محمد، هو الطفل السابع في عائلة كلّاب الفلسطينية، ولد بعد أسابيع قليلة من بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، وبذقنه السمين وقبضتيه المشدودتين، وعينيه الواسعتين والسوداوين، بلغ محمد من العمر الآن بضعة أيام فقط.
بكل ثبات، تنظر الأم فدى كُلّاب إلى رضيعها، بعد أن أخذت مكانا لها في إحدى قاعات مدرسة من مدارس رفح في القطاع، والتي تحولت إلى ملجأ يلوذ إليه المدنيون، هربا من القصف الإسرائيلي على غزة، وقد دخلت الحرب أسبوعها السادس. وتقول الأم التي انتقلت مع أفراد عائلتها إلى المدرسة التابعة للأمم المتحدة: "لا يوجد هنا شيء لرعاية الرضع".
أما المرأة الحامل أم إبراهيم فتقول إنها تنتظر رؤية مولودها وسط حالة من الرعب، وهي تمشي في شوارع غزة والخوف متملك بها خشية أن تموت في أي لحظة، معربة عن قلقها من مدى القدرة على رعايته في غرفة واحدة من الملجأ، وهي غرفة يوجد فيها أصلا سبعون شخصا، بينما يحتاج الصغار ما يقوي مناعتهم.
وتقول أم إبراهيم: "ليست هناك رعاية صحية للأطفال الرضع، فالحليب قليل، وحتى إن ذهبت للبحث عن غذاء، فإنني لن أجد ما أحتاجه".
من جانبها تقول نجوى سالم وهي أم لطفل رضيع آخر، إنه ليست هناك راحة لبال الأمهات الحوامل، داعية العالم إلى وقف لإطلاق النار، حتى يتسنى لها الذهاب إلى بيتها والتكفل برعاية طفلها الرضيع وبقية أطفالها.
وتشكو نجوى سالم من نقص للحليب والغاز والغذاء، مبينة أن الغذاء المتوفر يقتصر على البسكويت والتمر والماء فقط، أما الخبز، فإنها لم تأكله منذ وقت طويل.