شجع البابا ليو الرابع عشر جميع الأطراف على المضي بشجاعة في طريق السلام، معتبراً أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يشكل شرارة أمل يمكن أن تقود إلى سلام عادل ودائم يحترم تطلعات الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
أعرب البابا ليو الرابع عشر عن أمله في أن يشكل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بداية لمسيرة تقود إلى سلام عادل ودائم يحترم تطلعات الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، مؤكداً أن هذا الاتفاق أهدى الأرض المقدسة شرارة أمل جديدة بعد عامين من الصراع والمعاناة.
صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس
جاء كلام البابا في ختام القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس، حيث تلا كعادته كل أحد صلاة التبشير الملائكي بمشاركة وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين.
واستهل كلمته بتوجيه تحياته الحارة إلى الحاضرين الذين وصف تجمعهم بأنه "العلية الكبيرة" للصلاة برفقة مريم، والدة يسوع.
وشكر الجماعات والحركات الكنسية التي تحركها الروح المريمية، وحثها على أن تجعل روحانيتها متجذرة أكثر في الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة.
شرارة أمل في غزة
توقف البابا عند الاتفاق الذي تم التوصل إليه في غزة، موضحاً أن بداية مسيرة السلام أضاءت شعلة أمل في الأرض المقدسة.
وشجع جميع الأطراف المعنية على مواصلة هذه المسيرة بشجاعة، نحو سلام عادل ودائم يحترم التطلعات المشروعة للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.
وأشار إلى أن سنتين من الحرب خلفتا الموت والدمار في كل مكان، لا سيما في قلوب الذين فقدوا أبناءهم وأهلهم وأصدقاءهم وكل شيء.
وأكد البابا قربه من هؤلاء المتألمين ومعاناتهم، مشيراً إلى أن لمسة الرب موجهة إليهم اليوم بنوع خاص، ليكونوا واثقين بأنه حتى في أحلك الظروف يبقى معهم، ويقول لهم: "لقد أحببتك".
وأضاف أن الله، الذي هو السلام الوحيد للبشرية، قادر على تضميد الجراح ومساعدة الجميع على تحقيق ما يبدو مستحيلاً من وجهة النظر البشرية، وهو أن يدرك الإنسان أن الآخر ليس عدواً بل أخاً يجب النظر إليه بعين الغفران والرجاء والمصالحة.
وتابع قائلاً: "أشجع جميع الأطراف المعنية على المضي بشجاعة على الطريق نحو سلام عادل ودائم يحترم التطلعات المشروعة للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".
نداء من أجل أوكرانيا
من جهة أخرى، عبّر البابا ليو الرابع عشر عن ألمه إزاء الأنباء الواردة من أوكرانيا، بشأن الهجمات التي استهدفت مدناً عدة وبنى تحتية مدنية، وأدت إلى مقتل أشخاص أبرياء، بينهم أطفال، وحرمت عائلات كثيرة من الكهرباء والتدفئة.
وأكد أن قلبه يتحد مع معاناة السكان الذين يعيشون منذ سنوات تحت الخوف والحرمان، مجدداً نداءه من أجل إنهاء العنف، ووقف التدمير، والانفتاح على الحوار والسلام.
تضامن مع بيرو وصلوات من أجل العمال
كما عبّر البابا عن قربه من أهالي بيرو خلال المرحلة السياسية الانتقالية التي تمر بها البلاد، قائلاً إنه يصلي كي تواصل البلاد السير في درب المصالحة والوحدة الوطنية.
وفي ختام كلمته، أشار إلى أن إيطاليا تحيي اليوم ذكرى ضحايا حوادث العمل، فرفع الصلاة من أجلهم ومن أجل جميع العمال الذين يسعون إلى لقمة عيشهم بكرامة.