احتُجز الصحافي الأوكراني مكسيم بوتكيفيتش في روسيا عام 2022 بعد مشاركته في الدفاع عن بلاده ضد الغزو الروسي، وحُكم عليه بالسجن 13 عامًا، قبل أن يُفرج عنه عام 2024 في إطار صفقة تبادل أسرى بين موسكو وكييف.
منح مجلس أوروبا، الإثنين، جائزة "فاتسلاف هافيل" لحقوق الإنسان للصحافي الأوكراني مكسيم بوتكيفيتش، الذي تحوّل من صحافي وناشط مدني إلى أسير حرب لدى روسيا.
أول أوكراني ينال الجائزة
منذ تأسيسها عام 2013، تُمنح الجائزة من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تكريماً لشخصيات أو منظمات تميزت بدورها في الدفاع عن الديمقراطية والكرامة الإنسانية. وأصبح بوتكيفيتش (48 عاماً) أول أوكراني يحصل على الجائزة، التي تحمل اسم المعارض التشيكي والرئيس السابق فاتسلاف هافيل، أحد أبرز الأصوات المدافعة عن الحرية في أوروبا الشرقية خلال القرن العشرين.
مسيرة إعلامية واعتقال قاسٍ
برز بوتكيفيتش في المشهد الإعلامي الأوكراني عبر تأسيسه محطة "هرومادسكي راديو" المستقلة، إضافةً إلى مشاركته في تأسيس مركز "زمينا" للحرية. ومع الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، انخرط في صفوف القوات الأوكرانية دفاعاً عن بلاده، ليقع في الأسر في حزيران/يونيو من العام ذاته.
وحكمت القوات الروسية عليه بالسجن 13 عاماً في آذار/مارس 2023، قبل أن يُطلق سراحه في إطار صفقة تبادل أسرى بين موسكو وكييف في تشرين الأول/أكتوبر 2024. وجعلت تجربة الأسر وما رافقها من بوتكيفيتش صوتاً مدافعاً عن الأوكرانيين المحتجزين لدى روسيا.
"لم ننسَكم"
خلال تسلّمه الجائزة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، ارتدى قميصاً أسود كُتب عليه: "يا أسرى الحرب الأوكرانيين.. لم ننسَكم"، مؤكداً أن التكريم ليس شخصياً فقط، بل هو نيابةً عن المدنيين وأسرى الحرب المحتجزين "بصورة غير قانونية" وعن جميع من حُرموا من حريتهم وتعرضوا لانتهاكات.
وشملت القائمة النهائية للمرشحين أيضاً الصحافية الجورجية مزيا أماغلوبيلي والصحافي الأذربيجاني أولفي حسنلي، وكلاهما معتقلان.
وأكد رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ثيودوروس روسوبولوس أن ترشيحهما رسالة واضحة عن وضع الصحافة في العالم. وأشار إلى أن مطلع العام الجاري سجّل وجود 171 صحافياً معتقلاً في أوروبا، من بينهم 26 أوكرانياً على الأقل محتجزون في روسيا أو في الأراضي التي تحتلها.
يشار إلى أن الجائزة، التي تبلغ قيمتها 60 ألف يورو، كانت قد مُنحت العام الماضي إلى المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، التي ما تزال تعيش في الخفاء هرباً من "قمع نظام نيكولاس مادورو".