كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتعاون مع شركة "أديداس" عن الكرة الرسمية لبطولة كأس العالم 2026، والتي تحمل اسم "تريوندا" (Trionda)، وتعني "الموجات الثلاث" في إشارة إلى الدول الثلاث المستضيفة للبطولة: الولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك.
تتميز "تريوندا" بتصميم فني يجمع رموز الدول الثلاث، حيث تتضمن نجمة زرقاء تمثل الولايات المتحدة، وورقة قيقب حمراء ترمز إلى كندا، ونسرًا أخضر يرمز إلى المكسيك. أما الألوان المعتمدة فهي الأبيض والأحمر والأزرق والأخضر، المستوحاة من أعلام هذه الدول، في تذكير بتصميم كرة "برازوكا" التي استُخدمت في مونديال 2014.
وقال سام هاندي، المدير العام لقسم كرة القدم في "أديداس": "إنها أكثر كرة مرحة بصريًا صنعناها لكأس العالم. قطعة فنية مصممة لأكبر مسرح رياضي في العالم، تجعلك ترغب في لمسها، وتأملها، وقبل كل شيء اللعب بها".
تقنيات ذكية للتحكيم وتحليل الأداء
الابتكار الأبرز في "تريوندا" يتمثل في شريحة داخلية تعتمد على تقنية "Connected Ball Technology" المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تتيح نقل البيانات بشكل فوري إلى نظام حكم الفيديو المساعد (VAR). وتعمل هذه التقنية بالتكامل مع بيانات تموضع اللاعبين على أرض الملعب، ما يسمح للحكام باتخاذ قرارات دقيقة في حالات التسلل ولمس اليد، من خلال تتبع كل لمسة للكرة بدقة عالية.
وأكدت "أديداس" أن الكرة الجديدة تمثل أحدث تطور في تقنية الكرة المتصلة، موضحة أنها ستوفر بيانات وتحليلات فورية تؤثر على قرارات التحكيم والتحليل التكتيكي خلال جميع مباريات البطولة البالغ عددها 104 مباريات.
خصائص الطيران والتحكم
تم تصنيع الكرة باستخدام أربعة ألواح متصلة مع خطوط محفورة بعمق لضمان ثبات مثالي أثناء الطيران، وهو ما يعزز أداءها في مختلف الظروف الجوية. وتأتي هذه الخطوة بعد انتقادات وُجّهت لكرات سابقة بسبب مساراتها غير المتوقعة في الهواء، باستثناء "برازوكا" التي حظيت بإشادة واسعة من اللاعبين.
حملة ترويجية عالمية
ظهرت الكرة الجديدة في صور ترويجية شارك فيها عدد من أبرز نجوم كرة القدم، من بينهم ليونيل ميسي، جود بيلينغهام ولامين يامال، حيث بدوا مستمتعين باستخدامها في مشاهد مرحة.
وتُطرح "تريوندا" بسعر 119 جنيهًا إسترلينيًا (160 دولارًا أميركيًا)، كما أطلقت لها صفحة رسمية على منصة "تيك توك" باسم @Trionda تعرض لقطات تفاعلية من منظور الكرة نفسها.
إرث كرات المونديال
يمثل إطلاق "تريوندا" حلقة جديدة في تاريخ طويل من الكرات الرسمية التي ارتبطت بذاكرة بطولات كأس العالم، بدءًا من "تيلستار" في مونديال 1970، مرورًا بـ"تانغو" عام 1978 و"غابولاني" المثيرة للجدل في 2010، وصولًا إلى "الرحلة" في 2022 التي أدخلت تقنيات ذكية في دعم قرارات التحكيم.
وبالإعلان عن "تريوندا"، تدخل كرة القدم مرحلة جديدة، حيث لم تعد الكرة مجرد أداة للعب، بل عنصرًا تكنولوجيًا فاعلًا في إدارة المباريات وتحليل الأداء، بما يعكس تطور اللعبة نحو مزيد من الدقة والاحترافية.