بين الركام والغبار، بحث سكان مخيم النصيرات بيدين مثقلتين عن مقتنياتهم التي طمرتها بقايا منازلهم المهدّمة. هناك، وسط أنقاض برج سكني مدمر، ارتسم مشهد يلخّص مأساة يوم آخر من حرب تتواصل بلا هوادة في غزة.
فتّش أهالي المخيم بين أنقاض برج "عين جالوت" الذي دُمّر جراء قصف إسرائيلي بعد إنذار سكانها بإخلاء المبنى، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقد أحصت المصادر مقتل ما لا يقل عن 33 فلسطينيًا منذ ساعات الفجر، في وقت امتدت الغارات إلى منازل وخيام للنازحين.
وفي محيط "مستشفى المعمداني" بمدينة غزة، أصابت غارة إسرائيلية مدنيين، فيما أسفر قصف آخر عن مقتل عدد من الفلسطينيين وفقدان آخرين في مخيم الشاطئ غرب المدينة.
عملية عسكرية وتصاعد المخاوف الإنسانية
أعلن الجيش الإسرائيلي أمس بدء عملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة، بمشاركة فرقتين عسكريتين. وقال في بيان إن هذه المرحلة الجديدة من "مركبات جدعون" تهدف إلى "تدمير البنية التحتية لحركة حماس وهزيمتها".
تزامن ذلك مع تحذيرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تصاعد الخوف بين سكان غزة مع تكثيف القصف، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية في القطاع تتفاقم بسرعة.
أما منظمة العفو الدولية (أمنستي) فاتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، مؤكدة أن المجتمع الدولي لم يعد يستطيع التذرع بالجهل إزاء الأدلة المتزايدة.
وأشارت المنظمة إلى أنه "من غير المقبول أن تواصل الدول الداعمة لإسرائيل، وفي مقدمتها الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، تزويدها بالأسلحة والدعم الدبلوماسي"، منتقدة استمرار الشركات والمستثمرين في تحقيق الأرباح من "الإبادة الجماعية".
ووفق آخر تحديث من وزارة الصحة في غزة، قُتل منذ بدء الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ما يقارب 65 ألف شخص، فيما أُصيب ما لا يقل عن 164,610 آخرين.