وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إدانة قاسية لما وصفه بـ"الوحشية الإسرائيلية"، واتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بأنهم "تجاوزوا هتلر في الفظائع المرتكبة".
وقال أردوغان في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء في افتتاح الدورة السابعة عشرة من معرض الصناعات الدفاعية الدولي (آيدف 2025) في إسطنبول: "نحن أمام وضع مروّع للغاية، حتى الصليب الأحمر لم يُسمح له بالدخول. نتنياهو وحكومته قد تجاوزوا هتلر منذ زمن في الوحشية".
ودعا الرئيس التركي إلى موقف دولي موحد لوقف ما وصفه بـ"الجنون المتواصل في غزة"، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار والسماح غير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأردف: "كل يوم يموت عشرات الأبرياء لأنهم لا يجدون لقمة خبز أو رشفة ماء. لا يمكن لأي شخص يمتلك ذرة من الكرامة الإنسانية أن يصمت أو يوافق على هذا الجنون. كل من يصمت عن الإبادة الجماعية في غزة يصبح شريكًا في جرائم إسرائيل ضد الإنسانية".
وأضاف أن أنقرة تواصل جهودها لإيصال المساعدات بشكل عاجل إلى القطاع المحاصر، مشيرًا إلى أن بلاده "ستستمر في فضح ما تقوم به إسرائيل، والذي تخطى ما قام به النازيون"، على حدّ تعبيره.
غزة: أزمة إنسانية على مرأى العالم
في موازاة التصريحات السياسية، يتفاقم الوضع الإنساني في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف كارثية، ويعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات المحدودة التي يُسمح بإدخالها. وتشير التقديرات إلى أن نحو 90٪ من سكان القطاع اضطروا للنزوح، بعضهم مرّات عدة، في ظل القصف المتواصل والتضييق الخانق.
ويُذكر أن معظم الإمدادات الغذائية التي دخلت القطاع مؤخرًا تذهب إلى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مجموعة أمريكية مدعومة من إسرائيل. ومع بدء عمليات توزيع المساعدات منذ أيار/ مايو، قُتل مئات الفلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية أثناء توجههم إلى مراكز التوزيع، بحسب شهادات سكان ومسؤولين صحيين محليين.
من جهته، يدّعي الجيش الإسرائيلي أنه أطلق طلقات تحذيرية فقط على من اقتربوا من جنوده.
وقد دفعت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 21 شهرًا غزة إلى شفا المجاعة، وأشعلت موجة احتجاجات عارمة في مختلف أنحاء العالم. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية الاشتباه بارتكابهما جرائم حرب في غزة.