تأتي هذه الضربات في وقت تواجه فيه أوكرانيا شتاءً آخر من الحرب، حيث تستهدف موسكو البنية التحتية للطاقة بشكل دوري، ما يجبر كييف على فرض انقطاعات طارئة للكهرباء واستيراد الطاقة من الخارج، فيما تقدر التقارير أن حوالي 60% من إنتاج الغاز الأوكراني توقف جراء الضربات الأخيرة.
شنّت روسيا هجومًا واسع النطاق على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مستهدفةً منشآت الغاز والكهرباء في شرق البلاد، وذلك بالتزامن مع توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمناقشة إمكانية تزويد كييف بصواريخ كروز طويلة المدى من طراز "توماهوك".
ووفق بيانات القوات الجوية الأوكرانية، أطلقت روسيا 320 طائرة مسيرة و37 صاروخًا، العديد منها باليستية، بينما تم إسقاط 283 طائرة مسيرة و5 صواريخ. وأسفرت الهجمات عن انقطاع الكهرباء في ثماني مناطق، طالت بشكل رئيسي منطقتي خاركيف وبولتافا، واستهدفت منشآت حيوية مثل محطة معالجة الغاز في شبيلينكا، حيث تصاعدت أعمدة الدخان الأسود والنيران المستعرة بعد الضربات.
وقال زيلينسكي عبر منصة ''إكس": "هذا الخريف، يستخدم الروس كل يوم لضرب بنيتنا التحتية للطاقة." وأضاف أن الضربات طالت مناطق تشيرنيهيف وخاركيف وبولتافا وسومي وفينيتسيا.
وأوضح سيرغي كوريتسكي، الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الأوكرانية "نفتوغاز"، أن "هناك ضربات وتدمير في عدة مناطق في وقت واحد. وقد توقفت عملية عدد من المنشآت الحيوية."
من جانبها، زعمت وزارة الدفاع الروسية أن الهجمات استهدفت منشآت يستخدمها الجيش الأوكراني بصواريخ "كينجال" رداً على هجمات أوكرانية على منشآت روسية، في إشارة إلى ضرب مصافي النفط الروسية.
وفي ظل استعداد أوكرانيا لفصل شتاء آخر من الحرب، تستهدف موسكو بنيتها التحتية للطاقة بشكل متكرر، ما يضطر كييف إلى فرض انقطاعات كهربائية طارئة واستيراد الطاقة من الخارج، بينما تشير التقارير إلى توقف نحو 60% من إنتاج الغاز الأوكراني نتيجة الضربات الأخيرة.
زيارة زيلينسكي إلى واشنطن وصواريخ "توماهوك"
في موازاة ذلك، يتوجه زيلينسكي إلى واشنطن بعد محادثتين هاتفيتين مع ترامب، حيث من المتوقع أن يناقش إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" طويلة المدى.
وذكرت مصادر لوكالة فرانس برس أن المسؤولين الأوكرانيين التقوا بممثلي شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية، بما في ذلك شركة "رايثيون"، لمناقشة مواعيد بدء تسليم الصواريخ، مشيرة إلى الحاجة إلى "إشارة سياسية" قبل أي عملية تسليم.
وحذرت روسيا من أن تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ، التي تجعل موسكو ومدنًا روسية أخرى ضمن مدى الصواريخ، قد يؤدي إلى قطع العلاقات مع واشنطن.
ولم يكشف المصدر عن عدد الصواريخ التي يدرس ترامب إرسالها، مكتفيًا بالقول إن الترسانة ستكون "كافية لجعل بوتين يشعر بها".