تواصل القوات الإسرائيلية توغلها في الأراضي السورية، ضاربة بعرض الحائط جميع الاستنكارات الدولية المطالبة بـ"عدم استغلال فرصة سقوط الرئيس السوري بشار الأسد" واحتلال أراضٍ سورية. وقد وصلت القوات إلى ريف دمشق الجنوبي، وفقًا لما نقلته عدة وسائل إعلام عالمية.
وقالت وكالة "رويترز" نقلا عن 3 مصادر أمنية، إن التوغل العسكري الإسرائيلي في سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.
وأشارت نقلا عن مصدر أمني سوري إلى أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى قطنا في جنوب سوريا، وهي على عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية، من شرق المنطقة العازلة التي تفصل سوريا عن الجولان المحتل.
وفي وقت سابق من مساء يوم أمس، أعلن مصدر أمني إسرائيلي أن تل أبيب هاجمت منذ سقوط الأسد، أكثر من 250 هدفا داخل الأراضي السورية شملت قواعد عسكرية وطائرات مقاتلة وأنظمة صواريخ ودبابات ومروحيات وسفن.
هذا وأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على مناطق متفرقة في العاصمة السورية، مستهدفة مركز البحوث في حي برزة في العاصمة دمشق ومصانع عسكرية ومنشآت الأمن، بحسب المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
كما استهدفت الغارات كتيبة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في منطقة معلولا بريف دمشق.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أمر الجيش بالتحرك في هضبة الجولان بالمنطقة العازلة، معلنًا انتهاء اتفاقية "فض الاشتباك" بين تل أبيب ودمشق، بعد سقوط نظام الأسد.
وقد أدانت عدة جهات التوغل الإسرائيلي، منها جامعة الدول العربية، ووزارتا الخارجية المصرية والسعودية، والأمم المتحدة، بوصفه انتهاكًا لوقف إطلاق النار و"استغلالًا للفوضى والفراغ الحالي في سوريا".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "أبلغت قوات حفظ السلام (يوندوف) نظراءها الإسرائيليين بأن هذه الأعمال تشكل انتهاكًا لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وأنه لا ينبغي أن تكون هناك قوات أو أنشطة عسكرية في منطقة الفصل".
وخلال كلمة ألقاها مساء الاثنين، قال نتنياهو إن سقوط الأسد هو "نتيجة مباشرة للضربات القوية التي وجهتها إسرائيل لحماس وحزب الله وإيران". وأضاف أن إسرائيل ستحتل قمة جبل الشيخ، التي تقع ضمن المنطقة العازلة على الحدود السورية اللبنانية، وهي أعلى قمة في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، بارتفاع 2814 مترًا.
من جهته، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن إسرائيل استهدفت عدة مواقع تحتوي على أسلحة كيميائية وصواريخ بعيدة المدى "لمنع وقوعها في أيدي جهات معادية".
في هذا السياق، تحاول إسرائيل بناء علاقة مع الدروز في سوريا. كما تسعى للتواصل مع الجماعات المعارضة السورية، للمساعدة في ضمان عدم استعادة الفصائل المدعومة من إيران لأي أراضٍ، بالإضافة إلى قطع إمدادات الأسلحة عن لبنان، وفقًا لعدة محللين.