عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه قد يسمح ببيع صواريخ "توماهوك" لأوكرانيا، التي من شأنها ن تمنح كييف القدرة على استهداف عمق الأراضي الروسية، بشكل مدمّر.
عادت روسيا إلى تكثيف هجماتها على شبكة الطاقة الأوكرانية مع انخفاض درجات الحرارة، كما تفعل كل خريف منذ غزوها الشامل في فبراير 2022.
ورغم التحسن الكبير في الدفاعات الجوية الأوكرانية وقدرتها الحالية على اعتراض معظم الطائرات المسيرة القاتلة التي تطلقها موسكو يوميًا، فإن كييف تأمل في الحصول على دعم يتجاوز المساعدات الإضافية التي طلبتها من حلفائها. وتسعى في سبيل ذلك إلى شيء مختلف: صواريخ بعيدة المدى لضرب منصات الإطلاق الروسية، بدلاً من الاكتفاء بصد مئات الطائرات المسيرة وعشرات الصواريخ بعد وصولها إلى المجال الجوي الأوكراني.
عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه قد يسمح ببيع صواريخ "توماهوك" لأوكرانيا، التي من شأنها ن تمنحها القدرة على استهداف عمق الأراضي الروسية، بشكل مدمّر.
تُعد صواريخ "توماهوك" عنصرًا أساسيًا في الترسانة الأمريكية، حيث يتراوح مداها التشغيلي بين 1600 و2500 كيلومتر، وتزن رؤوسها الحربية ما بين 400 و450 كيلوجرامًا.
حاليًا، تعتمد أوكرانيا على صواريخ غربية مثل "ستورم شادو" التي يصل مداها إلى 250 كيلومترًا فقط، وكذلك على الطائرات المسيرة والصواريخ المشابهة المنتجة محليًا مثل "باليانيتسيا"، لكن حمولتها الحربية محدودة وتتراوح بين 50 و100 كيلوجرام.
لقاء ترامب- زيلينسكي
تتصدر مسألة توريد صواريخ "توماهوك" لأوكرانيا المشهد قبيل اجتماع ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن يوم الجمعة، حيث قال الزعيم الجمهوري صراحة إن زيلينسكي: "يريد الحصول على التوماهوك، ولدينا الكثير منها".
وبحسب مصادر أوكرانية لـ"يورونيوز"، تبذل كييف جهودًا حثيثة لتوضيح واشنطن أسباب حاجتها إلى صواريخ "توماهوك"، وما تمتلكه بالفعل من أسلحة بعيدة المدى، وما ينقصها، ومن المقرر مناقشة هذه النقاط في الاجتماع المرتقب.
فعالية الصواريخ
يتواجد حالياً وفد أوكراني في الولايات المتحدة للتحضير للقاء الزعيمين. فقد التقى رئيس مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، برئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو ومسؤولين أوكرانيين آخرين، مع ممثلي شركتي "لوكهيد مارتن" و"رايثيون" المصنعتين لصواريخ "توماهوك".
وقال يرماك في منشور على منصة "إكس": "تقنيتهم تنقذ الأرواح: طائرات إف-16 وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة تحمي الأجواء الأوكرانية". وأضاف: "حلولهم الهجومية تدعم قواتنا بقوة على الخطوط الأمامية".
من دون الإشارة مباشرة إلى صواريخ "توماهوك"، أكد يرماك أن هذا التعاون مع أوكرانيا لا يزال يتوسع. وقال: "كل صاروخ روسي يتم إسقاطه أو مركز قيادة من العدو يتم تدميره يثبت جودة الأسلحة الأمريكية واحترافية قواتنا".
تأثير استراتيجي محتمل
قدّر "معهد دراسة الحرب" (ISW) الأمريكي وجود ما لا يقل عن 1945 منشأة عسكرية روسية ضمن مدى صواريخ "توماهوك" ذات المدى 2500 كيلومتر، وما لا يقل عن 1655 منشأة ضمن المدى الأقصر البالغ 1600 كيلومتر.
وبحسب تحليل المعهد: "من المرجح أن تتمكن أوكرانيا من تقويض أداء روسيا في ساحة المعركة بشكل كبير من خلال استهداف مجموعة الدعم اللوجستي التي تعزز العمليات الأمامية للقوات الروسية".
ورقة ضغط على موسكو
في المقابل، أثارت إمكانية حصول أوكرانيا على صواريخ "توماهوك" قلقًا في موسكو، التي هددت بالتصعيد في حال اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وسبق أن صرّح الكرملين بأن طرح هذا الموضوع يسبب "قلقًا بالغًا" لروسيا، مشيرًا إلى أن الحرب دخلت ما وصفه المتحدث الرئاسي دميتري بيسكوف بـ"مرحلة درامية من حيث التصعيد من جميع الأطراف".
بدوره، هدد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الولايات المتحدة وترامب شخصيًا رداّ نوويًا. وقال ميدفيديف: "تم التأكيد مائة مرة، بطريقة مفهومة حتى لأبسط المسؤولين في العالم الأميركي، أنه يستحيل التمييز بين صاروخ توماهوك النووي والتقليدي أثناء الطيران". وحذّر: "قد تؤدي إيصال هذه الصواريخ إلى نهاية مأساوية للجميع، وخاصة لترامب شخصيًا".
حجة كييف ورهان ترامب
غير أن لترامب اعتبارًا آخر بشأن إمكانية إرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا. وأفادت مصادر "يورونيوز" بأن كييف تحاول إقناع البيت الأبيض بأن هذه الصواريخ ستظل عاملاً مفاجئًا قادرًا على تغيير قواعد اللعبة، وهي من أهم أدوات التأثير على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي الأيام الماضية، ألمح ترامب إلى أن مجرد التهديد بتسليم هذه الصواريخ قد يدفع بوتين إلى المفاوضات. كما ذكر ترامب أنه يخطط للتحدث مباشرة مع الرئيس الروسي حول هذا الموضوع.
وقال ترامب: "إذا لم تُحسم هذه الحرب، فقد أرسل التوماهوك". وتابع: "التوماهوك سلاح مذهل، وروسيا لا تريده. إذا لم تنته الحرب، قد نفعل ذلك. قد لا نفعل، لكن قد نفعل".