في ساعات الفجر الأولى وحتى قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ في قطاع غزة الجمعة، سلك مئات النازحين الفلسطينيين طريق العودة إلى ديارهم لمعاينة ما تبقي منه بعد 48 يوماً من الضربات الإسرائيلية العنيفة.
مع بدء سريان هدنة الأيام الأربعة التي تترافق مع الإفراج عن رهائن محتجزين في القطاع، مقابل أسرى في السجون الإسرائيلية، صمتت أصوات المدافع والطائرات الحربية وحّلت محلها زحمة سير وأبواق السيارات وسط جموع النازحين الذين خرجوا من المستشفيات ومراكز الإيواء التي لجؤوا إليها هرباً من الضربات.
وبدأ سكان القطاع بالتنقل نحو منازلهم وأحيائهم والعمل على قضاء حوائجهم، ويقول أحد النازحين من المناطق الشمالية لمدينة غزة إنه يرغب في العودة لأنه يعيش ظروفاً مأسوية للغاية لا يمكن وصفها، فيما قال آخر إنه غادر بيته ولم يحمل معه شيئاً غير ثياب لا تقي من البرد كان يلبسها، وأضاف أن هذه الهدنة جاءت متأخرة جداً فقد تحوّلت غزة إلى مدينة أشباح، ولم يعد لديه مكان يعود إليه.
وطوال الأيام الماضية من الحرب واجه الفلسطينيون صعوبات كبيرة في التواصل مع أفراد عائلاتهم بسبب ضعف الاتصالات وصعوبة الحركة، خصوصاً بين المدن والمناطق الحدودية والقريبة من محاور التوغل الإسرائيلي.
وفيما انطلقت عشرات السيارات والعربات التي تجرها الحمير والأحصنة، والتوك توك، ألقت طائرات حربية إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالاً. وكتب على هذه المنشورات "الحرب لم تنته بعد" و"الرجوع إلى الشمال ممنوع وخطير، مصيركم ومصير عائلاتكم بأيديكم".