تستمر جهود فرق الإنقاذ بانتشال جثث الضحايا من بين الركام وتلك التي يلقيها البحر.
يواصل العالم إرسال المساعدات وفرق الإنقاذ والمستشفيات الميدانية إلى ليبيا بعد الكارثة التي اعقبت انهيار السدّين إثر إعصار دانيال.
وبينما تواصل الجهات الرسمية المختلفة في ليبيا الإعلان عن أعداد الضحايا والمفقودين، قالت الأمم المتحدة إن هذه الأرقام أولية. وتزداد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الجثث.
جهود دولية مكثّفة
تسارعت الجهود الدولية لمساعدة ليبيا الخميس بعدما أودت فيضانات أشبه بتسونامي ب 4000 شخص على الأقل، فيما ما زال الآلاف في عداد المفقودين، بينما أرجعت الأمم المتحدة حجم الحصيلة إلى الحرب والفوضى التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
أدّى التدفّق الهائل للمياه الناجمة عن العاصفة إلى انفجار سدّين في وقت متأخر الأحد ليصبح المشهد في مدينة درنة أشبه بنهاية العالم إذ جرفت المياه أبنية بأكملها وأعدادا غير محددة من السكان إلى البحر المتوسط.
وقال ناج أصيب بجروح "ارتفع منسوب المياه الفجأة في غضون ثوان"، مشيرا إلى أن المياه جرفته مع والدته عندما وقعت الفيضانات ليلا قبل أن يتمكنا من التشبّث بمبنى خال والاحتماء فيه.
وتابع الرجل الذي لم يتم التعريف عن هويته وفق الشهادة التي نشرها مركز بنغازي الطبي "ارتفع منسوب المياه إلى أن وصلنا للطابق الرابع، كانت المياه بارتفاع الطابق الثاني".
وأضاف "سمعنا أشخاصا يصرخون. رأيت من النافذة سيارات وجثثا تجرفها المياه. استمر الوضع هكذا مدة ساعة أو ساعة ونصف ساعة بدت بالنسبة إلينا كأنها سنة".
وتصطف حاليا مئات أكياس الجثث في شوارع درنة الموحلة بانتظار الدفن فيما يبحث السكان الذين ما زالوا في حالة صدمة عن أحبائهم المفقودين في الأبنية المدمّرة بينما تزيل جرّافات الركام وأكوام الرمل من الشوارع.
الأمم المتحدة: كان من الممكن تفادي مقتل "معظم" الضحايا جراء الفيضانات في ليبيا
أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة الخميس أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا" جراء الفيضانات المدمرة التي خلفت 3840 قتيلا وآلاف المفقودين في شرق ليبيا.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس خلال مؤتمر صحافي في جنيف إنه "كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، وكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية"، مشيرا إلى قلة التنظيم في ظل الفوضى المخيمة في هذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي.
وأتت تصريحات المسؤول الأممي بعد أيام من ضرب العاصفة "دانيال" منطقة شرق ليبيا، والتي نجم عنها أمطار غزيرة جدا تسببت بانهيار سدّين قريبين من درنة، فاجتاحت المياه المدينة جارفة الأبنية والناس.
وأحصت سلطات الشرق الليبي الى الآن نحو أربعة آلاف قتيل، وأشارت إلى أن بين الضحايا 400 أجنبي على الأقل غالبيتهم من السودانيين والمصريين.
وأرجع تالاس حجم الكارثة بشكل كبير إلى الافتقار إلى أدوات التنبؤ بالطقس واتخاذ إجراءات بشأن الإنذارات المبكرة.
كما ألقى باللوم على الصراع الداخلي المستمر منذ سنوات والذي قسّم البلاد، إذ أدى إلى "تدمير كبير لشبكة مراقبة الأرصاد الجوية وتدمير أنظمة تكنولوجيا المعلومات".
وأوضح تالاس أن "الفيضانات وقعت ولم تتم عملية إخلاء نتيجة عدم وجود أنظمة إنذار مبكر مناسبة"، مشيرا إلى أن الإخلاء كان سيحدّ كثيرا من عدد الضحايا.
وأضاف "بالطبع لا يمكننا تجنب الخسائر الاقتصادية بشكل كامل، لكن كان بإمكاننا أيضا تقليلها من خلال توفير الخدمات المناسبة".
أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا (إن إم سي) تحذيرات مبكرة بشأن الطقس القاسي القادم قبل 72 ساعة، وأخطر السلطات الحكومية عبر البريد الإلكتروني، داعيا لاتخاذ تدابير وقائية.
لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قالت إنه "ليس من الواضح ما إذا كانت (التحذيرات) قد تم تعميمها بشكل فعال".
وأشارت إلى أنه لم يعد هناك تعاون وثيق بين خدمات الأرصاد الجوية وإدارة الكوارث في البلاد كما كان في السابق.
وأوضح المكتب الإقليمي للمنظمة بالبحرين أن "المشكلة لم تكن في إطلاق التحذير" في الوقت المناسب، بل في حقيقة "عدم القدرة على التعامل مع مثل هذا الوضع"، خصوصا وأن انهيار السدين أدى إلى وضع "غير مسبوق".
وقال "لقد انهارت بالفعل إدارة الكوارث في ليبيا".
ونتيجة لأحوال الطقس، تم الإعلان عن حظر للتجول وإغلاق المدارس. ووصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنه "كارثة مأساوية".
قوافل المساعدات الإنسانية والطبية
قالت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إن الأردن أرسل طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية، كما أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية الأربعاء ابحار سفينة واقلاع طائرتين عسكريتين لنقل الخبراء والمعدات اللوجستية الأساسية.
وأقلعت بعد ظهر الأربعاء طائرة فرنسية تقل نحو أربعين مسعفا وعدة أطنان من المعدات الصحية منها مستشفى ميداني، متوجهة إلى ليبيا لمساعدة المتضررين من الفيضانات.
من جهته وجَّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء بإقامة معسكرات إيواء في المنطقة الغربية العسكرية للمتضررين الذين فقدوا ديارهم، وفق وسائل إعلام حكومية.
مدينة درنة الليبية تعدّ ضحاياها بعد الفيضانات
تواصل مدينة درنة الليبية الخميس تعداد ضحاياها بعد الفيضانات الكارثية التي دمرت أحياء بكاملها وخلفت آلاف القتلى والمفقودين.
وأعلنت المفوضية الأوروبية إرسال مساعدة من ألمانيا ورومانيا وفنلندا إلى المدينة الواقعة على سواحل شرق ليبيا.
وصرف الاتحاد الأوروبي أيضا مبلغا أوليا بقيمة 500 ألف يورو فيما أعلنت بريطانيا مساعدة أولية بقيمة 1,16 مليون يورو لتلبية الحاجات الأكثر إلحاحا لليبيين.
تركيا ترسل لليبيا مساعدات جديدة تشمل مستشفيين ميدانيين وطواقم طبية
أعلنت تركيا مساء الأربعاء أنّها أرسلت إلى ليبيا، حيث أوقعت فيضانات غير مسبوقة آلاف القتلى، مساعدات طبّية جديدة تشمل مستشفيين ميدانيين وطواقم طبيّة إضافية.
وقالت وزارة الصحة التركية في بيان "سنرسل هذا المساء 148 شخصاً إضافياً على متن سفينة ستغادر ميناء إزمير السنجق (غرب)".
وأضافت أنّ السفينة محمّلة بـ"مستشفيين ميدانيّين مجهّزين بالكامل وستّ وحدات للتدخّل في الحالات الطارئة وعشر سيارات إسعاف" وأكثر من 12 عربة طوارئ.
وذكّرت الوزارة في بيانها بأنّ تركيا كانت من أوائل الدول التي بادرت الثلاثاء إلى التحرّك لمساعدة ليبيا بعد النكبة التي حلّت بشرق هذا البلد ولا سيّما بمدينة درنة.
تعليق دوام المدارس في ليبيا
أعلنت وزارة التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية تعليق الدراسة لمدة 10 أيام اعتبارا من يوم الأحد المقبل.
وقالت الوزارة في بيان لها إن قرار تعليق الدراسة يأتي تضامنا مع الطلبة في المناطق المنكوبة شرق البلاد
بريطانيا تقدم مساعدات إلى ليبيا بمليون جنيه إسترليني
أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم حزمة أولية قيمتها مليون جنيه إسترليني لدعم ليبيا في مواجهة آثار الفيضان الناجم عن العاصفة المتوسطية.
وقالت الخارجية البريطانية في بيان إنها تعمل مع شركاء موثوق بهم على الأرض لتحديد الاحتياجات الأساسية بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية.
وأكدت الخارجية البريطانية أن الدعم المقدم سيوجه لمساعدة الأشخاص الأكثر تضررًا من الفيضانات بمن فيهم النساء والأطفال والنازحين.
