شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أهمية التعاون الدولي لإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء "الكارثة الإنسانية في الشرق الأوسط".
اعلان
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، وجود خلاف مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حول مسألة الاعتراف بدولة فلسطين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك في شيكرز بإنجلترا، قال ترامب: "قضية غزة وإسرائيل مسألة معقدة، لكننا سنتعامل معها"، مضيفًا أن إنهاء الحروب مهمة صعبة، مع التأكيد على ضرورة إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال في غزة فورًا.
وأشار ترامب إلى أن الأسرى الإسرائيليين السابقين في غزة أخبروه أنهم لم يلمسوا أي تعاطف من حركة حماس، واصفًا 7 أكتوبر بأنه أحد أسوأ الأيام وأكثرها عنفًا في تاريخ العالم. وأضاف أن الأزمة في غزة تمثل إحدى القضايا القليلة التي يختلف فيها مع ستارمر، مؤكدًا حرصه على متابعة الوضع وحله وفق رؤية أمريكية تركز على حماية المدنيين والأمن الإسرائيلي.
ستارمر يدعو إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة
بدوره، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أهمية التعاون الدولي لإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء "الكارثة في الشرق الأوسط". وقال: "نعمل معًا لوضع خطة شاملة تجمع إسرائيل والمنطقة لتحقيق السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضاف أن الاعتراف بدولة فلسطينية يأتي ضمن حزمة واسعة تهدف إلى الانتقال من الوضع المأساوي الحالي إلى حل الدولتين، مؤكدًا الاتفاق مع واشنطن على ضرورة تحقيق السلام بسرعة، وإدخال المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة المدنيين في غزة.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن ستارمر من المتوقع أن يعلن رسميًا اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد انتهاء زيارة ترامب إلى بريطانيا، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء كان قد صرح سابقًا بأنه سيعترف بدولة فلسطين قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ما لم تستجب إسرائيل لشروط تحسين الوضع الإنساني في غزة.
ترامب وستارمر يؤكدان دعم أوكرانيا ويحذران من تصرفات بوتين "المتهورة"
وفيما يتعلق بالحرب الروسية - الأوكرانية، قال ترامب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خذله، معبّرًا عن شعوره بخيبة أمل من عدم التوصل إلى حل نهائي للحرب الدائرة. وأضاف ترامب أن الحرب أسفرت عن خسائر بشرية ضخمة بوتيرة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكّدًا ضرورة إنهاء النزاع بسرعة.
وتابع: "كنت أعتقد أن إنهاء الحرب سيكون أمرًا أسهل، لكن الوضع أكثر تعقيدًا مما توقعت".
من جانبه، شدّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أن فرض المزيد من العقوبات على روسيا يشكل تحديًا لبعض الدول الأوروبية التي تعتمد على مصادر الطاقة الروسية، مؤكدًا في الوقت نفسه استمرار دعم أوكرانيا وتزويدها بما تحتاجه لمواجهة الهجوم الروسي واصفًا تصرفات بوتين بـ"المتهورة" والتي لا تعكس رغبة حقيقية في إحلال السلام.
صفقات واستثمارات بمليارات الدولارات
في سياق آخر، أشاد ترامب بالعلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا واصفًا إياها بأنها "لا مثيل لها في العالم". وأوضح أن بريطانيا كانت أول دولة تبرم معها الولايات المتحدة اتفاقًا تجاريًا، مشيرًا إلى أن الزيارة الأخيرة أسفرت عن صفقات بقيمة 350 مليار دولار، واستقطاب استثمارات بقيمة 17 تريليون دولار، إضافة إلى توقيع اتفاقية لتعزيز الازدهار التكنولوجي بين البلدين.
انتقادات حادة لترامب في لندن
ووصل الرئيس الأمريكي، الأربعاء، إلى قصر وندسور في زيارة دولة ثانية للمملكة المتحدة، حيث استقبله الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا والأمير ولي العهد وزوجته، وسط مراسم عسكرية شارك فيها 1300 فرد من الحرس الملكي. وقد تمت الزيارة بعيدًا عن الجمهور، مع انتشار أمني واسع ومنع التفاعل المباشر مع المواطنين، فيما استعد آلاف المتظاهرين للاحتجاج في لندن. تضمنت الزيارة عرضًا جوّيًا بمشاركة مقاتلات بريطانية وأمريكية، وغداءً خاصًا مع العائلة الملكية، وزيارة قبر الملكة إليزابيث الثانية.
وكان ترمب قد وصف زيارته الثانية إلى المملكة المتحدة بأنها "أحد أسمى التكريمات في حياته" خلال مأدبة عشاء أقامها الملك تشارلز الثالث في قلعة وندسور، مؤكدًا عمق العلاقات بين واشنطن ولندن. من جانبه، رحب الملك تشارلز بالتزام ترامب الشخصي تجاه إيجاد حلول للنزاعات الدولية ودعم جهود السلام العالمية.
وتزامنت زيارة ترامب مع موجة واسعة من الانتقادات السياسية والشعبية. ففي مقال نشرته صحيفة الغارديان، انتقد عمدة لندن صادق خان الرئيس الأمريكي، متهمه بلعب دور بارز في "تشجيع سياسات اليمين المتطرف غير المتسامح حول العالم".
ووصف خان استخدام ترامب للجيش داخل المدن الأمريكية واستهداف الأقليات بأنه سلوك "مستمدّ من دليل الطغاة"، مؤكدًا أن العلاقة الخاصة مع واشنطن تتطلب الصراحة والصدق، وأن يكون البريطانيون أصدقاء ناقدين قادرين على مواجهة السلطة بوضوح. كما أشار إلى أن التراخي البريطاني في مواجهة خطاب الكراهية ساهم في تغذية المسيرة اليمينية المتطرفة التي شهدتها لندن نهاية الأسبوع، بقيادة الناشط المعادي للإسلام تومي روبنسون، والتي تضمنت خطابًا مصورًا لإيلون ماسك دعا فيه إلى "المواجهة أو الموت". وختم خان بالقول: "المشاهد التي رأيناها لم تأت من فراغ... لقد حان الوقت لنقول بوضوح: هذه ليست هويتنا".