجال الأمن والدفاع".
ردًا على ذلك، قالت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة "تذكر فرنسا بأن الإطار القانوني لتعاونها مع النيجر في مجال الدفاع يستند إلى اتفاقات أبرمت مع سلطات النيجر الشرعية الوحيدة التي تعترف (بها فرنسا) شأنها في ذلك شأن كامل الأسرة الدولية".
والثلاثاء، قالت هيئة الأركان الفرنسية إن الانسحاب من النيجر "ليس على جدول الأعمال على الإطلاق".